وزير (إسرائيلي) يكشف خطة «السيسي» لإقامة دولة فلسطينية في «غزة» و«سيناء»

الأربعاء 15 فبراير 2017 10:02 ص

فجر وزير (إسرائيلي)، مفاجأة من العيار الثقيل، بالكشف عن خطة للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء.

وتتضمن الخطة المصرية «اقتطاع 1600كيلو متر مربع من سيناء وضمها لقطاع غزة، على أن يتم عليها إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح».

وقال الوزير(الإسرائيلي) «أيوب قرا» والذي يشغل كذلك عضوية الكنيست عن حزب الليكود، إن رئيس الحكومة (الإسرائيلية) «بنيامين نتياهو» والرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» اللذين يلتقيان غدا الأربعاء في البيت الأبيض سوف يتبنيان الخطة المصرية.

وكتب «قرا» وهو وزير بلا حقيبة في حكومة «نتنياهو» في تغريدة على حسابه بموقع التواصل «تويتر»، قائلا:«سوف يتبنى ترامب ونتنياهو خطة الرئيس المصري بإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء بدلا من الضفة الغربية. وبذلك يُمهد الطريق لسلام شامل مع الائتلاف السني».

ويلتقي «نتنياهو»، الرئيس الأمريكي، غدا الأربعاء؛ لمناقشة سلسلة من الملفات الشائكة بينها عملية السلام مع الجانب الفلسطيني، والحرب على الإرهاب، والتهديد الإيراني، والأزمة السورية، والتحالف الإسرائيلي مع الدول العربية السنية التي توصف بالمعتدلة كمصر والسعودية والأردن.

وكانت إذاعة جيش الاحتلال (جالي تساهال) قالت بتاريخ 8 سبتمبر/آيلول 2014 إن الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» (أبو مازن) رفض مقترحًا مصريًا لإقامة دولة فلسطينية على أجزاء من سيناء.

ووفقا للتقرير، فإن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» قدم هذه المبادرة لعباس خلال لقاء جمعهما قبل ذلك بأيام في القاهرة، وعرض عليه مضاعفة مساحة قطاع غزة 5 مرات داخل سيناء، على أن تكون الدولة الجديدة تحت حكمه.

لكن في المقابل، وبحسب التقرير، فإن «أبو مازن رفض التنازل عن المطلب الفلسطيني بالعودة لحدود ما قبل 5 يونيو/حزيران 1967، بالشكل الذي يسهل إيجاد حل لمسألة الحدود بين إسرائيل والفلسطينيين».

وزعمت إذاعة جيش الاحتلال، أن «السيسي» قال لـ«أبو مازن»:«عمرك الآن 80عاما، إذا لم تقبل الاقتراح سيفعل ذلك من يأتي بعدك».

«جيورا إيلاند»

وكتب الناشط الحقوقي والمدون المصري المعروف «وائل عباس»، معلقا على «خطة السيسي»، على صفحته بموقع التواصل «فيسبوك»، قائلا:«ودي الخطة اللي عملت عنها تحقيق الشهر اللي فات وقولت إن أهل سيناء بيتم التنكيل بيهم لترحيلهم من أرضهم لصالح الصهاينة بمعنى أنهم يقضوا على القضية الفلسطينية بترحيل الفلسطينيين لسيناء وإعطاء فلسطين لإسرائيل»، وفق تدوينته.

وأعاد «عباس» نشر التحقيق الذي نشره بعنوان «سيناء في عهد السيسي..الوجه الآخر للجحيم»، وجاء فيه إنه في مؤتمر هرتسيليا المنعقد في عام 2002، بحضور قادة الكيان الصهيوني ومفكريه، دعا «إيفي إيتام»، وزير البنية التحتية آنذاك، إلى ما أسماه بحل أمثل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من وجهة النظر الصهيونية، عبر إقامة دولة فلسطينية على أجزاء من سيناء التي وصفها بأنها  «غنية وكبيرة وفارغة من السكان»، وهو ما تم مناقشة تفاصيله وطرحه كخطة استراتيجية ذات أولوية للكيان الصهيوني، خلال ذات المؤتمر في أعوام 2003، و2004، و2008، بحسب صحيفة «العربي الجديد».

