فهد العنزي نجم منتخب الكويت يسجل هدفا قويا بمرمى سلطات الكويت لصالح «البدون»

الاثنين 17 نوفمبر 2014 06:11 ص

سدد لاعب المنتخب الكويتي «فهد العنزي» هدفا قويا في ملعب الحكومة الكويتية عندما سلط الاضواء على مشكلة «البدون» في الكويت الذين يزيد عددهم عن 120 ألفا، حسب إحصاءات رسمية، ويعيشون في ظروف معيشية مزرية لحرمانهم من الجنسية الكويتية التي يستحقونها بعد أن ولدوا وعاشوا وأسرهم في الكويت لعقود.

«العنزي»، وزميله «محمد راشد»، يلعبان في صفوف المنتخب الكويتي المشارك في دورة الخليج الثانية والعشرين التي بدأت مبارياتها يوم الخميس الماضي في الرياض، ولكنهما يمثلان بلدا «ممنوعين» من حمل جنسيتها رغم انهم لم يعرفوا وطنا غيرها، ويتفانون في خدمتها ورفع اسمها عاليا، مثلهم مثل أبنائها الآخرين ان لم يكن اكثر. 

أمس الأحد، طالب ستة نواب في مجلس الامة الكويتي (البرلمان) بمنح اللاعب «العنزي» الجنسية الكويتية، لأنه أحرز هدفا رائعا بمرمى الفريق العراقي في الوقت الضائع ليعطي منتخب «بلاده» الأزرق فوزا كبيرا في المسابقة الخليجية، ولكن لم تشمل هذه المطالبة زميله «محمد الراشد»، وربما يتغير الوضع اذا فتح الله عليه (اي الراشد) بهدف مماثل في مباريات قادمة في الوقت الاصلي أو الضائع سيان.

رئيس البرلمان الكويتي السيد «مرزوق الغانم» قال للصحافيين أمس الأحد إن الشعب الكويتي سيسمع خيرا فيما يتعلق بتجنيس اللاعب «فهد العنزي» وزميله «راشد» مما يعني أن السلطات الكويتية وافقت على تجنيسهما في الأيام المقبلة، وهذه خطوة طيبة ولكنها غير كافية. 

«البدون» في الكويت البالغ تعدادهم حوالي 120 ألفا، تنتمي غالبيتهم الساحقة إلى أسر عاشت في الكويت ما يقرب من نصف قرن وأكثر، وهم من أصول قبلية عربية، وأدت الضغوط الحكومية المعيشية عليهم إلى هجرة نصفهم تقريبا الى دول أوروبية وكندا وأمريكا، وفضل بعضهم العودة إلى العراق أو السعودية حيث توجد لهم امتدادات قبلية، واستعادوا جنسياتهم الأصلية مكرهين، وبعض الفنانين والمبدعين منهم انتقلوا الى دول خليجية مجاورة وحصلوا على جنسيتها وعادوا الى الكويت لأنهم لا يستطيعون العيش في غيرها.

من بين تلك الضغوط، حرمانهم من تسجيل مواليدهم، أو عقود زواجهم لسنوات عديدة، وكذلك عدم منحهم أي قروض أو مساعدات مالية، أسوة بأقرانهم الكويتيين، ولا تغيب هنا الاشارة إلى ان معظم سكان الكويت من أصول سعودية أو عراقية، وجاءوا إلى الكويت عندما كانت الحدود مفتوحة أمام القبائل يحطون الرحال أينما شاءوا ولم يصبحوا كويتيين إلا بعد التسجيل في القوائم الرسمية بمنتصف الستينات.

