صحيفة لبنانية: الملك «سلمان» ألغى مشروع زيارة لبيروت بسبب حزب الله

الاثنين 6 مارس 2017 03:03 ص

ذكرت صحيفة النهار اللبنانية أن العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» ألغى مشروع زيارة للبنان خلال الشهر الجاري كانت تهدف لمساعدة الدولة اللبنانية وتشجيعها على الوفاء بالتزاماتها العربية والدولية، وبالتسوية التي أنهت الفراغ الرئاسي فيها.

وكان الرأي قد استقر على زيارة العاهل السعودي للبنان في ظل أجواء إيجابية أضفتها زيارة الرئيس «ميشال عون» للرياض في 9 يناير/كانون ثاني الماضي على العلاقات بين البلدين، ورسّخت الثقة بأن الرئيس اللبناني الجديد يسير في سياسة تحافظ على مسافة بين عهده وسياسات حزب الله ومواقفه، على أن يكون موعد الزيارة قبل القمة العربية الـ28 التي تنعقد في الأردن من 23 إلى 27 مارس/آذار الجاري أو بعدها مباشرة، فيختم بها الملك سلمان جولته الخارجية، والتي تشمل 7 دول آسيوية أبرزها اليابان والصين، وماليزيا وإندونيسيا وبروناي والمالديف، ثم الأردن.

وتوضح مصادر للصحيفة أن الزيارة التي لن تؤكدها أو تنفيها دبلوماسية المملكة ما دامت قد ألغيت، كان المفترض أن تعطي لبنان دفعا ودعما كبيرين معنويا وسياسيا، من المملكة ودول الخليج العربي أيضا، وتفتح الأبواب واسعة أمام عودة السياح العرب والخليجيين بلا قيد أو شرط إلى بيروت، وكان سيرافقها دعم اقتصادي ملموس للدولة اللبنانية.

إلا أن هذا التوجه اصطدم بموقف لرئيس الجمهورية أسبغ نوعاً من الشرعية، وفق وجهة النظر السعودية، على سلاح حزب الله من خلال وصفه لتلفزيون (سي بي سي) قبيل زيارته للقاهرة بأنه سلاح مكمل للجيش اللبناني ولا يتعارض معه ووجوده ضروري.

كذلك اصطدم بخطاب للأمين العام لحزب الله «حسن نصر الله» تهجم فيه، كما كان يفعل في المرحلة السابقة لانتخاب عون، على السعودية والإمارات والبحرين وباقي دول الخليج.

وتشير المصادر نفسها إلى معلومات عن سعي مراجع رسمية لبنانية إلى تسويق فكرة إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية لدى مصر والأردن، وعرضها أداء دور الوسيط بين هاتين الدولتين العربيتين، ومحور دمشق – طهران، الأمر الذي يناقض سياسة المملكة العربية، وراكم الانطباعات السلبية حيال لبنان الرسمي في الرياض بعد انفراج.

وذكرت أن الزيارة الأخيرة لملك سعودي للبنان كانت تلك التي قام بها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في 30 يوليو/تموز 2010، وقد اصطحب آنذاك في طائرته الملكية إلى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي رئيس النظام السوري «بشار الأسد» واستقبلهما الرئيسان ميشال سليمان وسعد الحريري.

 وكان الملك «عبد الله» زار لبنان بصفته ولياً للعهد عام 2001 للمشاركة في قمة بيروت العربية أيام الرئيس إميل لحود.

أما الزيارة الأبرز لملك سعودي للبنان فكانت 12 أكتوبر/تشرين أول 1957 عندما افتتح الملك الراحل سعود بن عبد العزيز مع الرئيس كميل شمعون دورة الألعاب الرياضية العربية الثامنة في المدينة الرياضية، وكان الملك سعود قام بزيارة سابقة للبنان للمشاركة في القمة العربية التي انعقدت في بيروت مطلع عهد الرئيس شمعون عام 1953 .

وتحدثت المصادر عن احتمال أن يكون مشروع زيارة الملك سلمان قد استُبدل بزيارة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد يقوم بها لبيروت بشكل مفاجئ على غرار زيارته الأخيرة لبغداد قبل نحو أسبوع. كما أن الرياض لا تزال عازمة على تعيين سفير للسعودية في لبنان قريباً.

توتر سابق

وخلال الفترة السابقة، توترت العلاقات السعودية اللبنانية بسبب ما أسمته المملكة بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما من «حزب الله»، عقب الاعتداء على سفارتها في طهران مطلع العام الجاري، بالتزامن مع تجميد مساعدات عسكرية سعودية إلى لبنان بقيمة 4 مليارات دولار.

وألغت السعودية المساعدات العسكرية في فبراير/ شباط من العام الماضي، عندما لم تنضم الحكومة اللبنانية إلى حكومات عربية أخرى في إدانة هجمات متظاهرين على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.

وحذرت المملكة كذلك الزوار السعوديين الأثرياء من السفر إلى لبنان مما حرم البلاد من عائد سياحي كبير.

وألقى الخلاف بظلاله كذلك على مصير نحو 750 ألف مواطن لبناني يقيمون ويعملون في السعودية وفي دول خليجية أخرى ويحولون ما بين 7 و8 مليارات دولار سنويا لإعالة أسرهم في لبنان.

لكن السعودية عكست الحال في يناير/كانون ثاني الماضي، عندما تلقّى «ميشال عون» دعوةً ملكية للزيارة.

وفي الشهر الماضي، زار الوزير السعودي لشؤون الخليج العربي، «ثامر السبهان»، بيروت، وأعلنت الرياض بعدها زيادة عدد رحلات الطيران إلى بيروت واستئناف المساعدات المدنية. 

المصدر | الخليج الجديد + النهار

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان العلاقات السعودية اللبنانية