رئيس أركان الجيش المصري: طلبنا من «حفتر» الاعتذار عن نبش القبور

الأربعاء 22 مارس 2017 12:03 م

قال رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق «محمود حجازي»، إن الجيش المصري، طلب من الجنرال المتقاعد «خليفة حفتر»، الاعتذار والتبرؤ من عمليات نبش القبور في «بنغازي».

وأضاف «حجازي»، في تصريحات تليفزيونية لفضائية مصرية خاصة، أمس الأول، «أخبرنا حفتر بأن عدم التبرؤ من الفاعلين سيجعله في موقف ضعف وسيسيء لصورة الجيش داخليا، وسيقلل من وزنه في الحوار الليبي، كما سيظهر أن الجيش مشابه للتنظيمات الإرهابية التي يسوق بأنه يحاربها». وتابع: «المجتمع الدولي يتابع ما يحدث باستياء، وعدم التبرؤ من تلك الأفعال سيضيع من فرصة حصول الجيش الليبي على أي مكاسب في المستقبل».

وسُربت صور ومقاطع فيديو منذ أيام قليلة تظهر قوات تابعة للمشير «خليفة حفتر» في منطقة قنفودة غرب «بنغازي»، تنبش في قبور المنطقة بعد السيطرة عليها، وتمثل بالجثث المدفونة فيها.

وتشهد مدينة «بنغازي» معارك مسلحة منذ أكثر من عامين بين قوات جيش مجلس النواب (طبرق) بقيادة «خليفة حفتر» من جهة، وبين تنظيم «أنصار الشريعة» و«مجلس شورى الثوار» فيما أفضت تلك المعارك إلي سيطرة الأولى على معظم المدينة باستثناء حيي الصابري وسوق الحوت (وسط المدينة)، بعد أن أعلنت سيطرتها قبل يومين على منطقة العمارات 12 أخر معاقل التنظيم غرب المدينة.

وكشف «حجازي» أن «دولا غربية كثيرة، منها بريطانيا، تواصلت مع مصر فور تسريب الصور ومقاطع الفيديو إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وأبدى مسؤولو هذه الدول غضبهم الشديد من تفاخر قيادة الجيش الليبي وقنواته الفضائية بما حصل من تنكيل وحرق وتعد على النساء»، مؤكدا أن «حفتر بدأ أخيرا بالتجاوب وفهم عواقب تلك الأمور».

وفي الوقت الذي تداولت أوساط عدة تصريحات «حجازي»، لم يصدر عن المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، أي بيان بشأن موقف مصر تجاه التطورات الليبية الاخيرة.

ونفت مصادر لـ«الخليج الجديد»، ظهور «حجازي» في مداخلة تليفزيونية، دون أن تهتم بنشر مضمونها الصحف المصرية الرسمية، وأبدت المصادر استغرابها من توجيه انتقادات مصرية على مستوى رئيس الأركان لحليف القاهرة الرئيسي في ليبيا. 

وقال الخبير العسكري المصري، اللواء «مختار قنديل»، إن «نبش القبور والتمثيل بالجثث يسيء لصورة قوات الجيش التي يقوده حفتر ولا بد من اعتذاره وإعلان تبرؤه منها»، وفق تصريحاته لـ«القدس العربي».

وأشار إلى أن «تلك المشاهد تعد أساليب تنظيم الدولة نفسها، لذلك فإن حديث رئيس الأركان المصري في هذا الصدد منطقي تمام».

وتابع: «إذا حبذ حفتر الظهور في صورة وطنية مشرفة عليه ألا يتبع هذه الأساليب، التي تسيء كذلك لمصر، إذا تحدثنا عن دعم الجيش المصري لقوات حفتر».

وعن حديث رئيس الأركان المصري بتلقيه اتصالات من الخارج رافضة لأساليب «حفتر»، أوضح الخبير العسكري، أن «هذه الدول الكبرى تعتقد أن مصر تدعم حفتر وقواته، ويعتبرون مصر المسؤولة الأولى عن ذلك، وهو ما يتطلب زيادة التنسيق والتفاهم مع قوات حفتر من أجل تجنب هذه الصورة السلبية».

واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، «حسن نافعة»، تصريحات رئيس الأركان المصري «محمودة» ومتأخرة في الوقت نفسها، مشيراً إلى أن ما قامت به قوات حفتر أمر شنيع يستوجب الاستنكار والتبرؤ منه رسميا من قبل القيادة المصرية.

وقال «نافعة»: «مصر أرادت أن تعلن حياديتها تجاه القوى السياسية في ليبيا، وتبرأها واستنكارها لما فعلته قوات حفتر من نبش للقبور والتمثيل بالجثث، مشددا على أن «هناك قدرا من التوتر بين القيادة المصرية وقوات حفتر، قد يتصاعد إذا لم يستجب الأخير لطلب مصر بالاعتذار عن أفعاله».

ولا تزال ليبيا تعيش مرحلة من الانقسام السياسي والتوتر العسكري، تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا ومدينتي طبرق والبيضاء شرقا.

ورغم توقيع اتفاق الصخيرات برعاية أممية وانبثاق حكومة وحدة وطنية عنه باشرت مهامها من طرابلس أواخر مارس/آذار الماضي، فإن هذه الحكومة لا تزال تواجه رفضا من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان في شرق البلاد.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

خليفة حفتر بنغازي نبش القبور مصر محمود حجازي الجيش المصري