فرع «الدولة الإسلامية» في أفغانستان يسعى لتوسيع نفوذه

الأحد 5 مارس 2017 12:03 م

كابول/ ديره إسماعيل خان (باكستان) - قال أعضاء في فرع لتنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود الأفغانية الباكستانية ومسؤولون أفغان إن الفرع يعمل على مد نفوذه إلى مناطق جديدة وتجنيد مقاتلين جدد وتوسيع نطاق عملياته في المنطقة.

فقد قال بعض أعضاء الفرع المسمى "ولاية خراسان" إن التنظيم يقف وراء الهجوم الأخير على ضريح صوفي في باكستان الذي أسفر عن مقتل 90 شخصا وإن مسلحين من التنظيم هم المسؤولون عن قتل ستة من العاملين في مجال الإغاثة في شمال البلاد بعيدا عن معقلهم في شرق أفغانستان.

وسيمثل أي توسع تحديا جديدا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يدرس حجم القوات الأمريكية التي سيبقيها في أفغانستان التي تمثل حركة طالبان الخطر الأمني الرئيسي فيها.

فقد توعد ترامب تنظيم الدولة الإسلامية المتمركز في الشرق الأوسط بالقضاء عليه تماما لكنه لم يذكر شيئا عن أفغانستان التي ترابط فيها القوات الأمريكية منذ 15 عاما.

والآن لم يعد عليه أن يفكر في حركة طالبان العنيدة فحسب بل في المتشددين الذين بايعوا الدولة الإسلامية رغم أن انزعاج المسؤولين الأمريكيين عموما من وجودهم في أفغانستان أقل من انزعاج المسؤولين المحليين.

قال شاه حسين مرتضوي المتحدث باسم الرئيس أشرف عبد الغني مستخدما اسما شائعا للتنظيم "داعش ليس خطرا على أفغانستان فحسب بل على المنطقة والعالم برمته."

ولا يزال من غير الواضح مدى الصلات المباشرة على مستوى العمليات بين التنظيم في أفغانستان والشرق الأوسط رغم أن معظم المقاتلين في "ولاية خراسان" من الأفغان والباكستانيين ومن وسط آسيا.

ومع ذلك قال ثلاثة من أفراد التنظيم لرويترز إن عددا محدودا من المستشارين العرب ساعدوا في توجيه الدعاية وتجنيد المقاتلين وتحديد الأهداف المراد مهاجمتها.

 

ولاءات متغيرة

تحوم الشبهات حول التنظيم في عدة هجمات على أهداف للأقلية الشيعية في أفغانستان كما أن التفجير الانتحاري الذي وقع في فبراير شباط بالضريح الباكستاني كان يحمل بصمات التنظيم.

وكانت تلك العملية أسوأ اعتداء للمتطرفين في باكستان خلال عامين وأشارت إلى أن جماعة تتمركز في إقليم ننكرهار الأفغاني يمكن أن تضرب في عمق الأراضي الباكستانية.

وقال عضو في الجماعة في أفغانستان "الدولة الإسلامية ليس لها قاعدة مناسبة في باكستان لكن لها متعاطفين وصلات في باكستان. وفي الغالب يدخل المهاجمون والمفجرون الانتحاريون من أفغانستان إلى باكستان."

ويعتقد مسؤولون أمنيون غربيون وأفغان أن المقاتلين يغيرون ولاءاتهم كثيرا بين الجماعات المتشددة الأمر الذي يتعذر معه معرفة الطرف المسؤول عن أعمال العنف.

قال محمد زاهر وحدت حاكم إقليم ساريبول في شمال أفغانستان حيث يعتقد أن مقاتلي طالبان ينشطون في تلك المنطقة "أحيانا يهرب قادة طالبان إلى داعش وأحيانا يحدث العكس."

وأضاف "الوضع في غاية الغموض".

وحتى داخل التنظيم نفسه يحدث خلاف على إعلان المسؤولية.

فقد قالت وكالة أعماق الإخبارية المرتبطة بالتنظيم في الشرق الأوسط إن التنظيم مسؤول عن تفجير الضريح لكن أبو عمر خراساني أحد قيادات الفرع الأفغاني والمتحدث باسمه نفى ذلك.

