وسط التغيرات الهرمونية والجسدية والعاطفية التي تحدث خلال فترة الحمل، ربما تعاملت بالفعل مع شعور الغثيان الصباحي، والآلام البسيطة والمغص، ومشاكل الجهاز الهضمي.
هذه العلامات والمشاكل رغم كونها طبيعية جدًا للمرأة الحامل، ولكنك لا تكونين متأكدة أبدًا إذا ما كانت الأعراض التي تعانين منها طبيعية أم تستدعي مكالمة هاتفية لإستشارة الطبيب، وهو ما تتردين في إجراءه خوفًا من أن اتهامك بالمُبالغة.
وفي الواقع، قالت 23% من النساء إنهن يتجنبن طرح الأسئلة على الطبيب الذي يتابع معهن تطورات الحمل، خوفًا من أن يكنّ مصدر إزعاج.
إلا أنه من الأضمن والأكثر أمنا أن تتم الإستشارة لدى ملاحظة أي تغيُّرات مصاحبة للحمل، حتى يتم توفير الوقت الكافي للتصرف حيال المشكلة إذا ما ثبُت أنها مقلقة بالفعل، ولكي تحصلين على راحة البال أيضًا.
إليكِ تلك النقاط التي ينبغي لكِ استشارة الطبيب فور ملاحظتها:
- النزيف: من الشائع جدا بالنسبة للمرأة الحامل، أن تعاني من النزيف أثناء بعض فترات الحمل أو حتى معظم الوقت، وهو أمر لا يدعو للقلق
وتقول «تراسي دونيغان»، القابلة من سان فرانسيسكو ومؤسسة «جنتل بيرث»: «إن النزيف أثناء الحمل عادة ما يكون نتيجة لتغيرات الهرمونات وزيادة الأوعية الدموية لعنق الرحم».
وقد تلاحظ المرأة في بداية حملها بعض نقاط الدم التي قد تختفي بمرور الوقت، أو قد تستمر معها حتى الولادة. كما أن العلاقة الحمية تمثل أحد العوامل لظهور تلك المشكلة، إلا أنها طبيعية ولا تستدعي القلق. ولكن مراجعة الطبيب ومتابعة الحالة قد تؤدي إلى اكتشاف أن سبب النزيف هو مشكلة أكبر، قد تتمثل في إجهاض، أو حالة «مشيمة البريفيا»، والتي تصيب 2% أو 3% من السيدات الحوامل، وتعيق طرق الولادة الطبيعية.
- الألم: العديد من النساء ستعانين من آلام الظهر، وآلام الرباط المستدير، وتشنجات الساق خلال فترة الحمل. إلا أن الألم في منتصف ظهرك، يمكن أن يكون علامة على عدوى الكلى حتى لو لم تعانين من الألم عند التبول أو رغبة أقوى من المعتاد للذهاب. وإذا كان لديك ألم شديد أو متقطع أو دائم، أو ضغط في الحوض أو تشنجات في البطن، وخاصة في وقت متأخر من الحمل، يمكن أن يكون ذلك علامة على مخاض مبكر.
- التورُّم: إذا لاحظتِ تورم في يديك أو قدميك أو وجهك، يمكن أن يكون ذلك علامة على تسمم الحمل، وهي حالة طبية تؤثر على ما بين 5% و 8% من حالات الحمل. حيث يتم تشخيص تسمم الحمل بعد 20 أسبوعا من الحمل ويمكن أن يظهر فجأة، حتى لو لم يكن لديك أي مشاكل أخرى حتى تلك المرحلة.
- إذا شعرتي أن طفلك غير نشط: قد يكون ذلك بسبب انه ناعس أو أنكِ تعانين من الجفاف. ولكن يمكن أن يكون ذلك أيضا علامة على أن الحبل السري يتعرض للخطر، وهو الأمر الذي يجب عليكِ مراجعة الطبيب حياله فورًا لكي لا تتعرض حياة طفلك للخطر.
- الحكّة: من الطبيعي أن تشعري الحكة أثناء حملك، بسبب تمدد جلدك ليتسع أن يضم طفلك بداخله. ولكن إذا واجهتي حكّة مفرطة في الساق أو اليدين، يمكن أن يكون ذلك علامة على وجود مضاعفات نادرة وخطيرة تسمى ركود صفراوي، وهي حالة تسبب تراكم الأحماض الصفراوية في الكبد. ذلك الركود الصفراوي يمكن أن يزيد من خطر المخاض المبكر أو حتى وفاة الجنين، لذا من المهم جدًا أن تستشيري الطبيب على الفور.
- مشاكل في الرؤية: إذا كان لديك رؤية ضبابية، أو فقدان الرؤية المحيطة، أو رؤية نقاط سوداء، ستكون فكرة جيدة لفحصها لأن تلك الأعراض يمكن أن تكون علامة على تسمم الحمل.
- الصداع: بين نقص النوم، وانخفاض نسبة الكافيين، والتغيرات في النظام الغذائي الخاص بك والإجهاد، كلها أسباب تجعل كثير من النساء يشتكين من الصداع أثناء الحمل. ولكن إذا استمر صداعك، ينبغي مراجعة الطبيب لأنه قد يكون أيضا علامة على تسمم الحمل.
- تغيرات في البول: إذا لاحظت أن البول غائم أو لديه رائحة غريبة، فإنه ببساطة يمكن أن يعني أنك تعانين من جفاف. ومع ذلك، إذا استمرت لفترات طويلة قد تعني أنه لديك التهاب المسالك البولية، والتي قد تؤدي لمخاطر المخاض المبكر قبل أوانه إذا تُركت دون علاج.
- حركة طفلك: لا توجد قاعدة محددة وواضحة حول عدد أو سرعة ركلات طفلك التي يجب أن تشعري بها، ولكن إذا لاحظتِ تغييرا في النمط الطبيعي لحركات طفلك بعد 28 أسبوع، قومي بمراجعة طبيبك فورًا.
- تشنجات الساق: إذا كان لديك تشنجات في ساقيك، فإن المشي والتمدد يمكن أن يساعد. وقد يوصي الطبيب أيضا بالمزيد من البوتاسيوم في نظامك الغذائي، أو حتى مكملات الكالسيوم. ومع ذلك، إذا كان لديك ألم في عضلات الساق أو خلف ركبتك، أو تورم واحمرار، يمكن أن يكون لديك جلطة دموية.
وفي النهاية، ينبغي لكِ أن تثقي في حدسك، وألا تقللي من أهمية الاستشارة والمتابعة بشكل دوري ومنتظم مع طبيبك أثناء فترة الحمل، فأن تكوني مُلحة وكثيرة الأسئلة خير من الندم.
