مغردون سعوديون يحيون ذكرى مرور «عام على اعتقال محمد الحضيف»

الاثنين 20 مارس 2017 09:03 ص

«عام على اعتقال محمد الحضيف»، بهذا  الوسم، أحيا مغردون سعوديون، مرور عام، على توقيف الأكاديمي والإعلامي السعودي «محمد الحضيف»، على خلفية انتقاده للإمارات وولي عهدها الشيخ «محمد بن زايد».

وعلى الرغم من مرور عام على اعتقال «الحضيف»، إلا أنه حتى الآن لم توجه له تهمة ولم يحال إلى المحاكمة.

المغردون عبر الوسم، استنكروا استمرار اعتقال «الحضيف»، مشيرين إلى أن مكان الشرفاء خارج السجون، وليس داخلها.

الوسم الذي لاقى تفاعلا كبيرا بين المغردين السعوديين، تضمن سيرة ذاتية للأكاديمي السعودي، وملابسات اعتقاله، وانتقد عدم توجيه تهمة له حتى الآن أو تقديمه للمحاكمة.

حساب يحمل عنوان «معتقلي الرأي»، كتب مغردا «أمضى الحضيف 365 يوماً بدون محاكمة، وبدون أن يعرض على القضاء، وبدون أن تفصح السلطات السعودية عن مكانه».

وأضاف: «كل من عرف الحضيف، لمس فيه غيرته على الدين والوطن، كان قلمه كالسيف ضد إيران وعصاباتها الحرية له ولكل معتقلي الرأي»، مشيرا إلى أنه بعد عام يجب أن يكون «التكريم لا التكبيل، والحرية لا السجن، والإشادة لا الإساءة، والاحتفاء به لا التشفي به».

فيما كتب حساب «نحو الحرية»: «عام على اعتقال محمد الحضيف وأعوام على آخرين، لكن رغم هذا الظلم إلا أن الطغاة ينشرون الحق بغبائهم، فلولا طغيانهم ماعرفنا الأحرار ولاقيمة الحرية».

وتابع: «مهما تجبّر الطغاة وأمعنوا في ظلم المصلحين إلا أن سنة الله ماضية بأن قافلة الطغيان لا تلبث أن تسقط في بئر ظلمها».

فيما نقل «سلطان»، كلمات سابقة لـ«هديل» نجلة «الحضيف»، التي توفيت في 2008، وقال إنها تناسب وضع أبيها حاليا، قالت فيها: «سيدي الغياب.. مضى زمن طويل وأنت تبالغ باختيار صحبتك إلى البعيد، وتضاعف عددهم في المنافي، وزمن أطول وأنت لا تسمح لهم بأن يعودوا إلينا.. ونحن يا سيدي خائفون من أن يمضي العمر بنا بين محطات الانتظار، لا يائسين فنمضي.. ولا تأتي الرسل ببشائر تشد من أزر آمالنا»

فيما غرد «متفائل» بالقول: «أخالفه كثير في آرائه، لكن لن ولم أكن مؤيدا لاعتقاله هو أو غيره».

وكتب «سعيد القحطاني»: «لأنها أشياء لا تشترى يا أبا المنذر!».

وأضافت «أماني»: «الحرية لكل المعتقلين».

وأشار «عبد الله الفارس»، بالقول: «في الحقيقة.. نحن المعتقلون وهم الأحرار».

وتابعت «ساتيا» مستنكرة: «يعتقلونه تعسفيًا لمدة لا يُعلم منتهاها بلا محاكمات، ولا يسمح بتوكيل محامٍ مستقل، ويلفقون التهم، وقضاء غير مستقل.. ما هذا؟».

كما لفت «محمد العطيش»، إلى أن «حاله حال بقية سجناء الرأي الذين سجنوا لمجرد إبداء الرأي وكلمة الحق.. نسأل الله لهم الفرج العاجل».

وتساءلت «ناسا»: «المصيبة أنه اعتقل لعيون الإمارات.. هذا القهر والغبن... أهكذا يكون جزاء من فضحهم؟.. أهكذا يكون جزاء من قلبه ع وطنه؟».

اعتقاله

يشار إلى أنه لم يشفع دعم الأكاديمي السعودي «الحضيف»، لسياسات الملك «سلمان»، ودفاعه عن توجهات المملكة داخليا وخارجيا، من التوقيف والاعتقال، بعد أن وجه سهام النقد إلى سياسات الإمارات وولي عهد أبو ظبي الشيخ «محمد بن زايد». (طالع المزيد)

«الحضيف»، تم توقيفه في 18 مارس/ آذار 2016، في مطار الرياض، عقب عودته من زيارة لتركيا.

