«حرييت»: إيران تخطط لانقلاب في العراق وخلافات بين تركيا وروسيا وأمريكا بشأن معركة الرقة

الاثنين 20 مارس 2017 09:03 ص

بالنظر إلى فترة إدارة «أوباما»، فقد حدثت تطورات إيجابية في العلاقات الغربية مع إيران فيما يتعلق بالبرنامج النووي. وفي جوارها القريب استغلت إيران الفرص المتاحة وبدأت بتوطيد السلطة والنفوذ في العراق لبعض الوقت. وقد أعلن أن أحد مساعدي «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس القوة الشيعية التي تعمل بفاعلية في العراق وسوريا، قد عين سفيرا في بغداد.

«لا يوجد شك بأن الوضع خطير في العراق. حيث تسعى إيران لبسط نفوذها بقوة، وهناك مخاوف من أن هناك محاولة انقلاب ضد حكومة العبادي. عندما تزيد الولايات المتحدة ضغوطها على إيران فان إيران تزيد ضغوطها في العراق. تستعد إيران لتنفيذ انقلاب في العراق. وهم يحاولون إعادة نوري المالكي والإطاحة برئيس الوزراء حيدر العبادي».

كانت الكلمات السابقة هي رسالة رئيس حكومة إقليم كردستان «مسعود برزاني» خلال زيارته لتركيا. مضيفا: «ليس لدينا أي قناة للحوار مع بغداد». وقال «برزاني»: «في حال وقع الانقلاب المدعوم من إيران في العراق فإنه يستعد لإعلان الاستقلال في أقرب وقت».

منذ بضعة أيام كانت هناك اشتباكات بين حزب العمال الكردستاني وبين قوات البيشمركة التابعة للبرزاني في منطقة شنقل. لكن الأمر الغريب الذي حدث لا يكمن في وقوع الاشتباك بين الطرفين ولا في الخسائر التي وقعت في صفوف حزب العمال الكردستاني، بل كان المستغرب هو الموقف الألماني حيث حذرت ألمانيا إدارة «برزاني» من إفساح المجال لاستخدام الأسلحة التي سلمتها ألمانيا للبيشمركة لقتال قوات تنظيم الدولة في القتال ضد حزب العمال الكردستاني.

ينخرط الجميع في المنطقة في كواليس حرب بالوكالة والجميع يمس بعضه البعض. لقد تم قبل عدة أيام إلغاء اجتماعات داخلية لوزراء من تركيا، في ألمانيا، في إطار التحضيرات الدعائية للاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا كما أن ألمانيا التي تشعر بالقلق من إطلاق الرصاص على حزب العمال الكردستاني في منطقة شنقل هي نفسها التي قامت في التسعينيات بحظر بيع دبابات ليوبارد إلى تركيا خلال حربها ضد حزب العمال الكردستاني.

وبالنظر إلى التحركات في المنطقة، فإن رئيس هيئة الأركان التركية «خلوصي أكار» قد اجتمع مع نظرائه الأمريكيين والروس في أنطاليا قبل عملية الرقة كما أن الرئيس «أردوغان»، اجتمع مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين».

ويوجد موضوعان بارزان في اجتماعات رئيس الأركان مع الروس والأمريكان وهما عمليتا منبج والرقة وخصوصا في المحادثات مع نظرائه الأميركيين.

معضلة منبج

بعد تصريحات الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بوقت قصير بأن «الهدف بعد الباب هو تنظيف مدينة منبج»ظظن دخلت منبج تحت حماية روسيا والولايات المتحدة. و هناك معلومات لدى أنقرة تدل على وجود توافق بين روسيا و الولايات المتحدة حول منبج كما أن الوضع على الأرض أيضا يؤكد هذا الاتفاق.

وفي هذا السياق تفيد المعلومات بان رئيس هيئة الأركان «خلوصي أكار» أكد خلال الاجتماعات أن جهود روسيا والولايات المتحدة لا ينبغي أن تهدف إلى حماية نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي في منبج، وأن تركيا ستظل متمسكة بالتزام انسحاب هذه القوات من منبج إلى شرق الفرات.

لا شك بأن أهم بند على جدول أعمال رؤساء الأركان الثلاثة كان نقاش تفاصيل عملية الرقة. وقد كان البنتاغون قد وضع خطة عملية الرقة: حيث تبدأ العملية من الشمال إلى الجنوب وقد شكلت قوات حزب الاتحاد الديمقراطي في هذه الخطة العمود الفقري للعملية من سورية أما من الجبهة العراقية فكان المخطط أن يتم البدء من قبل القوات الخاصة الأمريكية و البيشمركة. وفيما ستدخل هذه القوات بريا، فإن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ستقوم بتقديم الدعم الفعال من الجو.

تغيير خطة الرقة

إن خطة الرقة التي يتحدث حولها رؤساء الأركان مختلفة عن الأولى . أولا، وجود رؤساء الأركان العامة الثلاثة في أنطاليا خطوة مهمة جدا من حيث التوقيت والمضمون . حيث حاولت تركيا التأثير على سياسة الولايات المتحدة بشأن سوريا ودخلت في حوار مع روسيا. وفي الوقت الذي توترت علاقات تركيا مع إدارة «أوباما» بدأت العملية التركية مع الجيش السوري الحر في جرابلس بالتوافق مع روسيا. ومع سيطرة تركيا على الباب فقد حققت تقدما ملموسا في عملية درع الفرات وقربت عملية الرقة. حيث ستقدم كل من الولايات المتحدة وروسيا وتركيا الدعم الجوي القريب لعمليات الرقة، وعلى الأرض ستكون الولايات المتحدة والقوات الخاصة التركية، وقوات البيشمركة والجيش السوري الحر والوحدات العربية في قوات سوريا الديمقراطية. وتحاول روسيا اقتراح مشاركة قوات النظام و في هذه الحالة، نلاحظ أن خطة الرقة التي أعدها البنتاغون سابقا ستعتريها عدد من التغييرات.

على الطاولة يوجد هناك بدائل متعددة لخطط الرقة و بعد مناقشة هذه الخطط يبقى الميدان مفتوحا للإرادة الحقيقية.

المصدر | عبد القادر سلفي - صحيفة حرييت التركية

  كلمات مفتاحية

إيران العراق العبادي المالكي الرقة