لمواجهة أزمة العنوسة.. محافظة سعودية توحّد «مهور الزواج»

الثلاثاء 14 مارس 2017 08:03 ص

لطالما أثارت نسبة العنوسة في المملكة العربية السعودية الكثير من اللغط حولها، إلا أنه لم يختلف الكثيرون حول أحد أهم أسباب هذه الظاهرة، ألا وهو «ارتفاع المهور».

النسبة الحقيقية

أكدت دراسة سعودية في أواخر عام 2015، أن عدد الفتيات العوانس في المملكة يبلغ 4 ملايين فتاة عام 2015، بعدما كان مليون ونصف المليون فتاة عام 2010، إلا أن النسبة استمرت في التزايد خلال الآونة الأخيرة، محذرة من ارتفاع كبير في نسبة العنوسة في المملكة بوجه عام، والمدينة المنورة على وجه الخصوص.

وبحسب الهيئة العامة للإحصاء السعودية، فإن نسبة العنوسة بين السعوديات بلغت عام 2016، 10.07%، أي أنه من بين كل 10 إناث بلغن 15 سنة وأكثر، هناك واحدة يمكن أن توصف أنها بلغت سن العنوسة.

مشيرة إلى أن عدد السعوديات المصنفات عوانس يبلغ 227.860 أنثى سعودية تجاوزت عمر 32 سنة ولم تتزوج أبدًا في حياتها.

تحديد المهور

يشهد المجتمع السعودي عاماً بعد عام ارتفاع مهور الزواج، علاوة على تكاليف المراسم والاحتفالات، وهو ما يتسبب في "عنوسة" كثير من الفتيات!

الأمر الذي دفع مشايخ في محافظة صامطة إلى توقيع ما وصفوه بالـ«وثيقة»، التي تقضي بالالتزام بأن يكون مهر «الفتاة البكر» 50 ألف ريال كحد أعلى، و30 ألفًا للـ«ثيب»، وأن ترفع الوثيقة إلى أمير منطقة جازان الأمير «محمد بن ناصر» لاعتمادها.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي رعاه محافظ صامطة «عبدالعزيز الطيار» قبل أيام للتوقيع على المبادرة المجتمعية لتحديد المهور، وتقنين تكاليف الزواج مع مشايخ المحافظة، قبل أيام، ضمن الجهود المبذولة للحد من غلاء المهور، والعمل على تيسير الزواج للشباب.

وأكد محافظ صامطة في كلمة خلال الاجتماع على أهمية دور مشايخ القبائل في رفع معدل الوعي لدى أفراد المجتمع، والمساهمة في تيسير أمور الزواج على أبنائهم، كما تحدث عن الأضرار الناتجة عن المبالغة في قيمة المهر وتكاليف الزواج التي تتسبب في تأخر زواج الشباب، وتثقل كاهلهم بالديون، وترفع معدلات العنوسة والطلاق عند النساء، وتتسبب في لجوء أعداد كبيرة من الشباب إلى الزواج من أجنبيات هربًا من التكاليف التي تفوق طاقتهم.

مهور أم أسعار

من جانبه، يقول المستشار الاقتصادي في جامعة الإمام «محمد بن سعود» الإسلامية، «زيد الرماني» ­إنّ المبالغة في المهور «مصيبة»، وأضاف لـ «هافينغتون بوست عربي» إن «الفتاة أصبحت سلعةً تباع في الأسواق ويتم تقدير سعرها من قبل والدها».

ويؤكد الكثيرون من المجتمع السعودي، أن ارتفاع المهور الذي اعتبره «الرماني» حجرة عثرة في طريق الزواج، سببٌ في إغراق الزوج بأقساط وديون أو نفوره منذ البداية من الزواج. وأكد المستشار أن الاحتفالات المكلفة والملابس ذات الأسعار الباهظة وكثرة الشروط إلى حب التقليد والظهور الاجتماعي، والتي غالبا ما تنهي الزواج بالخلافات والطلاق.

ويقتبس «الرماني» الحديث الشريف بقوله: «إن خير النساء وأعظمهن بركةً أيسرهن مؤنةً وكلفةً ومهرا» يوضح الرماني، مضيفًا: «لا مقارنة بين ما كان عليه السعوديين سابقا وما وصلنا إليه اليوم فيما يتعلق بموضوع النفقة الذي أعتبره سببا من أسباب ارتفاع العنوسة».

ظاهرة الطلاق

في سياق متصل، نشرت صحيفة «الشرق» السعودية، مؤخرًا، دراسة تقول إن المملكة تشهد حالة طلاق واحدة كل 20 دقيقة، أي ما يعادل 722 حالة طلاق يوميًا. مضيفًة أن معدلات الطلاق بالنسبة للفتيات أقل من عمر الـ 20 عامًا بلغت 21%.

وسجلت نسبة 28% من فشل الطلاق بسبب سوء اختيار الشريك، و39% بسبب جهل أحد الزوجين بمعنى الحياة الزوجة، أما نسبة 34% فكانت بسبب تدخل الأقارب.

أما عن زواج السعوديون من غير السعوديات، فبلغت نسبة الطلاق فيها 9%.

وسجلت دراسة لوحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية ارتفاعا في معدل الطلاق في السعودية من 25% إلى أكثر من 60% خلال السنوات العشرين الماضية.

 

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عنوسة زواج طلاق السعودية الخليج ارتفاع المهور غلاء مهور