اللاعب «العنزي» الذي ملأ قلوب الكويتيين فرحة بهدفه في مرمى العراق، وأعاد البسمة إلى وجوههم في ظل أوضاع سياسية متأزمة، ينتمي مثلما هو واضح من اسمه إلى قبيلة «عنِزَة» التي تعتبر من أعرق القبائل العربية وأكبرها، وإليها تنتمي أسرة آل الصباح الحاكمة بالكويت، وانتماؤها (أي قبيلة عنزة) إلى الجزيرة العربية يعود الى أكثر من ثلاثة آلاف عام إن لم يكن أكثر، ولذلك يستحق ابناؤها جنسيات جميع دول الجزيرة وعلى رأسها الكويت، سواء سجل أحد أبنائها هدفا في مرمى الفريق الخصم أو لم يسجل.

الحكومة الكويتية اعترفت قبل ثلاث سنوات بأن هناك 34 ألفا من فئة «البدون» يستحقون الجنسية الكويتية، وطالما أن الأمر كذلك فماذا تنتظر، ولماذا لا تمنحهم الجنسية التي هي حق من حقوقهم الشرعية فورا ودون أي تلكؤ؟

لا يضير الكويت الدولة الغنية التي يزيد دخلها السنوي من عوائد النفط عن 200 مليار دولار لو جنست جميع هؤلاء دون تفرقة، وأكرمت وفادتهم، خاصة أن ولاءهم للكويت ليس موضع نقاش، وتكفي الإشارة إلى أن الذين قُتِلوا من حرس أمير دولة الكويت السابق الشيخ «جابر الأحمد» عندما تعرض موكبه لانفجار سيارة مفخخة بهدف اغتياله عام 1984 كانوا من فئة «البدون»

السلطات الكويتية تعكف حاليا على تنفيذ مخطط لـ «بيع» هؤلاء إلى دولة جزر القمر، وهي بصدد تقديم مساعدات مالية بعشرات الملايين من الدولارات لحكومتها على شكل منح وقروض واستثمارات مقابل منح هؤلاء جنسيتها، على أن تقدم لكل من يقبل بهذه «الصفقة» من فئة البدون حق الاقامة في الكويت والتمتع بحقوق العمل والضمان الصحي والتعليم المجاني أيضا. 

هؤلاء كويتيون، ويجب ان يعاملوا ككويتيين، فإذا كانوا يحققون إنجازات رياضية، وينخرطون في الجيش والأمن ويقدمون أرواحهم فداء أمير البلاد فلماذا يتم التنكر لهم بهذه الطريقة؟ ومعاملتهم مثل الوافدين الجدد ان لم يكن اسوأ؟

الكويت «تحررت» بواسطة القوات الأجنبية من «الاحتلال» العراقي عام 1991 تحت عنوان «حقوق الانسان»، وحان الوقت لكي تكون نموذجا في هذا الاطار، وتعطي هؤلاء من فئة «البدون» أبسط حقوقهم في المواطنة والعيش الكريم، وتتوقف في الوقت نفسه عن سحب جنسيات كويتيين لا يوجد اي شك في كويتيتهم، لأنهم مارسوا حقهم المشروع في المعارضة والمطالبة بالإصلاح السياسي ومحاربة الفساد والفاسدين. 

 

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

البدون حقوق الإنسان الكويت جزر القمر

الكويت تعالج أزمة «البدون» بتصديرها لـ«جزر القمر» .. ونشطاء: «لا بدون ولا يحزنون»

العفو الدولية: الكويت «تتلاعب» بحياة أكثر من 100 ألف من «البدون»

«البدون» في الكويت قد يحصلون على جنسية جزر القمر

بيت الزكاة الكويتي: أكثر من 6 مليون دينار مساعدات لـ«البدون» خلال 6 أشهر

بدون الكويت يعتصمون ردا علي قرار عدم صرف رواتبهم

فرحة عارمة في قطر بعد التتويج بلقب خليجي 22

دعوى كويتية ضد اللجنة الأولمبية الدولية ومطالبة بتعويض مليار دولار

رسميا.. الكويت تمنح اللاعب «فهد العنزي» الجنسية

قفزة كويتية وتراجع فلسطيني بتصنيف «الفيفا» لمنتخبات العالم