اختطاف وتعذيب 15 مصريا في ليبيا.. والخاطفون: 14 ألف دولار فدية أو قتلهم

الأربعاء 11 يناير 2017 08:01 ص

كشف شقيق أحد المصريين المختطفين في ليبيا منذ الخميس الماضي، عن صور لشقيقة بعد تعذيبه، على يد خاطفيه، وتقييده و14 آخرين تم اختطافهم معه بالسلالسل.

ونقلت صحف مصرية، عن «حمادة صلاح جودة»، شقيق أحد المختطفين ويدعى «محمد»، قوله إن الخاطفين أرسلوا له علبر تطبيق «واتس آب»، صورا لاخيه وآخرين، عددهم 14 شخصا، وهم مقدين بالسلاسل، وقد بدت عليهم آثار التعذيب.

وأشار إلى أن الخاطفين طلبوا فدية كبيرة، قدرت بـ20 ألف دينار ليبي (266 ألف جنيه/ 14.3 ألف دولار) لكل مختطف.

البداية، كانت الخميس الماضي، عندما تلقي مدير أمن بني سويف (وسط البلاد) اللواء «محمد الخليصي»، إخطاراً من شقيق أحد العمال المختطفين في ليبيا، مقيم بمركز بني سويف، بتلقيه اتصالا هاتفيا من شقيقه المختطف عبر رقم ليبي، يعلمه برغبة الخاطفين في فدية 20 ألف دينار لكل عامل، ويتم تسليمها على الحدود المصرية الليبية.

وحررت الشرطة محضراً بالواقعة رقم 326 إداري مركز بني سويف.

تعذيب وتهديد

«حمادة»، شقيق أحد المختطفين، كشف في تصريحات صحفية، إنه تلقى اتصالا يوم الخميس 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، من مجهول مستخدما خط هاتف ليبي، يخبرنه أن شقيقه مخطوف، ومطلوب فدية قدرها 20 ألف دينار، وقال: «عندما أعطى الهاتف لأخي، ظهر الخوف بنبرات صوته، وظل يبكي بكاء شديد، وقال لي اتصرف لي يا حمادة.. بيع أي حاجة بيع الأرض بيع البيت اتصرف.. أن بتضرب وبتعذب ومربوط بالسلاسل».

وتابع «حمادة»: «عندما كنت أحاول الاتصال بنفس الرقم أجده مغلق أو لا يرد، فبدأنا جمع مبلغ الفدية لإرسالها، وتبرع خالي بجزء من المبلغ لكن لم يكن هناك أي ضمانات نستند عليها للتأكد من إطلاقهم سراحه».

واستطرد: «تواصلنا مع ناصر الذي قام بتسفيره، وأبلغنا بوجوده بمدينة بني وليد القريبة من طرابلس.. فاتجهت إلى مركز شرطة بني سويف وحررت محضرا برقم 326 إداري، وذلك عقب مقابلة المأمور شخصيا وفريق المباحث ثم تم عرضي علي النيابة للإدلاء بأقوالي».

ولفت إلى أنه تواصل بعد ذلك مع وزارة الخارجية، «ولكنهم أكدوا أنهم لا يستمعوا للشكاوي عن طريق الهاتف وأعطوني رقم الفاكس الخاص بهم، وكتبت فاكس لهم بخط اليد يوم الجمعة الماضي، يحمل تفاصيل الواقعة، وعندما عاودت الاتصال في اليوم التالي، أخبروني أنه لا يوجد شيء في أيديهم ليفعلوه لعدم وجود بعثة دبلوماسية لمصر علي الأراضي الليبية، وإذا وصلوا إلى أي معلومات سيخبروني».

وتابع «حمادة»: «العصابات التي اختطفت أخي اتصلت بنا أخر مرة يوم السبت الماضي، وتحدثت مع أخي، وكان في حالة صعبة للغاية قال لي اتصرف أرجوك أنا مش قادر استحمل التعذيب ومقيد بالسلاسل، وحاول أن يسمعني صوت القيود المكبل بها عن طريق الهاتف وسمعتها بالفعل، ووقتها أخذ منه شخص الهاتف، وطلب مني تسجيل رقمه علي تطبيق (واتس آب) لأنه يود في إرسال صور لشقيقي، وبالفعل قمت بذلك وفوجئت بما أرسله فهي صور لشقيقي أثناء تعذيبه».

ولفت إلى أن «الصور تظهر شقيقي مكبل بالسلاسل، ومصاب بجرح قطعي في الرأس إثر التعذيب، وعاري تماما وعلى جسمه أثار تعذيب هو و14 آخرين من محافظات مختلفة منها الفيوم والمنيا/ وأحدهم مقتول بالفعل».

وأشار «حمادة» إلى أنه أخبر الخاطفين أنه يريد فرصة في بعض الوقت لتجميع الأموال فأغلقوا الهاتف في وجهه، وهددوه بقتل أخيه ومن معه.

مناشدة

من جانبها، طالبت والدة أحد العمال المختطفين وتدعى «نادية عبدالغفار»، الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» بالتدخل لإعادة ابنها المختطف.

وقالت: «ابنى يا سيادة الرئيس غلط وسافر بطريقة غير شرعية، بس سافر على (لقمة عيشه)، وقضى 3 سنوات في الجيش المصري، وبعد إنهاء الخدمة سافر إلى ليبيا عشان يعيش ويتجوز ويحوش فلوسه، ويساعد نفسه، واحنا ناس على باب الله.. استغيث بالله وبالرئيس وبوزير الدفاع عشان يرجع ابني».

من جانبه، نقلت صحف مصرية، عن مسؤول أمني، استبعاده أن يكون حادث الاختطاف قد تم على أيدى تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأوضح أن «الهدف من الاختطاف هو ابتزاز العمال والحصول منهم على أموال».

حوادث سابقة

وتشهد ليبيا مؤخرا، العديد من عمليات اختطاف الأجانب والمصريين على أيدي المسلحين بغرض الحصول على فدية، حتى إنها أصبحت تجارة رائجة ومضمونة النتائج بالنسبة للخاطفين.

وتكررت تلك الحوادث بشكل كبير مع المصريين المقيمين في ليبيا، وكان آخرها الواقعة التي حدثت في ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، عندما تم الإعلان عن اختطاف 6 مصريين.

كما تعرض 23 مصريا للاختطاف في أغسطس/ آب الماضي، وتعرض 5 آخرين للاختطاف في منتصف يوليو/ تموز الماضي من قبل عصابات مجهولة مطالبين بالحصول على فدية، فضلا عن اختطاف 5 مصريين في مايو/ أيار، و15 آخرين في أبريل/ نيسان.

وشهد شهر مارس/ آذار الماضي، اختطاف 30 مصريا، في 3 عمليات مختلفة، وذلك بعد الإعلان عن اختطاف 10 عمال في فبراير/ شباط، و7 آخرين في يناير/ كانون الثاني 2016.

وكانت الواقعة الأشد إيلاما على المصريين، اختطاف تنظيم «الدولة الإسلامية» لـ21 مسيحيا في فبراير/ شباط 2015، قبل أن تعلن ذبحهم، وتنشر مقطع فيديو وصورا لعميلة ذبحهم على شاطئ البحر، ما دفع القوات المسلحة المصرية لتوجيه ضربات جوية لمواقع التنظيم.

  كلمات مفتاحية

اختطاف ليبيا مصر عمال تعذيب الخارجية فدية

طالبوا بفدية.. اختطاف 38 مصريا في ليبيا