من المعروف أن فترة المراهقة لدى الشباب والفتيات، هي من أكثر الفترات المُجهدة، المُبهجة، الموتّرة، والغريبة في الحياة. فالجسد ينمو والعقل ينضُج وكل شيء في المُراهِق يكون مرتبكًا ومتأهبًا. كما أن الهرمونات تكون في أقصى نسبتها في الجسم.
كل تلك التغيُّرات، تجعل الشخص المراهق يخوض عملية جديدة كليًّا من التواصل مع نفسه، وأهله المحيطين به، وأفكاره. لذا لا عجب أن الكثير من المراهقين يتعاملون مع اضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب وغيرها.
الأمر المختلف أنه الجديد في مرحلة المراهقة للجيل الجديد، هناك عوامل أخرى لم تكن تواجه مراهقي الأجيال السابقة، على رأسها ثورة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، التي باتت اليوم من أساسيات الروتين اليومي لدى الغالبية العظمى من الناس.
وحول ذلك، أجرى الأطباء النفسيون في جامعة «جونز هوبكنز بلومبرج»، في كلية الصحة العامة، دراسة لمعرفة ما إذا كان الاكتئاب بين المراهقين قد زاد على مدى العقد الماضي. وما إن كان لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة دور في ذلك.
في ذات السياق، هناك دراسة من الدراسات الجامعية التي أُجريت مؤخرًا على عدد 1096 فتاة تتراوح أعمارهن بين 12- 16 عام، أقرّت 40% منهن بعدم الرضاء عن النفس مع خوف نصف العينة تقريبا من اكتساب الوزن نظرا للجلوس عده ساعات بلا حركة. وقد أظهرت الدراسة بعض البيانات منها أن الفتيات بسن المراهقة المغرمات بمواقع التواصل الاجتماعى أكثر عرضه لكراهيه أجسادهن والإستسلام لهذه المشاعر.
وبحسب «ديلي ميل» البريطانية، أظهرت إحصاءات أخيرة أن نحو 90% من المراهقين لهم وجود على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن أولئك الذين يتصفحون تلك المواقع لفترات طويلة ليلا هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالضيق والاكتئاب الذي قد يصاحبهم إلى مرحلة البلوغ أيضًا.