«صالح» يتراجع عن خطابه التحريضي ضد «حزب الإصلاح»

السبت 4 مارس 2017 04:03 ص

تراجع الرئيس اليمني المخلوع «علي عبدالله صالح» عن خطابه التحريضي الذي خص به «حزب الإصلاح» ومنتسبيه بعد موجة انتقادات حادة من جميع الأطياف السياسية لخطابه السابق الذي دعا فيه إلى اعتقال أعضاء «الإصلاح».

وقال «صالح»، اليوم السبت، إن الدستور والقوانين كفلت للمنتمين لحزب «التجمع اليمني من الإصلاح» سلامتهم وحمايتهم وصون كرامتهم وحقوقهم المادية والمعنوية.

وكتب «صالح» على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «كنت أتمنى أن لا اضطر إلي تبيين البين وتوضيح الواضح، لولا إشفاقي على أولئك الذين أجهدوا أنفسهم بالتفسير الخاطئ والتأويل غير المسؤول لما تضمنته كلمتي التي ألقيتها في اللقاء التنظيمي التشاوري لقيادات المؤتمر الشعبي العام بمحافظة صنعاء أول أمس الخميس، فقد كانت الكلمة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، لأن تفسير البعض من المحللين والكتاب ومن يدعي ظلوعه في السياسة، بغيــر ما تعنيه وبعيدا عن ما قصدته لم يكن سوى محاولــة يائســة وخاطئــة تنــدرج فــي إطــار الكيــد السياسي والتضـــليل والخــداع، فالكلمة لم تكن بحاجة إلى تأويلات وتفسيرات أولئك المفسرين والذين يتخذون من مواقع التواصل الاجتماعي ساحة لتضليلهم ومزايداتهم، فقد قلت بأن من اختار طريق الخيانة الوطنية وانضم إلى صفوف داعش والقاعدة المتفرعة من عباءة تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي وبالذات من الجناح المتطرف (لحزب الإصلاح) ومارسوا العنف والإرهاب، وفرطوا بالسيادة والاستقلال الوطني، وارتكبوا جرائم القتل والاغتيالات، وانحازوا إلى صفوف أعداء اليمن وشاركوهم في عدوانهم على شعبنا ووطننا وقتل الأطفال والنساء والشباب والشيوخ وتدمير كل مقدرات الوطن، وسواء كانوا في حزب الإصلاح أو في غيره من الأحزاب أو حتى من غير الحزبيين (المستقلين)، هم الذين يجب أن يقدموا إلى العدالة لينالوا ما يستحقونه من جزاء جراء ما اقترفوه من جرائم في حق الوطن والشعب»، وذلك على حد وصفه.

وتابع في كلمته: «أؤكد على ما سبق وأن ما أعلنته بأن من عاد منهم إلى جادة الصواب ولم تتلطخ أياديهم بالدم والقتل، واقلعوا عن الذنب، واختاروا أن يعيشوا مواطنين صالحين، فمكانهم الطبيعي، الذي يجب أن يكون، هو بين إخوتهم وفي أوساط مجتمعهم، لهم من الحقوق ما لغيرهم وعليهم من الواجبات ما على إخوانهم تجاه الوطن والشعب، ومما يؤسف له أن ينبري البعض في تفسيراتهم وتحليلاتهم للقول بأن كلمتي كانت بمثابة دعوة إلى الفتنة وإلى حرب أهلية، متناسين أنني من الرافضين لتلك الدعوات الهدامة، وأني أدعو دائما ومنذ فترة طويلة ولازلت، إلى إجراء مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحدا، وإلى توحيد الصفوف والجهود الوطنية لمواجهه كل التحديات والتصدي للأخطار التي تحدق بالوطن، ولمزيد من التوضيح لإخواني وأبنائي المنتمين إلى حزب الإصلاح أو غيره من الأحزاب والمكونات السياسية الذين لم يختاروا طريق الخيانة ولم يرتبكوا الجرائم في حق الوطن والشعب، بأن الدستور والقوانين قد كفلت لهم سلامتهم وحمايتهم وصون كرامتهم وحقوقهم المادية والمعنوية».

واستطرد: «وبهذه المناسبة.. فأني أدعو الأخوة والأخوات أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح إلى أن يقفوا مع الوطن وأن يدينوا العدوان، وأن يتحلوا بالشجاعة في التعبير عن قناعتهم ومواقفهم الرافضة للعدوان ولكل أنواع الارتهان والعمالة والاصطفاف إلى جانب دول العدوان، وأن يكونوا على قناعة كاملة وراسخة بأنهم ليسوا هم المستهدفين، وإنما أولئك الذين يعتدون على الوطن والشعب».

وقال: «أؤكد أننا سنظل حريصين أشد ما يكون الحرص على سلامة النسيج الاجتماعي لشعبنا وعلى وحدته الوطنية، وحريصين أيضا على إشاعة السلام والأمن في المجتمع في كل الظروف والأحوال، وسنظل ثابتين ومتمسكين بمواقفنا تلك مهما حاول البعض الذهاب بعيدا بتفسيراتهم الخاطئة لمضامين خطاباتي وتصريحاتي ومواقفي التي أحرص من خلالها على دعوة الجميع للتلاحم والتماسك وتوحيد الجهود وإشاعة أجواء المحبة والتسامح والإخاء والتعاضد، وتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان الخارجي الغاشم الذي تتعرض له بلادنا أرضا وإنسانا منذ ما يقارب العامين، وإلى نبذ العنف وكل أعمال الاقتتال الداخلي التي يخطط لها ويمولها أعداء الوطن وينفذها أولئك الذين ارتهنوا لهم واختاروا طريق الارتزاق والعمالة للإضرار بالوطن»، حسب تعبيره.

ودعا «صالح» في كلمته كل من لازال يراودهم الشك بأن يراجعوا مواقفهم وأن يقلعوا عن أساليب الدس التي وصفها بالرخيصة والتفسيرات الخاطئة ومحاولة الإيقاع بين أبناء الوطن الواحد، وأن يكونوا على قناعة كاملة بأن الاستمرار في قوة العادة مضر بهم وبالوطن ومصالحه العليا.

وكان «صالح» شن تحريضا كبيرا على حزب «التجمع اليمني للإصلاح» والمنتسبين إليه القاطنين في محافظة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة «الحوثيين»، وقال مخاطبا القبائل: «أمنوا أنفسكم ومناطقهم وتابعوا الخونة من مخلفات الإخوان المسلمين (في إشارة لحزب التجمع اليمني للإصلاح) »، وفق وصفه.

واتهم «صالح» حزب «الإصلاح» الذي شارك في ثورة 2011 ضد نظامه بأنه «دمر البلد» منذ ذلك العام، وتوعدهم «بالملاحقة واحدا واحدا».

وحث «صالح» أنصاره من رجال القبائل على «تصفية» قراهم ومناطقهم من أعضاء حزب «الإصلاح، وعدم المجاملة، واعتقال أي شخص منهم، إلا إذا «أعلن التوبة أمام القبيلة»، حسب تعبيره.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اليمن صالح حزب الإصلاح الإخوان المسلمين