3 فتيات سعوديات يفتتحن مشروع عربة متنقلة لبيع الطعام على كورنيش سيهات

الثلاثاء 21 مارس 2017 05:03 ص

شهد كورنيش مدينة سيهات، بمحافظة القطيف السعودية، مشروع لبيع الطعام بسيارة متنقلة، تديره ثلاث فتيات، بعد حصولهن على ترخيص رسمي.

وقد تلقّى المشروع ترحيب واسع من كل الفئات الاجتماعية، سواء كان ذلك على أرض الواقع، أو حتى افتراضيًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وبحسب الصحف والمواقع السعودية، فإن غالبية المتفاعلين رحبوا بالفكرة، وحتى على الصعيد الرسمي؛ حصلت الفتيات على ترخيص من أمانة المنطقة الشرقية، التي قننت هذه النوعية من المشاريع، ومنحت تراخيص لشبان وفتيات، على غرار أمانات أخرى، خصوصًا في الرياض وجدة.

تجدر الإشارة إلى أن ما سُمح به عام 2017، كان غريبًا وغير مقبول عام 2004، حينما افتُتح مطعم وجبات سريعة باسم «رنووش» في مجمع «واحة سيهات» بحي النمر الجنوبي، وهو المكان الذي يبعد أمتارًا عن الموقع الذي تتوقف فيه عربة الفتيات الثلاث، حيث وُظفت فيه فتاتين تتلقيان الطلبات عبر الهاتف.

ولكن المشروع لم يدم أكثر من ساعات، حيث أُغلِق «رنووش» بعد أربع ساعات من تسلم الفتاتين عملهما، واقتيد صاحب المطعم إلى التوقيف، وأثار الحادث حينها جدلًا واسعًا. واستنكرت ردود الفعل حينئذ عمل الفتاتين، معتبرة أن ذلك «لا يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع». ولم يستسلم صاحب المطعم، وحصل على رد رسمي حينها من أمانة الشرقية يفيد بأنه «يمكنه توظيف فتيات إذا ما افتتح قسم عائلات في المطعم».

أمانة الشرقية بررت سبب إغلاق المطعم حينها إلى «عدم حصول الفتاتين على الشهادة الصحية اللازمة لكل من يود العمل في أي مطعم». إلا أن إجراءات الحصول على الشهادة المطلوبة طالت، ما أدى إلى عزوف الفتاتين عن العمل في المطعم، لتفشل فكرة المشروع تمامًا.

غلق المشروع وفشله أثار حفيظة النشطاء والمدونين عبر المنتديات الإلكترونية التي كانت رائجة في ذلك الوقت، حيث علق مدون على الموضوع حينها قائلًا: «الكل يعرف إن هذا الشيء ممنوع ومحرم في عاداتنا وتقاليدنا». وقال آخر: «أنا أعجز عن التعليق على هذا الموضوع، لأنه خارج عن العادات، فمهما كانت الظروف لا بد أخذ الحذر من عمل شيء خارج عن المعقول».

إلا أن ردود الفعل على عمل الفتيات في عربات الأغذية المتنقلة أصبحت الآن مختلفة وذهبت في الاتجاه المعاكس. ففي وسم «العربة من حقنا» في «تويتر»، الذي ظهر أواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي، طالب مغردون بإتاحة الفرصة للمرأة للعمل في عربات الطعام المتنقلة.

دون مغرد: «طبعاً من حقهن (عمل الفتيات في العربات)، ومنعهن من ذلك هو تعسير للرزق على المرأة وتيسيره للرجل». فيما سأل آخر: «يعني تبيع في الشارع تحت الشمس ليس اختلاطاً، وتبيع في سيارة مكيفة اختلاط وممنوع؟ ما هذه النظرة الغريبة للأمور؟».

تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الشبان والفتيات السعوديين قد قاموا بتجربة البيع في مطاعم متنقلة في مناطق عدة بالمملكة، خلال السنوات الثلاثة الماضية. فهذه المشاريع الصغيرة مربحة ولا تحتاج في مرحلة تأسيسها إلى أموال كبيرة، وهو ما يجعلها مناسبة لمن لا يملك رأسمال، إذ باستطاعته الاقتراض، أو تقسيط مبلغ شراء العربة المتنقلة، إضافة إلى بعض الأدوات اللازمة للطهي، إلا أن تقنين «العربات المتنقلة» رسميًا لم يتم إلا قبل أشهر.

وفي فبراير/شباط الماضي، أكد ممثلون عن أمانة المنطقة الشرقية وبنك التنمية الاجتماعية، أن تراخيص عربات الأطعمة المتنقلة تمنح للمرأة والرجل على السواء بغض النظر عن الجنس، نافين شرط امتلاك مطعم لمنح الترخيص، وأبانوا أن المقصود هو موقع أو محل ثابت للتجهيز.

يأتي ذلك فيما حصل 11 شخص على تراخيص عربات أطعمة متنقلة دون امتلاك مطاعم، لافتين إلى أن شرط التفرُّغ يطبق متى ما صدرت الموافقة النهائية، وليس قبل ذلك.

من ناحية أخرى، قدّرت مؤسسة «جسر الريادة»، وهي إحدى المؤسسات السعودية التي تستورد قاطرات المطاعم المتنقلة من الصين، حجم الطلب عليها بحوالى 200 مقطورة في العام الواحد، تشمل سعوديين، وخليجيين، وعرب، فيما بلغت نسبة السعوديين منهم 70%.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة السعودية

  كلمات مفتاحية

عمل امرأة سيدات مطعم بيع مطعم متنقل سيارة تفاعل ترخيص هيئة السعودية