علم النفس يجيب عن السؤال .. لماذا يحب الناس تصديق المعلومات الكاذبة؟

الخميس 5 يناير 2017 04:01 ص

هذه الدراسة جاءت في وقتها، وسط مناخ تكثر فيه الأخبار الكاذبة، والأخبار المستقاة من نظريات المؤامرة، ويتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.

نحن نعتقد أن نتائج هذه الدراسة لها أهمية لفهم تصديق الناس للأكاذيب التي يرددها الساسة، خاصة بعد الحملة الانتخابية لـ«ترامب» في 2016، فقد كان «ترامب» يردد بانتظام معلومات خاطئة، وكثير من الناس كان يبتلعون كلامه ويصدقونه كله، بالرغم من وجود الأدلة التي تثبت عكسه، مثل زعمه بأن الآلاف من الأصوات كانت غير قانونية، دونما أية دليل، وهو الزعم الذي صدقه منافسوه بقوة، أيضاً، وهناك تأكيده بأنه لا يوجد دليل على تورط روسيا في التدخل في الانتخابات عن طريق زرع معلومات كاذبة، بالرغم من كون أجهزة الاستخبارات الأمريكية أكدت على ذلك.

 فريق من جامعة نورث ويسترن قرر أن يقوم بدراسة تسلط الضوء على الأسباب التي تجعل الناس يميلون لتصديق الأخبار الكاذبة، وهي الدراسة التي تجد ملخصها في هذا المقال.

لماذا يفضل المخ المعلومات الكاذبة؟

الدراسة وجدت أن الناس يميلون لتحميل المعلومات غير الدقيقة أو الخاطئة بشكل سافر في ذاكرتهم بسرعة، لأن ذلك أسهل من التقييم النقدي والتحليل لما سمعوه، بعد ذلك تكون هذه المعلومات هي أول ما يستعيده المخ، وذلك لأنها الأحدث والأسهل استعادة. وبالتالي، فإن كونها متاحة وحاضرة، هو شيء يجعل الناس يعتقدون أنهم يستطيعون الاعتماد عليها، لكن مؤلف الدراسة الرئيسي «دافيد راب»، قال معلقاً على الأمر «مجرد تذكرك لما قاله أحدهم، لا يجعله صحيحا».

لهذا، فحتى حين تكون لدينا معلومات أفضل، فإن أدمغتنا غالبا ما تعتمد على معلومات غير دقيقة أو مضللة لاتخاذ قرارات في المستقبل.

الدراسة أظهرت أيضا أن تجنب الاعتماد على المعلومات الخاطئة يصبح أصعب، عندما يتم خلط المعلومات الدقيقة مع المعلومات غير الدقيقة، فعندما نُمطَر بأطنان من المعلومات كل يوم، فإن الأمر يبدو أشبه بكابوس إن اضطررنا لتقييمها كلها بشكل نقدي، وكثيرا ما نظن أن المصادر موثوق بها.

 هذه ليست مسألة كسل من الناس، بالطبع هو شيء يشترك في المشكلة لكنه ليس الأساس، وإنما السبب هو في صعوبة تقييم كل شيء، ونحن نحاول حفظ قوتنا العقلية لوقت الاحتياج.

في هذه الدراسة وضع السيد راب عدة طرق يتبعها الناس لتجنب الوقوع في فخاخ الأخبار الكاذبة.

تقييم نقدي فوري للمعلومات

هذا يمكن أن يمنع دماغك من تخزين المعلومات الخاطئة، وبالتالي تمنع ترميز هذه الذكريات التي قد يحمل وجودها مشكلة.

السيد «راب» قال إنه في هذه المرحلة؛ يدرك أنصار «دونالد ترامب» أن كلماته غالباً حمقاء، لكن أنصاره الذين يؤيدونه بقوة، ويريدون له أن يكون على صواب، سوف يبذلون جهدا أقل من أجل تقييم نقدي لتصريحاته.

انظر إلى المصدر

الناس عادة ما يميلون لنسبة المعلومات غير الدقيقة إلى مصدر موثوق، أكثر من ميلهم لاستخدامها من مصدر غير موثوق به وفقا لبحث سابق قام به «راب».

احذر من الأكاذيب التي تبدو حقيقية!

عندما تخلط الحقيقة مع معلومات غير دقيقة، فإن الناس يقتنعون، ويتعرضون للخداع، وتصبح قدرتهم على التقييم النقدي أقل، ما يمنعهم من ملاحظة ورفض الأفكار غير الدقيقة، فقد ذكر «ترامب» مثلاً أثناء حملته أنه رأى فيديو لأيدي تستبدل المال مقابل أفراد مختطفين في إيران، وسحب التصريح فيما بعد، في الوقت نفسه ذكرت وكالات الأنباء أنه يوجد فيديو بالفعل.

أعتقد أيضا أنه من المهم أن ننادي بالوقوف في وجه المعلومات الكاذبة، كالتزام من جميع المواطنين، لاسيما ونحن نواجه هجوما متزايدا على المؤسسات الديمقراطية، ونواجه شبح إعادة التعريف الأورويلي (نسبة إلى جورج أوريل) للحقيقة.

  كلمات مفتاحية

الأكاذيب ما بعد الحقيقة علم النفس

حقيقة سيدة مغربية حامل منذ 9 سنوات!