غير أنه يقول إن التنظيم يعمل على تجنيد مقاتلين ويتوسع في فيما يتجاوز إقليم ننكرهار في شمال أفغانستان.

وقال راجا عمر خطاب مسؤول مكافحة الإرهاب الباكستاني إن التنظيم نفذ هجمات من أفغانستان وإن إدارته تحقق فيما إذا كان مفجر الضريح من هناك.

وأضاف "نحن نعمل أيضا على زاوية احتمال قيام جماعة محلية متطرفة بتسهيل تنفيذ التفجير للدولة الإسلامية."

 

تنظيم متعدد الفروع

قال الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأمريكية في أفغانستان إن هجمات أمريكية بطائرات دون طيار وعمليات تنفذها قوات خاصة أدت لمقتل حوالي ثلث مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان وخفضت مساحة الأرض التي يسيطرون عليها بمقدار الثلثين.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن المخابرات تشير إلى أن التنظيم يتركز في غالبيته في ننكرهار وإقليم كونار المجاور له. ويتشكك هؤلاء المسؤولين في التقارير التي تتحدث عن تزايد وجود تنظيم الدولة الإسلامية في الشمال الغربي وهي منطقة قد يلجأ مسلحون فيها إلى ادعاء وجود صلات تربطهم بالتنظيم لتدعيم موقفهم.

وقال البريجادير جنرال تشارلز كليفلاند المتحدث العسكري الأمريكي الرئيسي في كابول "من المؤكد أنك إذا كنت مسؤولا محليا يبحث عن المزيد من الموارد ستحصل على قدر أكبر من الاهتمام بقولك إن التنظيم موجود في منطقتك."

وقال نيكلسون الذي طلب إرسال آلاف أخرى من الجنود إلى أفغانستان إن قوات مكافحة الإرهاب تعتزم إجراء سلسلة من العمليات في 2017 لهزيمة الدولة الإسلامية في أفغانستان ومنع هجرة الإرهابيين من العراق وسوريا إلى أفغانستان.

وتعادي حركة طالبان الأفغانية تنظيم الدولة الإسلامية وسبق أن اشتبك الطرفان في سعيهما لتوسيع نطاق نفوذهما.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان "قضينا تقريبا على داعش في أفغانستان."

ومن الصعب تقدير الأعداد. وقال كليفلاند إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن التنظيم له 700 مقاتل فقط لكن المسؤولين الأفغان يقدرون أن له حوالي 1500 مقاتل ونحو 3000 فرد يساعدونهم وما يصل إلى ثمانية آلاف أقل نشاطا من المؤيدين لهم.

ويقول المسؤولون إن مقاتلين من دول آسيا الوسطى ومنها أوزبكستان جاءوا إلى أفغانستان وإن متشددين دفعتهم عمليات الجيش الباكستاني لعبور الحدود انجذبوا أيضا للتنظيم.

وقال خراساني من تنظيم الدولة الإسلامية إن لدى التنظيم "آلافا" من المقاتلين وإن العدد يتزايد.

وفي العام الماضي قتلت ضربة أمريكية بطائرة دون طيار الزعيم السابق للتنظيم في المنطقة حافظ سعيد خان الذي كان من قبل عضوا في حركة طالبان الباكستانية. ويعتقد عدة مسؤولين أمنيين أفغان أن عبد الحسيب لوجاري أحد القادة السابقين بحركة طالبان الأفغانية حل محله.

وقد بدأ وجود تنظيم الدولة الإسلامية يصبح محسوسا في المنطقة في أوائل عام 2017 عندما هاجم أنصاره حركة طالبان وتنظيم القاعدة في محاولة لجعل تنظيمهم الحركة الرئيسية في تيار التشدد الديني واستخدموا في ذلك أساليب بلغت من القسوة حدا بدا غريبا حتى في أفغانستان نفسها.

المصدر | حميد شاليزي ، سعود محسود | رويترز

  كلمات مفتاحية

تنظيم فرع الدولة الإسلامية أفغانستان باكستان ولاءات متغيرة حركة طالبان إدارة ترامب