كشف مصدر قريب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، أن لقاء كان محتملا أن يجمع الإثنين في العاصمة المصرية القاهرة كل من رئيس المجلس «فائز السراج» والقائد العام للجيش الليبي المشير «خليفة حفتر»، تأجل إلى الثلاثاء.
وقال المصدر، الذي لم يتم تسميته، إن تأجيل اللقاء إلى الثلاثاء، جاء في سياق تحركات سياسية رفيعة المستوى، تشهدها العاصمة المصرية بين أطراف الأزمة السياسية في ليبيا، بعد أيام من إعلان رئيس المجلس الرئاسي إطلاق مبادرة خاصة «لحل الأزمة الراهنة في البلاد»، بحسب موقع «بوابة الوسط» الإخباري الليبي.
وأضاف المصدر أن نشاط «السراج» سيقتصر اليوم على اجتماع مع رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة المصرية الفريق «محمود حجازي»، باعتباره رئيس اللجنة الحكومية المصرية المكلفة بملف الأزمة الليبية.
وكان معاونون لـ«السراج» أفادوا بأن رئيس المجلس الرئاسي والقائد العام للجيش التقيا بعد سويعات من وصول الأول مطار القاهرة صباح الإثنين.
يأتي اللقاء المنتظر في إطار المساعي لحل الأزمة السياسية في ليبيا التي تشهدا اضطرابات نظرا لأنه يتنازع على إدارتها ثلاث حكومات وهى الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب، وحكومة الوفاق المدعومة دوليا، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
وفي وقت ساب اليوم، أكدت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، وصول «حفتر»، و«فايز السراج»، الإثنين إلى القاهرة، استنادا إلى مصادر ملاحية من العاصمة المصرية.
وقالت الوكالة، إن المسؤولين الليبيين وصلا إلى العاصمة المصرية ظهر الإثنين، بفارق زمني بسيط بينهما، رغم نفي بعض المصادر الأخرى في مصر، وصولهما.
وأضافت الوكالة أن اللقاء المنتظر بين الرجلين الذي أعلنه «السراج» رسميا منذ شهر، سيتمحور حول دور ومكان اللواء «حفتر»، في المشهد السياسي والدستوري الليبي، الدور الذي شكل محور الخلاف بين حكومتي طبرق وطرابلس، مما زاد في تعقيد في الأزمة الليبية المستفحلة.
وكان «حفتر» نفى في وقت سابق من الشهر الماضي، وجود أي ترتيبات للقاء يجمعه بـ«فايز السراج» رئيس حكومة الوفاق المدعومة من بعثة الأمم المتحدة.
وكان «السراج» قد أعلن في تصريحات صحفية أنه يتوقع أن يعقد ثاني اجتماع له مع «حفتر» في القاهرة بترتيبات مصرية خلال الفترة المقبلة، من دون أن يحدد موعدا رسميا.
وقال مسؤول مصري قريب من اللجنة المصرية المكلفة بإيجاد حل للأزمة الليبية لصحيفة «الشرق الأوسط»، إن الوساطة المصرية لتقريب وجهات النظر بين «حفتر» و«السراج» لم تتوقف.
وتقود لجنة مصرية يترأسها الفريق «محمود حجازي» رئيس أركان الجيش المصري وساطة للجمع بين «حفتر» و«السراج» في إطار سلسلة من الاجتماعات التي شارك فيها فرقاء ليبيون بهدف حلحلة الأزمة الراهنة في ليبيا.
ونجحت الوساطة المصرية العام الماضي، في إقناع «حفتر» المدعوم عسكريا من مصر والإمارات باستقبال «السراج» بمقره العسكري الحصين في مدينة المرج بشرق البلاد، لكن الخلافات لا تزال تتمحور حول وضع «حفتر» في حكومة «السراج» وعلاقتها بالجيش الذي يقوده.
ولا تزال ليبيا تعيش مرحلة من الانقسام السياسي والتوتر العسكري، تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا ومدينتي طبرق والبيضاء شرقا.
