استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

واشنطن - موسـكو - بكين

الثلاثاء 10 يناير 2017 11:01 ص

هناك ما يشبه الإجماع لدى المحللين والمراقبين للوضع الدولي على أن زمن الأحادية القطبية أوشك على نهايته، لا بل انتهى فعلاً، وأن وضعاً دولياً جديداً قيد التشكل، أو أنه نشأ فعلاً، لم تعد فيه يد الولايات المتحدة طليقة كما كانت قبل حين.

في الآونة الأخيرة، توجهت الأنظار نحو موسكو - بوتين الذي أفلح في إعادة روسيا بقوة إلى المشهد الدولي، ومن أدلة ذلك الطريقة التي أدار بها الدور الروسي في الأزمة السورية، لا رداً فقط على التجاوز الأمريكي - الأطلسي لمصالح موسكو في العراق وليبيا وسواهما، وإنما أيضاً لأن دوراً روسياً وازناً في سوريا سيكون بوابة لأن تعود موسكو لاعباً سياسياً مؤثراً في الشرق الأوسط، وكذلك في المحيط الجيو - سياسي لروسيا الذي بات الغرب من خلال «الناتو» ينازعها عليه.

لكن لا يحظى بالدرجة نفسها من التغطية الإعلامية الدور المرتقب للصين في منظومة التوازن الدولي متعدد الأقطاب التي نحن إزاءها، فلسنا أمام ثنائية أمريكية - روسية، كما كانت عليه الحال أيام الحرب الباردة، وإنما إزاء تعدد في هذه الأقطاب، تكون الصين ركناً أساسياً فيه.

ثمة فروق في ملابسات تطور أداء كل من روسيا والصين، فإذا كان بوتين معنياً بإعادة تصحيح خلل كبير فقدت فيه موسكو ما كان لها من نفوذ، كتجلّ لسياسات كل من غورباتشوف ويلتسين، وهو ما حقق فيه نجاحات ملموسة، لكن ليس لدرجة استعادة الوزن الدولي للاتحاد السوفييتي السابق، فإن الصين تقطف ثمار سياستها الدؤوبة طويلة الأمد التي بدأتها منذ عقود، بالتركيز على إعادة بناء الاقتصاد، وهي «بروسترويكا» ناجعة، لأنها اعتمدت التأني، والحكمة، وبعد النظر على خلاف «بروسترويكا» غورباتشوف الخائبة.

نهج الصين هذا جعل منها قوة اقتصادية فاعلة على الصعيد العالمي، من مظاهر نجاحاته شراء بكين حصة مهمة من سندات الخزينة الأمريكية، ما يجعلها في موقع تفاوضي قوي، وعلى متانة الوضع الاقتصادي للصين، الذي لا يتوفر لروسيا، طورت بكين قدراتها العسكرية، ووسعت مجالات سيطرتها في المجال المحيط بها.

أيام ويدخل دونالد ترامب البيت الأبيض، بسياسة تنطوي على مفارقات.

فهو إذ يسلم بأنه لم يعد ممكناً تجاهل، أو تهميش الدور الروسي في العالم، مع الاحتفاظ بموقع مهيمن، لكنه ليس الوحيد، للولايات المتحدة، ويظهر استعداداً للتعاون مع بوتين، فإنه ينهج سياسة متشددة إزاء بكين، غير مقر بأنها، هي الأخرى، باتت طرفاً وازناً في النظام الدولي.

ولن يغني التفاهم الأمريكي - الروسي عن أن تُؤخذ بكين على محمل الجد، خاصة أن "جردة" الحساب الاستراتيجي تجعلها «الحليف» الأقرب لموسكو، الذي لن يفرط فيه بوتين.

* د. حسن مدن كاتب بحريني 

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

أمريكا روسيا الصين ترامب التفاهم الأمريكي الروسي التحالف الصيني الروسي