وأرجعت مصادر أمنية سبب توقيفه لانتقاده الحاد لسياسات دولة الإمارات، وقالت آنذاك إن عملية توقيف «الحضيف» جاءت بعد سيل من التصريحات المسيئة التي قام بتوجيهها إلى دول خليجية وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة.

ونوهت المصادر حينها، أن «الحضيف» لم يخف انتمائه الواضح لجماعة «الإخوان المسلمين»، بالإضافة إلى شنه حملات إعلامية ممنهجة ومنظمة للهجوم على دولة الإمارات العربية المتحدة وسياساتها وحكامها.

وكانت آخر تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تناولت سفر وزير العدل المصري المقال «أحمد الزند» لدولة الإمارات، حيث غرد قائلا: «إلى أكبر مكب نفايات بشرية في العالم».

واعتبرت السعودية أن ما قام به «الحضيف»، وخصوصا تغريدته الأخيرة تأتي في إطار التحريض الواضح والممنهج على دولة شقيقة وحليفة للمملكة.

وكان «الحضيف» قد كتب على حاسبه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في 13 مارس/ آذار الماضي، قائلا: «عجزت كل حملات العلاقات العامة، أن تجعل من ظالم، إنسانا سويا، يشترك مع البشر بصفات الآدمية، حتى لو ابتسم في وجه شيخ، أو حمل طفلا.. أو فتح زجاجة ماء.!!».

وأضاف «الحضيف»: «تعرية ظلم.. أزكى ممن تلبّس بلبوس تقوى!.. حين تنزع عن ظالم عباءة زيف.. وتهزّها، تنكشف سوءته، وتتساقط من العباءة أشلاء ضحايا، فيشكرك الله والعباد».

وفي حين لم يحدد «الحضيف» هذه الشخصية قال بعض المغردين إنه يقصد ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، الذي كان قد قطع حديثه مع العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، ليقوم بفتح زجاجة مياه للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» الذي هم بأخذ قارورة المياه من الطاولة أمامه، أثناء اختتام مناورات «رعد الشمال»، والعرض العسكري الذي أقيم في مارس/آذر 2016، في حفر الباطن بالسعودية.

من هو «الحضيف»؟

«محمد الحضيف»، ليس كاتبا فحسب، بل خبيرا إعلاميا، ومديرا ناجحا، وقصاصا تستمتع بقراءة قصصه ورواياته، ومحاضرا في عدة مجالات مختلفة.

يبلع من العمر 54 عاما، كانت شاهدة على تميزه منذ نعومه أظفاره، فقد حصل على المركز الأول على مستوى المملكة في الثانوية العامة، ليلتحق بكلية الإعلام ويحصل على بكالوريوس الإعلام، تخصص صحافة، مع مرتبة الشرف، في جامعة الملك سعود.

واصل دراساته بالحصول على ماجستير في نظريات الإعلام، من جامعة كانساس، في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم الدكــــتوراة في الصحافة والعلاقات العامة، من جامعة ويلز، في بريطانيا.

له خبرة كبيرة، أهلته ليكون محاضرا لمئات المحاضرات، ومشاركا في العديد من الندوات وورش العمل، في مجالات مهارات الاتصال الفعال، وصناعة الصورة الذهنية، ووسائل الإعلام والتأثير، ودور الإعلام في التنمية.

كما خدم «الحضيف» بلاده، بعلمه عدة مؤسسات، كوزارة الدفاع، ووزارة العمل، وجامعة الملك سعود، وغيرها من المؤسسات التي ألقى فيها المحاضرات وحضر بها الندوات.

عمل في صحف داخل المملكة وخارجها، وتقلد المناصب الإدارية بدء من محرر حتى عضوا بهيئة التحرير، كما أعد وقدم عددا من البرامج في قناتي «المجد»، و«دليل» الفضائيتين، وشارك في عدد من البرامج الحوارية في قنوات «الرسالة»، و«العربية»، و«السعودية الأولى»، و«السعودية الثانية».

كما أن «الحضيف»، كاتب مقال له مشاركات في العديد من الصحف المحلية والخليجية، وفي بعض مواقع الانترنت، فضلا عن كونه كاتب قصص قصيرة، صدرت له ثلاث مجموعات قصصية، ورواية، وقصة طويلة، كما صدرت له كتب في تخصصه الإعلامي.

كان له دورا إداريا في شركات سعودية، فقد عمل مديراً للتسويق والعلاقات العامة في شركة «KPMG»، ومديرا تنفيذيا لشركة «البراء للخدمات الإعلامية»، ومستشار في مكتب «القاسم» للمحاسبة والاستشارات والدراسات، كما أنه يشغل منصب مدير إدارة الجودة والتطوير في قناة «المجد» الفضائية منذ 2003 حتى اعتقاله.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحضيف اعتقال محمد الحضيف انتقاد الإمارات السعودية