بسبب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي .. المراهقات هن الأكثر عرضة لأمراض الاكتئاب

الجمعة 24 مارس 2017 06:03 ص

من المعروف أن فترة المراهقة لدى الشباب والفتيات، هي من أكثر الفترات المُجهدة، المُبهجة، الموتّرة، والغريبة في الحياة. فالجسد ينمو والعقل ينضُج وكل شيء في المُراهِق يكون مرتبكًا ومتأهبًا. كما أن الهرمونات تكون في أقصى نسبتها في الجسم.

كل تلك التغيُّرات، تجعل الشخص المراهق يخوض عملية جديدة كليًّا من التواصل مع نفسه، وأهله المحيطين به، وأفكاره. لذا لا عجب أن الكثير من المراهقين يتعاملون مع اضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب وغيرها.

الأمر المختلف أنه الجديد في مرحلة المراهقة للجيل الجديد، هناك عوامل أخرى لم تكن تواجه مراهقي الأجيال السابقة، على رأسها ثورة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، التي باتت اليوم من أساسيات الروتين اليومي لدى الغالبية العظمى من الناس.

وحول ذلك، أجرى الأطباء النفسيون في جامعة «جونز هوبكنز بلومبرج»، في كلية الصحة العامة، دراسة لمعرفة ما إذا كان الاكتئاب بين المراهقين قد زاد على مدى العقد الماضي. وما إن كان لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة دور في ذلك.

الباحثون استخدموا بيانات فيدرالية من مقابلات أجريت مع أكثر من 172،000 مراهق بين عامي 2005 و 2014. ووجدوا أن الاكتئاب بين المراهقين ارتفع بشكل ملحوظ على مدى تلك السنوات - بما يقدر بنحو نصف مليون مراهق إضافي، عن النسبة في العقود السابقة.
 
إلا أن المُقلق أكثر من ذلك، أن 3/4 تلك النسبة جاءت بين المراهقات الفتيات. فبالفعل المراهقة شيء صعب ومُرهق، لكن مراهقة الفتيات، هي بالفعل الأصعب على الإطلاق. ويعتقد الأطباء النفسيون في «جونز هوبكنز» أن وسائل الإعلام الاجتماعية هي على الأقل مسؤولة جزئيا عن هذا الارتفاع في الاكتئاب، وهو سبب كبير أن الاكتئاب يؤثر على الفتيات أكثر من الشباب. حيث وجد الأطباء النفسيون أكبر زيادة في الاكتئاب كانت عام 2011 عندما اكتسبت مواقع التواصل الاجتماعي مثل انستقرام (التي يتردد عليها المراهقون بشكل كبير) شعبية ضخمة، حيث غالبا ما يكون هناك مبالغة في المظهر الخارجي، وهو ما قد يُخفض قيمة الذات وفقًا لعدد «الإعجابات» التي تحصل على صورتك، في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة ظاهرة التسلط والاعتداء الإفتراضي عبر الإنترنت.
 
تقول «رامين مجتباي»، وهي واحدة من مؤلفي دراسة طب الأطفال، أن الفتيات هن «الأكثر عرضة لاستخدام وسائل الاتصال الجديدة، لذا قد يتعرضن لمزيد من التسلط أو الآثار السلبية الأخرى لهذه الوسائل الاجتماعية». مؤكدة أن أفراد الأسرة ومسؤولي المدارس وأي شخص يحتك بالمراهقين يجب أن يكونوا واعين بأعراض الاكتئاب، والتي تشمل تغيرات في روتين النوم والشهية والطاقة والقدرة على التركيز. مضيفًة أن المشورة أو العلاج هو خيار ممتاز للمراهقين الذين يعانون من الاكتئاب، وأنه حتى جلسة واحدة يمكن أن تساعد على إعادتهم إلى المسار الصحيح.

في ذات السياق، هناك دراسة من الدراسات الجامعية التي أُجريت مؤخرًا على عدد 1096 فتاة تتراوح أعمارهن بين 12- 16 عام، أقرّت 40% منهن بعدم الرضاء عن النفس مع خوف نصف العينة تقريبا من اكتساب الوزن نظرا للجلوس عده ساعات بلا حركة. وقد أظهرت الدراسة بعض البيانات منها أن الفتيات بسن المراهقة المغرمات بمواقع التواصل الاجتماعى أكثر عرضه لكراهيه أجسادهن والإستسلام لهذه المشاعر.

وبحسب «ديلي ميل» البريطانية، أظهرت إحصاءات أخيرة أن نحو 90% من المراهقين لهم وجود على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن أولئك الذين يتصفحون تلك المواقع لفترات طويلة ليلا هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالضيق والاكتئاب الذي قد يصاحبهم إلى مرحلة البلوغ أيضًا.

 

  كلمات مفتاحية

اكتئاب مراهقة مراهقين شباب فتيات دراسة بحث مواقع التواصل الاجتماعي

دراسة: النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب ونوبات الذعر من الرجال