هيومن رايتس تدعو «ترامب» إلى عدم تصنيف الإخوان «جماعة إرهابية»

الخميس 9 فبراير 2017 05:02 ص

اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن جماعة الإخوان المسلمين هي حركة اجتماعية وسياسية إسلامية دولية، محذرة إدارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، من تداعيات محتملة حال تصنيفها جماعة إرهابية.

ومن هذه التداعيات، وفق المنظمة: «مساواة الإخوان خطأ بجماعات متطرفة عنيفة، مثل القاعدة وداعش، وتهديد حق الجماعات المسلمة في التكوّن داخل الولايات المتحدة، وتقويض قدرة أعضاء وأنصار الجماعة على المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية في الخارج، إضافة إلى استخدام الحكومات المعادية للجماعة هذا التصنيف كذريعة لعمليات قمع ذات دوافع سياسية».

وبوتيرة شبه يومية، تفيد تقارير إعلامية مصرية وغربية بوجود نقاشات داخل إدارة «ترامب»، لإعلان الإخوان جماعة إرهابية، خاصة مع وجود مشروع قانون في الكونغرس للغرض ذاته، وذلك في ظل تقارب واضح بين الرئيس المصري، «عبدالفتاح السيسي»، الرافض للجماعة، ونظيره الأمريكي.

وفي بيان بعنوان «لا يجب استهداف جماعة الإخوان المسلمين»، قالت المنظمة الحقوقية الدولية إن تصنيف الحكومة الأمريكية لجماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، والذي أفادت تقارير بأن إدارة «ترامب» بصدد دراسته، من شأنه أن يهدد حق الجماعات المسلمة في التكون داخل الولايات المتحدة.

كما اعتبرت هيومن رايتس ووتش،(مقرها في نيويورك)، أن مثل هذا القرار من شأنه أن يقوّض قدرة أعضاء وأنصار جماعة الإخوان على المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية في الخارج.

وعن الجماعة، التي تأسست عام 1928، قالت إن الإخوان المسلمين حركة اجتماعية وسياسية إسلامية دولية.

ولفتت إلى أن الجماعة لها عدة أحزاب سياسية وجمعيات خيرية ومكاتب مستقلة في الشرق الأوسط وأوروبا وأماكن أخرى في عدة بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل الأردن وتونس، والأحزاب المرتبطة بالجماعة معترف بها قانونيا، ولها مقاعد في البرلمان.

وأشارت أيضا إلى أن الجماعة لها مكاتب في قطر وتركيا والمملكة المتحدة وبلدان أخرى، لكن ليس لها أي وجود رسمي في الولايات المتحدة.

ونبهت إلى أنه «إذا صنفت الولايات المتحدة جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية، قد يشعر حلفاء الولايات المتحدة، ممن لم يصلوا إلى استنتاج مماثل، بضغوط لتغيير مواقفهم، في حين قد تستخدم الحكومات المعادية للجماعة هذا كذريعة لعمليات قمع ذات دوافع سياسية».

وقالت «لورا بيتر»، وهي مستشارة أولى في الأمن القومي الأمريكي بالمنظمة الحقوقية الدولية، إن جماعة الإخوان منظمة سياسية كبيرة ومعقدة وتنشط في عدة دول.

وحذرت «بيتر»، في بيان المنظمة، من أن يؤدي تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية إلى مساواتها خطأً بجماعات متطرفة عنيفة كالقاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية.

وحذرت أيضا من أن هذا الإجراء سينزع الشرعية عن أنشطة الجماعة القانونية، وسيؤثر إدراجها ظلما على كل شخص يزعم انتماؤه للجماعة، ويقوض ممارسة الحقوق السياسية في الخارج.

ومشيدة بجماعة الإخوان، تابعت بقولها: «تعد الجماعات الإسلامية التي تشجع القيم المدنية، وتحمي الحقوق المدنية مهمة جدا للديمقراطية في الولايات المتحدة، وتهديد حقوق هذه الجماعات هو تهديد لحقوق جميع الأمريكيين».

وقالت هيومن رايتس إنه تم تقديم عدة مشاريع قوانين إلى الكونغرس خلال السنوات الماضية تحث وزارة الخارجية على إدراج الجماعة (كتنظيم إرهابي) استنادا إلى حجج لا أساس لها، منها الادعاء بأن الجماعة تسعى إلى اختراق المؤسسات السياسية في الولايات المتحدة، واتهام عدة منظمات إسلامية أمريكية بأنها تابعة للإخوان المسلمين.

وانتقدت المنظمة الحقوقية الدولية، في البيان ذاته، تصنيف الحكومة المصرية للإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية في 2013، قائلة إن له دوافع سياسية، ويهدف إلى تشديد قمعها للأنشطة السلمية للجماعة.

منذ ذلك الحين، اعتقلت الحكومة المصرية عشرات الآلاف تعسفيا، ومارست تعذيبا واسع النطاق، وأخفت أعضاء في الجماعة وأنصارا لها بشكل قسري، وهو ما اعتادت السلطات المصرية نفيه.

ولفتت المنظمة إلى أن مراجعة حكومية شاملة لجماعة الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة عام 2015 وجدت أنه لا يوجد رابط بينها وبين أي نشاط متصل بالإرهاب في المملكة المتحدة أو ضدها.

وجماعة الإخوان هي التنظيم الأبرز والأكبر في مصر، واعتبرها النظام المصري الحاكم جماعة إرهابية، في ديسمبر/ كانون أول 2013، ثم تبعته السعودية، في مارس/آذار 2014، والإمارات منتصف نوفمبر/ تشرين ثان من العام نفسه.

تلك التصنيفات تلت انقلاب الجيش المصري، حين كان «السيسي» وزيرا للدفاع، على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، والمنتمي لجماعة الإخوان، في 3 يوليو/ تموز 2013.

وقبل أيام، توقعت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية أن تعلن إدارة «ترامب» قريبا «جماعة الإخوان» «منظمة إرهابية»، وهي خطوة من شأنها أن تحد من تحركات الجماعة على المستوى الدولي، بالرغم من تأكيدها على نهجها المعتدل والسلمي.

وأوضحت أنه حال أعلنت الولايات المتحدة جماعة الإخوان «منظمة إرهابية»، فإن ذلك من شأنه تجريم تمويل الأمريكيين لها، وحظر البنوك من التعامل معها، وحظر الأشخاص الذين على صلة بها من القدوم إلى الولايات المتحدة، فضلا عن تسهيل إجراءات ترحيل المهاجرين الذي عملوا مع الجماعة.

وفي عام 2012، شن «ترامب» هجوماً على جماعة الإخوان؛ حيث بث أكثر من عشرين تغريدة على «تويتر» تنتقد السياسة «أوباما» التي وصفها بـ«الودية» تجاه الجماعة.

واستخدم «ترامب» آنذاك تعبير «كارثة حقيقة»، تعليقاً على أنباء تسربت بشأن عزم إدارة «أوباما» تزويد مصر بـ20 مقاتلة من طراز «إف 16»، والتي كانت في هذا الوقت تحت حكم الرئيس «محمد مرسي»، الذي ينتمي لجماعة الإخوان.

العديد من الخبراء الأمريكيين في السياسة الخارجية اعتبروا أن تصيف جماعة الإخوان بـ«الإرهاب» سيكون أمر خاطئ.

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب الإخوان