«عون» يستهل زياراته الخارجية بـ«السعودية» لإذابة الجليد في العلاقات بين البلدين

الأحد 8 يناير 2017 07:01 ص

يبدأ الرئيس اللبناني ميشال عون، الاثنين، زيارة للسعودية هي الأولى له خارجيا منذ توليه منصبه في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، والتي تعول عليها بيروت كثيرا لإذابة الجليد في العلاقة بين البلدين التي شهدت مؤخرا بعض التوترات.

وعادة ما توصف العلاقات التي تربط السعودية ولبنان بـ«المتينة والتاريخية» خاصة مع حضور بيروت الدائم في اهتمامات الدولة العربية الأبرز، واحتضان المملكة عدداً كبيراً من اللبنانيين، الذين ساهموا في نهضتها وشكّلوا مصدر أموال كبير لبلادهم.

وفي السياسة لطالما دار لبنان في الفلك السعودي حيث كان للرياض حضوراً وتأثيراً في الساحة السياسية اللبنانية، لاسيما في مراحل الحرب الأهلية والحروب الإسرائيلية.

وعرض تقرير لوكالة «الأناضول» للأنباء  دور المملكة في لبنان فقد «لعبت السعودية دورا بارزا في إنهاء الحرب الأهلية (13 أبريل/ نيسان 1975 - 13 أكتوبر/ تشرين أول 1990) حيث استضافت الفرقاء اللبنانيين في مؤتمر الطائف الذي أنهى الاقتتال الداخلي وأطلق ورشة إعادة الإعمار والبناء في هذا البلد».

ولفت التقرير إلى ما تشهده العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة من «برودة»، والتي أرجعها للانقسام في المنطقة وتردداته على الساحة اللبنانية، خصوصاً مع تواصل هجوم «حزب الله» وأحزاب من قوى الثامن من آذار على السعودية لما يعتبرونه دعماً للمعارضة السورية وبسبب الحرب في اليمن.

وتُرجمت هذه «البرودة»، بحسب التقرير، بتعليق الرياض مساعدات عسكرية إلى لبنان بقيمة 4 مليارات دولار، وذلك بسبب ما أسمته المملكة بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما من «حزب الله»، عقب الاعتداء على سفارتها في طهران مطلع 2016.

التقرير تطرق أيضا إلى توقف السياحة السعودية والخليجية إلى لبنان، ومعها الاستثمارات الخليجية في بيروت، لاسميا مع توالي القرارات التصعيدية من قبل الرياض التي منعت مواطنيها من السفر إلى هناك.

وتتهم السعودية «حزب الله» بالموالاة لإيران، والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سوريا للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد، منذ 2012.

وكانت المملكة من أوائل المهنئين بإنجاز الاستحقاق الرئاسي بلبنان في أكتوبر/تشرين أول الماضي، والذي لعبت فيه الرياض دورا إيجابيا وفق مراقبين، ما أسفر في النهاية عن إنهاء الشغور الرئاسي الذي دام أكثر من عامين ونصف، رغم التوتر الذي ظهر جليا مؤخرا.

وبحسب التقرير، أوفدت السعودية قبل الاستحقاق وزير الدولة لشؤون الخليج «ثامر السبهان»، وبعده أمير مكة «خالد الفيصل» الذي حمل رسالة إلى الرئيس اللبناني ووجه له دعوة لزيارة المملكة، وهي الزيارة التي أعلن «ميشال عون» عن القيام بها غدا الإثنين على أن تستمر يومين، يعقبها أخرى لقطر تمتد لنفس المدة.

ومن المقرر أن يلتقي عون خلال زيارته كبار القادة السعوديين على رأسهم الملك «سلمان بن عبد العزيز».

الوكالة التركية نقلت عن النائب اللبناني «آلان عون»، عضو تكتل التغيير والإصلاح (تكتل الرئيس ميشال عون النيابي) تعقيبه على الزيارة حيث قال «إنها تأتي لتلبية دعوة رسمية وجهتها له المملكة حيث ستكون أوّل بلد يزوره رئيس الجمهورية بعد انتخابه، لأنها أوّل من وجه الدعوة له».

