مصادر: تقارب مصر مع أوغندا وجوبا يهدف إلى تهديد نظام «البشير»

السبت 4 فبراير 2017 09:02 ص

يراهن النظام المصري على تقاربه مع أوغندا وجنوب السودان من أجل تحقيق حزمة من الأهداف، تبدأ بالضغط على أديس أبابا لحل مشكلة سد النهضة الإثيوبي، وقد تنتهي بتدخل مصري ممنهج لإزعاج نظام عمر البشير.

ومؤخرا، بدأ التقارب المصري الأوغندي الجنوب سوداني يثير جدلا واسعا لدى أوساط سياسية إفريقية، لا سيما في السودان.

وبرز هذا التقارب مع زيارة قام بها رئيس النظام المصري، «عبدالفتاح السيسي»، إلى عاصمة أوغندا، كمبالا، في ديسمبر/كانون الأول 2016، وزيارة رئيس جنوب السودان، «سلفاكير ميارديت»، إلى القاهرة الشهر الماضي، في ظل تواتر المعلومات بشأن اتفاق أمني بين الدول الثلاث.

وأثرت التطورات في علاقة القاهرة وكمبالا وجوبا، بشكل أكبر على علاقة حكومة جوبا مع كل من الخرطوم وأديس أبابا، فبعدما كانت العلاقات الإثيوبية-الجنوب سودانية قد شهدت تطورات إيجابية سابقاً، أتت ردة فعل أديس أبابا بطلب استفسار من جوبا بشأن زيارة «سلفاكير» إلى القاهرة، لتعكس عدم ارتياح إثيوبي، وفق ما ذكرت مصادر مطلعة.

ذات المصادر أضافت أن الطرف الجنوب سوداني حاول تطمين الإثيوبيين بهذا الصدد.

وفي مؤشر على انزعاج الحكومة السودانية من زيارة «سلفاكير»، تجاهلت الخرطوم تحديد موعد رسمي لاستقبال «سلفاكير» بعدما كان قد اقترح أن تتم في 17 يناير/كانون الثاني الماضي.

وأعرب مراقبون عن اعتقادهم بأن تمسك «الحركة الشعبية – قطاع الشمال» المسلحة بمواقفها بشأن عملية التفاوض مع الحكومة السودانية وتحفظاتها على مقترحات المبعوث الأمريكي السابق، «دونالد بوث»، حول التسوية، يشير إلى أن «الحركة» باتت تستند إلى دعم جديد من قوة إقليمية بارزة، لا سيما بعد تراجع الدعم الدولي ومحاصرة جوبا دولياً وإقليماً.

ورجح مراقبون دخول مصر بقوة إلى المشهد السوداني، مرتكزين على التحرك المصري تجاه كمبالا وجوبا. ورأى هؤلاء أن هذا التطور سيؤثر على الخرطوم وأديس أبابا، وسيحقق للرئيس الأوغندي، «يوري مسوفيني»، مكسبا يتمثل بالحد من الثقل الإقليمي والدولي لإثيوبيا.

ولم يستبعد الخبراء أن يساهم التقارب السياسي بين مصر وأوغندا وجنوب السودان في دعم القوى المعارضة في كل من الخرطوم وأديس أبابا.

وذكرت مصادر أن مصر بدأت تساهم بتدريب وتجهيز معارضين في الخرطوم وأديس أبابا، فضلاً عن تقديم دعم لوجستي إلى جوبا لإعانتها في حربها ضدّ المعارضة المسلحة بقيادة نائب رئيس جنوب السودان السابق، «رياك مشار».

وهذه المعارضة اتهمت أخيراً مصر بقصف مواقع لها في مدينة ملكال بولاية أعالي النيل خلال تجدد القتال فيها.

ونشرت صور لطائرة عسكرية تحمل العلم المصري قالت إنها شاركت في الهجوم على قواتها إلى جانب قوات حكومة جوبا، لكن القاهرة نفت ذلك، وأكدت أنها لم تنفذ أي هجوم على قوات «مشار» في ملكال وأن المعارك المندلعة هناك منذ يوم الجمعة الماضي تدور بين فصائل المعارضة المنشقة على نفسها.

واعتبر مراقبون أن المعارضة السودانية، بما فيها المسلحة، ستستفيد من التناقضات الماثلة في الإدارة الأمريكية الجديدة، والعداء الذي أظهره الرئيس «دونالد ترامب»، تجاه الخرطوم، من خلال ضمها لقائمة الدول التي تم تقييد إجراءات دخول رعاياها إلى أراضي الولايات المتحدة.

يأتي ذلك في ظل تسريبات حول عزم «ترامب» مراجعة القرار الذي وقعه سلفه، «باراك أوباما»، قبيل مغادرته البيت الأبيض، والذي نص على تعليق جزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان.

في هذا السياق، أكد خبراء أن القاهرة ستلعب دورا ضد النظام الحاكم في السودان، في المرحلة المقبلة، لا سيما أن الأولى ترى في النظام السوداني مصدر تهديد لاستقرارها، بسبب احتضانه عددا من قيادات «الإخوان المسلمين».

واعتبروا أن الملف الليبي سيكون في دائرة الصراع بين الطرفين، في وقت ستحاول فيه القاهرة تقليص دور الخرطوم في هذا الملف.

ومن المرجح أيضا أن تقود مصر تحركات من أجل تصنيف السودان باعتباره داعما للتطرف، وفق الخبراء.

وأشاروا إلى أن القاهرة ستستغل عداء «ترامب» للإسلاميين، لا سيما أنه من المتوقع أن يمنح الرئيس الأمريكي الجديد القاهرة ثقلا اقتصاديا يمكنها من لعب دور في محاربة التطرف، الأمر الذي ستستفيد منه لتعزيز تدخلاتها في السودان.

وأكدت مصادر أن هناك تركيزاً مصرياً على الحزب «الاتحادي الديمقراطي الأصل» بزعامة «محمد عثمان الميرغني»، شريك الحكومة السودانية في الحكم، لا سيما أنه يمثل حليفا تاريخيا للقاهر، والهدف المصري يتمثل في التأثير عليه وإعادته لصفوف المعارضة لتقويتها شعبياً، نظراً لقوة هذا الحزب وتمدده في الأوساط الشعبية السودانية.

وذكرت المصادر أن الخرطوم على علم بتحرك النظام المصري وتحاول إغلاق أي ثغرة قد يستغلها لإنجاح مساعيه.

وفي هذا السياق، رأى المحلل السياسي، «أحمد عمر»، لـ«العربي الجديد»، أن القاهرة ستعمل بكل قوة للتأثير على واشنطن والدول التي تدعم السودان بما فيها السعودية، للتراجع عن دعم الخرطوم.

ورأى أن زيارة «السيسي» إلى واشنطن وفق الدعوة التي وجهها له «ترامب» أخيرا، من شأنها أن تؤثر على السودان سلبا.

وأضاف أن هذه الزيارة ستمثل فرصة لإغلاق منافذ الدعم وتأليب الرئيس الجديد ضد الخرطوم وتعزيز الخناق الاقتصادي عليها.

ورأى أن مصر تنطلق من وجود الإسلاميين في السودان وما يشكله من تهديد لها، فضلاً عن الموقف السوداني من سد النهضة الإثيوبي.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر أوغندا جنوب السودان سد النهضة السيسي البشير