أكاديمي مصري بارز: «السيسي» شبيه بـ«بوتين» وصبر المصريين لن يستمر

الخميس 22 ديسمبر 2016 05:12 ص

قال عالم الاجتماع المصرى الشهير الدكتور «سعد الدين إبراهيم»، إن «قيادات من جماعة الإخوان فى إسطنبول، تواصلت معه بشأن مبادرة المصالحة مع النظام الحاكم في البلاد».

وأضاف «إبراهيم»، «على مر العصور طبيعية الصراعات الأهلية لا بد أن يأتى وقت لها وأن تتم التسوية والمصالحة بين الفرقاء وهذه عين الديمقراطية»، مطالبا بمصالحة سلمية عادلة وإدارة الخلاف بديمقراطية، بدلاً من نزيف الدماء المستمر والتفجيرات التى تشهدها كمائن الشرطة والجيش فى شتى أنحاء الجمهورية، فضلا عن سيناء وما يحدث فيها».

وعن الجهات التى تحول دون حدوث المصالحة حتى الآن، ألمح «إبراهيم» إلى وجود «فيتو» من عدة جهات على ملف المصالحة، قد تكون من بينها الدولة العميقة وشخصيات محسوبة على نظام مبارك وتحالف 30 يونيو وغيرهم، بحسب صحيفة «المصريون».

وانتقد الحقوقي المعروف رئيس مركز بن خلدون الحقوقي (غير حكومي)، الأخطاء الكارثية للإخوان، والتي تمثلت فى رغبتها بالتعجل فى الاستحواذ واختراق مؤسسات الدولة والسيطرة على الأجهزة السيادية ومفاصلها.

وتابع، قائلا، «أنا ومرسى رفقاء بورش واحد.. فهو تقى وورع ولكنه ليس سيد نفسه، فكان يتلقى الأوامر والتعليمات من مكتب الإرشاد، وبالتالى المسئولية هنا جماعية وليست فردية، وهو أمر لعب دورا فى السقوط الكبير للجماعة، لا سيما أن وصاية مكتب الإرشاد رفضت من الجميع».

ورفض «إبراهيم» استبعاد شبهة احتمال تورط جماعة الإخوان أو احد المتعاطفين معها فى تفجيرات الكنيسة البطرسية بشكل أو بآخر فى إطار ثأرها من النظام الحالي.

لكنه عاد وقال «سيظل التيار الإسلامى موجودا ما دامت مصر موجودة، لأن هذا التيار أصيل وله جذور، وإنما الذى يتغير هو قياداته وشعبيته.. فشعبية الإخوان تراجعت وهذا التراجع أعتقد أنه سيستمر لمدة تتراوح من خمس لعشر سنوات إلى أن تبهت الذاكرة المصرية الحالية وتأتى أجيال جديدة تقبل فكرة عودة الإخوان للمشهد، وهذا أمر متوقع ومرجح.. والفكر لا يقاوم إلا بالفكر، والقضاء على فكر الإخوان يبدأ من التنشئة الاجتماعية المبكرة، ولكن فكرة اجتثاث هذا الفكر شديدة الصعوبة».

وشكك الحقوقي المعروف فى جدوى الحديث عن انفضاض الأقباط عن دعم الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، معتبرًا الأمر مبالغا فيه فهم لا يراهنون طوال التاريخ الحديث إلا على الدولة المصيرية ويرونها دائما المنقذ الوحيد.

واعتبر «إبراهيم » أن معركة النظام ضد مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية، «خاسرة»، مبديا استياءه الشديد من تذرع النظام بقضية التمويل الأجنبى فى وقت يتسول فيه على جميع الدول لتقديم معونات له لانتشال الاقتصاد من عثرته.

وأكد رئيس مركز بن خلدون، أن «شعبية السيسى تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنتين الماضيتين»؛ خاصة أن القيادة السياسية بمصر اتخذت إجراءات صعبة بالنسبة لقطاع عريض من المجتمع، مما أثر على الحياة اليومية للفقراء ومحدودى الدخل.

وأرجع الأكاديمي المصري، ذلك نتيجة عاملين؛ «أولهما أن الوعود والآمال الكبرى التى كانت لدى قطاعات كبيرة من الشعب المصرى تبخرت، وحدث لهم تحول من توقعات عالية إلى إحباطات عالية»، العامل الثاني، أن «السيسى لم يصارح المصريين بما فيه الكفاية، فمعظم المشروعات التى وعد بها حينما أتى إلى السلطة ثمرتها لن تظهر إلا بعد أربع أو 5 سنوات، فالمصارحة الحقيقية كان من شأنها أن تقلل من حجم الإحباط الموجود فى الشارع حاليا».

وحذر «إبراهيم» من أن صبر الشعب المصري لن يستمر للأبد فأى إحباطات قد يتعرض لها الشعب قد تفتح الباب للانفجار، واصفا «السيسي» بأنه «رئيس تقليدي ابن المؤسسة العسكرية وبالتحديد المؤسسة المخابراتية، وهو يشبه الرئيس الروسى بوتين ولذلك نجد بينهما انسجاما».

وتابع «قاعدته فى الشارع تتآكل إنما من يقف وراءه إلى الآن الجيش، وإذا رأى أن شعبية السيسى مستمرة فى التآكل فربما لن يستمر نظامه كثيرا ويأتى آخر».

وحث الحقوقي المصري، مصر وتركيا على إجراء مصالحة بينهما، لأن المنطقة تتكون من ثلاث أو أربع دول محورية، وهى تركيا وإيران ومصر والسعودية، وهذا الرباعى قوائم الخيمة فى الشرق الأوسط، وفق قوله.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سعد الدين إبراهيم مركز بن خلدون الإخوان عبدالفتاح السيسى المصالحة الوطنية