وتبلورت التصورات السابقة على شكل خطة تبادل أراض عرفت باسم «جيورا إيلاند»، والتي تقوم على تنازل مصر عن أراضي داخل سيناء للفلسطينيين، مقابل تنازل الفلسطينيين عن حق العودة إلى حدود 1967 وتوسع إسرائيل في بناء المستوطنات، وهي الخطة التي ادعت مصادر صحافية أن «عبد الفتاح السيسي» طرحها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفق ما كشفته مصادر إسرائيلية وفلسطينية عدة، خاصة وأن بعض الإجراءات التي قام بها «السيسي» على «الحدود بين غزة وسيناء»، مثل تهجير أهالي الشريط الحدودي وتجريفها وحفر قناة لتصريف مياه البحر المتوسط على الحدود، تعد ضمن خطة أخرى معروفة باسم «كيفونيم» (الاتجاهات) وضعها أرئيل شارون رئيس وزارء كيان الاحتلال الراحل في عام 2005، من أجل خنق غزة التي تشكل تهديدا وجوديا على كيان الاحتلال بحسب ما جاء في تصريحات صحافية سابقة أدلى بها عضو مؤتمر «هرتسليا»، «رافي يلويان»، الذي أشاد بتنفيذ السيسي للخطة قائلا «السيسي نفذ الخطة وبمنتهى الحماس بسبب عدائه الأيديولوجي لجماعة الإخوان المسلمين، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حتى أنه نفذ الخطة مجانًا دون حتى أن يطلب الالتزامات والتعهدات التي عرضتها إسرائيل على الرئيس مبارك من قبل، ما يجعله (أهم ركن تستند عليه إسرائيل) في المنطقة».

وتقول الصحف العبرية، إن خطة «السيسي»، سبق وطرح أكاديميون يهود خطة مماثلة لها قبل 8 سنوات، كذلك فعل رئيس مجلس الأمن القومي السابق «جيورا ايلاند»، لكن النظام المصري رفض الاقتراح وقتها جملة وتفصيلاً.

ولم يمنع نفي «السيسي» ما ورد في  التقرير الإسرائيلي حينها، وتأكيده أن «أحدا لا يملك أن يفعل ذلك»، وزراء وأعضاء في الكنيست من الثناء على الرئيس المصري والمبادرة المنسوبة إليه، بينهم «يعقوب بيري» رئيس «الشاباك» السابق ووزير العلوم والتكنولوجيا السابق الذي قال:«كرم السيسي في الاقتراح أذهلنا».

وبحسب الاقتراح المصري فإنه إضافة إلى «دولة غزة الكبيرة»، فإن المدن الفلسطينية في الضفة الغربية ستخضع لحكم ذاتي، بحيث تدير السلطة الفلسطينية الحياة اليومية للفلسطينيين بشكل كامل.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال، إنه في مقابل ذلك «يتنازل أبو مازن عن مطلبه بانسحاب إسرائيل إلى حدود العام 1967 لأنه يحصل على تعويض إقليمي كامل، وحتى أكثر من ذلك، من تخوم سيناء، وهذا الأمر سيسهل التوصل إلى حل لموضوع الحدود كله بين إسرائيل والسلطة».

وكانت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، نفت في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2016، تصريحات الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» حول وجود اتفاق بين الحركة و(إسرائيل) لإقامة دولة فلسطين على غزة وجزء من سيناء في مصر «سخيفة وكاذبة».

وأضاف المتحدث باسم الحركة «سامي أبو زهري» في تصريحات صحفية أن تصريحات الرئيس «عباس» هي استمرار لتحريضه المتواصل على المقاومة والتغطية على خيبته وفشله في مشروع التسوية مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على أن حركته ترفض بشكل قاطع استبدال شبر واحد من فلسطين بأي قطعة أخرى في العالم.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سيناء عبدالفتاح السيسي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو غزة أبومازن دولة فلسطينية