«تجرع السم».. وثائق الـ«CIA» عن الحرب العراقية الإيرانية

الاثنين 6 فبراير 2017 07:02 ص

«تجرع السم».. هو اسم يطلق مجازا على ملف في أرشيف الاستخبارات الأميركية خاص بالتقارير المتعلقة بالحرب العراقية - الإيرانية.

ويغطي هذا الملف وقائع حرب السنوات الثماني منذ مقدمات ما قبل اندلاعها في سبتمبر/أيلول 1980، حتى صيف عام 1988 عندما فوجئ محللو الاستخبارات الأميركية بنبأ إعلان قائد الثورة الإيرانية، المرشد الإيراني «آية الله الخميني»، على وقف الحرب مع العراق من دون شروط. 

ولم يجد «الخميني» ما يصف به مشاعره وهو يعلن الموافقة، سوى القول بأنه يتخذ قرارا لا يرغب فيه كمن «يتجرع السم»، وفقا لـ«الشرق الأوسط».

وتوقع  المحللون الأمريكيون في تقارير مكتوبة، أن طهران وقائد ثورتها لن يقبلا بأي حال من الأحول وقف إطلاق النار مع العراق والجلوس إلى طاولة المفاوضات، فكان هذا القرار المفاجئ مخيبا لآمالهم. 

وكانت التحليلات التي قدموها تجزم بتوقعات وقع عكسها تماما، وهو ما أشعرهم بالإحراج، في المقابل، كانت هناك مجموعة أخرى من المحللين كان يطلق عليهم مجموعة الأقلية. 

وتوقعات هؤلاء كانت مختلفة عن توقعات مجموعة الأغلبية، حيث توصلوا في منتصف عام 1988 إلى أن نظام الحكم في طهران سيقبل بوقف الحرب خلال شهور وربما أسابيع قليلة. 

كانت الوكالة في ذلك الحين تؤثر عليها الآراء الغالبة وتهمل القناعات التي يتبناها عدد أقل من المحللين؛ ولذلك فقد أدرك كبار مسؤوليها بمجرد أن بدأت عبارة «تجرع السم» تنتشر في غرف وصالات العصف الذهني، أن المعنيين بصنع القرار، لم يرسل إليهم سوى التحليلات التي خابت توقعاتها.

ودعا مدير قسم الشرق الأدنى التي تقع إيران ضمن اختصاصه، إلى اجتماع شامل جمع فيه المحللون من الأطياف كافة، وطرح للنقاش موضوع الرأي غير السائد، وهل يجب أن يهمل أم يتم إبلاغ صانع القرار به.

وبعد أن استمع الجميع مجددا لحيثيات الأقلية عن الأسباب التي جعلتهم يدركون أن «الخميني» سيقبل بوقف الحرب، قرر المسؤولون وضع دراسة شاملة ومراجعة للتقارير المتعلقة كافة بإيران، التي تم تقديمها لصناع القرار منذ بداية «عام تجرع السم» حتى آخر شهور الصيف فيه، بغرض تقييمها.

وخرج التقييم بدراسة وافية عن مكامن الخلل وأخطاء التقدير في تلك الفترة.

وحرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية الإيرانية، أطلق عليها من قبل الحكومة العراقية آنذاك اسم قادسية صدام بينما عرفت في إيران باسم الدفاع المقدس (بالفارسية: دفاع مقدس)، هي صراع مسلح نشبت بين العراق وإيران من سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988.

وفي 18 يوليو 1988، أعلنت إيران قبولها قرار مجلس الأمن رقم 598 وتعلن وقف الحرب مع العراق. وتم قراءة بيان صادر عن «الخميني» في خطاب إذاعي، والذي أعرب فيه عن تردده واستياءه العميق في قبول وقف إطلاق النار، وقال: «ويلٌ لي لأني مازلت على قيد الحياة لأتجرّع كأس السُم بموافقتي على اتفاقية وقف إطلاق النار.. وكم أشعر بالخجل أمام تضحيات هذا الشعب».

 

 

  كلمات مفتاحية

الحرب العراقية الإيرانية حرب الخليج الأولى الاستخبارات الأمريكية الخميني العراق صدام حسين

وثائق سرية: أمريكا خططت لضرب إيران خلال حرب العراق