المخابرات الأمريكية تحذر «ترامب» من التداعيات «الخطيرة» لتصنيف «الإخوان» إرهابية

الجمعة 10 فبراير 2017 08:02 ص

حذرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، الإدارة الجديدة للولايات المتحدة بقيادة «دونالد ترامب»، من تداعيات خطيرة قد يسفر عنها تصنيف السلطات الأمريكية «جماعة الإخوان المسلمين» تنظيما إرهابيا.

وقال فريق من الخبراء والمحللين التابعين للوكالة، في تقرير استخباراتي صدر في 31 يناير/كانون الثاني الماضي ونقلت صحيفة «بوليتيكو» أجزاء منه، إن اتخاذ هذه الخطوة «من الممكن أن يثير التطرف» ويدمر العلاقات بين واشنطن وحلفائها.

وجاء هذا التقرير على خلفية نشر وسائل الإعلام في الولايات المتحدة أنباء قالت فيها إن إدارة «ترامب»، تناقش حاليا قرار إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وإخضاعها للعقوبات الأمريكية.

وأفادت مصادر مقربة من فريق «ترامب» بأن فريقا يقوده «مايكل فلين»، مستشار الأمن القومي في الإدارة الأمريكية، يسعى إلى إدراج «جماعة الإخوان» على قائمتي وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

وقالت المصادر إنه لم يتضح بعد متى أو ما إذا كانت الإدارة ستمضي قدما في نهاية الأمر في اتخاذ هذه الخطوة.

وأشار خبراء وكالة الاستخبارات المركزية في التقرير، الذي أعدوه بهذا الصدد، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين، التي لديها الملايين من الأنصار في مختلف أنحاء العالم، «رفضت العنف في إطار سياستها الرسمية وعارضت كلا من القاعدة وداعش».

واعتبرت الوثيقة، حسب صحيفة «بوليتيكو»، التي حصلت على نسخة من التقرير من قبل مسؤول أمريكي، أن «أقلية فقط من أعضاء الإخوان المسلمين تورطوا في أعمال عنف، وجاء هذا، في أغلب الأحيان، ردا على الاضطهادات القاسية من قبل النظام (في الدول التي تتواجد فيها الجماعة)، أو الحالات التي اعتبروها احتلالا من الخارج، وفي إطار النزاعات الأهلية».

ولفت التقرير إلى وجود فرع للجماعة في كل من الأردن والكويت والمغرب وتونس، محذرا من أن بعض حلفاء الولايات المتحدة في هذه الدول والمنطقة بأسرها «يشعرون، على الأرجح، بقلق لأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في مجال سياستهم الداخلية، وإلى تغذية التطرف وإثارة غضب المسلمين في سائر أنحاء العالم».

وقال التقرير، الذي نقله موقع فضائية «روسيا اليوم» في هذا السياق: «تتمتع جماعات الإخوان المسلمين بدعم واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيعتبر كثير من العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا اعتداء على قيمهم الدينية والاجتماعية الحيوية».

وشدد خبراء وكالة الاستخبارات المركزية أيضا على أن إدراج الإخوان المسلمين على القائمة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية سيضعف، على الأرجح، وقوف زعماء الجماعة ضد استخدام العنف و«سيوفر لتنظيمي داعش والقاعدة تربة خصبة إضافية للدعاية من أجل تجنيد الأنصار واكتساب مزيد من الدعم، لا سيما في الهجمات ضد مصالح الولايات المتحدة».

وأشارت صحيفة «بوليتيكو» إلى أن كلا من وكالة الاستخبارات المركزية والبيت الأبيض رفضا التعليق على هذا التقرير، لكنها لفتت إلى أن هذه الوثيقة تهدد بتسميم العلاقات بين الـCIA والرئيس الأمريكي الجديد، الذي أغضب سابقا الوكالات الاستخباراتية في الولايات المتحدة بتصريحاته التي أعرب فيها عن عدم الثقة بهذه المؤسسات.

وقبل يومين، اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن جماعة الإخوان المسلمين هي حركة اجتماعية وسياسية إسلامية دولية، محذرة إدارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، من تداعيات محتملة حال تصنيفها جماعة إرهابية.

ومن هذه التداعيات، وفق المنظمة: «مساواة الإخوان خطأ بجماعات متطرفة عنيفة، مثل القاعدة وداعش، وتهديد حق الجماعات المسلمة في التكوّن داخل الولايات المتحدة، وتقويض قدرة أعضاء وأنصار الجماعة على المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية في الخارج، إضافة إلى استخدام الحكومات المعادية للجماعة هذا التصنيف كذريعة لعمليات قمع ذات دوافع سياسية».

وبوتيرة شبه يومية، تفيد تقارير إعلامية مصرية وغربية بوجود نقاشات داخل إدارة «ترامب»، لإعلان الإخوان جماعة إرهابية، خاصة مع وجود مشروع قانون في الكونغرس للغرض ذاته، وذلك في ظل تقارب واضح بين الرئيس المصري، «عبدالفتاح السيسي»، الرافض للجماعة، ونظيره الأمريكي.

وفي بيان بعنوان «لا يجب استهداف جماعة الإخوان المسلمين»، قالت المنظمة الحقوقية الدولية إن تصنيف الحكومة الأمريكية لجماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، والذي أفادت تقارير بأن إدارة «ترامب» بصدد دراسته، من شأنه أن يهدد حق الجماعات المسلمة في التكون داخل الولايات المتحدة.

كما اعتبرت هيومن رايتس ووتش،(مقرها في نيويورك)، أن مثل هذا القرار من شأنه أن يقوّض قدرة أعضاء وأنصار جماعة الإخوان على المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية في الخارج.

وجماعة الإخوان هي التنظيم الأبرز والأكبر في مصر، واعتبرها النظام المصري الحاكم جماعة إرهابية، في ديسمبر/ كانون أول 2013، ثم تبعته السعودية، في مارس/آذار 2014، والإمارات منتصف نوفمبر/ تشرين ثان من العام نفسه.

تلك التصنيفات تلت انقلاب الجيش المصري، حين كان «السيسي» وزيرا للدفاع، على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، والمنتمي لجماعة الإخوان، في 3 يوليو/ تموز 2013.

وقبل أيام، توقعت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية أن تعلن إدارة «ترامب» قريبا «جماعة الإخوان» «منظمة إرهابية»، وهي خطوة من شأنها أن تحد من تحركات الجماعة على المستوى الدولي، بالرغم من تأكيدها على نهجها المعتدل والسلمي.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الإخوان المسلمين إرهابية ترامب المخابرات الأمريكية