وأضاف «عون» أن «المملكة العربية السعودية دولة أساسية ومهمة للبنان والمرحلة التي مررنا بها شهدت بعض السلبيات، وبالتالي بات من الضروري فتح صفحة جديدة في هذه العلاقات مع انطلاقة العهد الجديد، ورد الأمور إلى ما كانت عليه وهذه هي الرسالة التي يحملها رئيس الجمهورية، لإعادة الانفتاح من موقع المسؤولية ومن موقع الجامع لكل اللبنانيين».

وأشار النائب في البرلمان عن تكتل التغيير والإصلاح إلى أن «هذه الزيارة لا تستفز أحدا، معروف أن هناك انقسامات إقليمية انعكست تشنجاً مع جزء من اللبنانيين، لكن ما سيقوله الرئيس عون إنه مهما حصل من تشابك إقليمي لن تتأثر العلاقات مع المملكة».

وحول موقف «حزب الله» من الزيارة، قال «عون» إن «الحزب يعرف أن لدى رئيس الجمهورية هامشا من الحركة وموقع الرئاسة لكل اللبنانيين».

وعن استئناف المساعدات العسكرية السعودية للجيش اللبناني، أجاب «عون»: «نترك ذلك لمجريات الزيارة».

أمَا عن إمكانية زيارة الرئيس اللبناني لإيران، فأوضح أن «هذه الزيارة حتما ستحصل، ولا شيء يمنع ذلك بتوقيت معين، ستكون للرئيس عون زيارة لطهران وهي جزء من جولات الرئيس الخارجية»، مضيفا «لبنان صديق للجميع، وقد يكون مكان التقاء للجميع».

ونقلت الوكالة التركية عن أمين سر مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية «ربيع الأمين» قوله: «نستبشر خيراً بهذه الزيارة شكلاً ومضموناً، خصوصاً أن مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية قد أكد على ضرورة صيانة العلاقات بين البلدين بعد البرودة التي شهدتها في المرحلة الأخيرة».

وتابع: «ومع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، نأمل أن تحمل هذه الزيارة الخير للعلاقات بين بيروت والرياض».

وبحسب «الأناضول» لفت الأمين إلى أن «الوفد المرافق لرئيس الجمهورية، كبير ومعبّر والتوقعات عالية جداً لنتائج الزيارة (..) على كلّ الإعلان عن الزيارة عكس ارتياحاً في أوساط الجالية اللبنانية في المملكة وأول هذه البوادر حضور عدد من السعوديين للبنان خلال فترة الأعياد وهذا مؤشر طيب».

وأشار إلى أنه «للمرة الأولى، يتم تنظيم لقاء بين رجال أعمال لبنانيين وسعوديين في المملكة يوم الثلاثاء المقبل، بدعوة من وزير الاقتصاد اللبناني رائد خوري الذي سيكون من ضمن الوفد المرافق للرئيس».

الأمين دعا أيضا إلى «ضرورة خلق تكامل بين الاقتصادين اللبناني والسعودي خصوصا مع ما تشهده المملكة من ثورة اقتصادية مع رؤية 2030».

وفي السياق ذاته، أكد السفير اللبناني لدى المملكة «عبدالستار محمد عيسى» أن الرئيس «عون» حرص أن تكون أول زيارة خارجية له بعد انتخابه إلى المملكة، تأكيداً لمكانتها الكبيرة لدى لبنان شعباً وحكومة، واصفاً إياها بـ«التاريخية».

وزاد وفقا لـ«عكاظ»، أن الزيارة المرتقبة غداً، ستتضمن لقاءات شاملة في مختلف المجالات، حيث يضم الوفد المرافق للرئيس سبعة وزراء، هم وزراء (المالية، والتربية، والخارجية، والدفاع، والداخلية، والإعلام، والاقتصاد والتجارة).

من جانبه، أكد وزير الدفاع اللبناني «يعقوب الصراف» أن زيارة عون تتخطى السعي لتحريك الهبة السعودية المجمدة المقدمة للجيش اللبناني، لكنها ستحرك أكثر من ملف.

وأضاف أن حصر الزيارة بموضوع الهبة يظلم كلاً من لبنان والمملكة، باعتبار أن الزيارة لها أهداف أكبر وأهم، متوقعاً بحسب «الشرق الأوسط» أن تنعكس جولة عون الخليجية إيجابياً على لبنان.

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

لبنان حزب الله السعودية عون