«تغيير ديموغرافي» يسمح لإيران و«حزب الله» ببسط نفوذهما على الحدود السورية اللبنانية

الأربعاء 29 مارس 2017 04:03 ص

توصلت حكومة طهران أخيراً عبر مفاوضات سرية من الوصول إلى جزء من مخططها في تفريغ المنطقة، على غرار مدينة درايا، بيد أن الفارق هنا تفريغ مع استبدال فوري لسكان الزبداني ومضايا، من أبناء الطائفة السنية، بإحلال أهالي قرية الفوعة من الطائفة الشيعية مكانهم برعاية إيرانية، بعد أن غيّب حزب الله اللبناني ومن خلفه حكومة طهران، النظام السوري وقواته عن إدارة الأرض في الزبداني ومضايا غرب العاصمة دمشق، وعطل المفاوضات لكونه الخاسر الأكبر فيها، ثم فشل بالسيطرة على المدينتين بالرغم من الترسانة العسكرية التي تدعمه بها إيران، وتمده بكل الأسلحة المتطورة، للحيلولة دون تمكين القوى الثورية من إثبات تواجدها على الأرض، ومحاولة تحجيمها واخراجها من أرضها،

تغير ديموغرافي لإخماد الثورة

العمل الإيراني هو جزء من مخطط فارسي يهدف إلى غايات عدة أولها ضمان إخماد الثورة واندثارها، من خلال ترحيل الثوار، واحداث تغيير ديموغرافي منشود من حيث إحلال سكان شيعة موالين لنظام الأسد وتابعين لنظام الملالي في طهران ضمن هذه المناطق التي فرغت، لكي تكون النتيجة النهائية فرض طوق شيعي موالٍ حول العاصمة وابعاد السكان السنة المناوئين.

وأكد القائد العام لـ»حركة أحرار الشام» الإسلامية في مدينة الزبداني «محمد زيتون» المعروف بالقائد «أبو عدنان زبداني»، عبر حسابه الخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه تم الاتفاق على «التبادل بين الزبداني ومضايا من جهة وبلدة الفوعة من جهة ثانية»، على أن يكون تنفيذ الاتفاق المبهم بكامل تفاصيله خلال عشرة أيام فقط، حتى تكون قد تغيرت معالم المنطـقة إلى أجـل غـير مسـمى.

الخسائر أكبر من المكاسب

وقال مصدر عسكري من ريف دمشق في تصريح لـ «القدس العربي» حول تبديل أهالي الزبداني ومضايا بأهالي الفوعة «من المنافي للمنطق أن يترك قائد فصيل كائناً من كان او أي ناشط سياسي، لكي يفاوض باسم مدينة مضايا والزبداني كمدينتين أرضاً وشعباً، علماً ان الاتفاق مجحف، ولكن له مبررات وضرورات، وهنا يجب على المفاوضين الاستعانة بفقهاء القانون أو خبراء المفاوضات لترك مكسب يكفل حق أهالي الزبداني ومضايا بالعودة».

ورأى أن «الخسائر أكبر من أي مكاسب يفكر فيها المفاوض من هيئة تحرير الشام»، مرجعاً السبب بأن «موقع الزبداني ومضايا أهم بآلاف المرات من موقع الفوعة، باعتبارهما من جيران العاصمة، وموقعهما بين العاصمة والبقاع يكسبهما أهمية كبرة بالنسبة لحزب الله، وهذا ما يجب على الثوار حرمان حزب الله منه».

تهدف إيران في رأي القيادي من المعارضة المسلحة، إلى «تكريس وجودها على المدى البعيد الأمد، في تشيع المنطقتين بين دمشق والبقاع، حتى يؤمن التواجد الإيراني إلى فترة طويلة، ويؤمّن الراحة لحزب الله وقوات النظام غرب دمشق».

وذهب المتحدث إلى أن «حكومة طهران قد فسحت المجال لهامش بسيط، تتمتع فيه إيران، وسمحت لها لتتحرك فيه، وتحافظ على مكاسبها، على الحدود السورية اللبنانية».

المعارضة ليست مخولة بالموافقة على التغيير الديموغرافي

وقال الحقوقي السوري «فارس الحسن» لـ «القدس العربي»، «نلاحظ من خلال متابعتنا لأعمال التهجير الحاصلة في عموم الريف الدمشقي من قبل النظام السوري والحلفاء الإقليميين والدوليين المساندين له، أن المعارضة السورية تعاني عسكرياً وسياسياً في ملف التهجير، ولم يكن بإمكانها حتى الساعة إفشال أي مشروع من تلك المشاريع، وفي أحسن الأحول تقتصر نجاحاتها على تسويف تطبيق التهجير لأسابيع معدودة».

وأضاف الحسن «التغيير الديموغرافي الذي يعد جريمة إنسانية تطال التركيبة السكانية على يد الأسد ومواليه من الدول، لا يشفع للمعارضة رضوخها لتلك المشاريع، وأن المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، ليست مخولة باتخاذ قرارات مصيرية كتلك المتخذة اليوم، وحاجتها لإنقاذ الإنسان السوري كفرد لا يشرع لها قبولاً بأن يكون البديل عن المهجر السوري عنصر لا ينتمي لسوريا وينفذ أجندات دولية كعناصر حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني».

وعلل المصدر الحقوقي أسباب ذلك وأرجعها إلى «إن الثورة في سوريا بفقدانها الرأس السياسي والعسكري والإداري، أضعف سلطتها على البلاد، وحجم القضية العامة، حيث بات اليوم كل فصيل هو رأس للمدينة التي يسيطر عليها، وهذا ما سرع عجلة التهجير والرضوخ لجرائم النظام السوري»، حسب تعبيره.

المصدر | الخليج الجديد+ القدس العربي

  كلمات مفتاحية

مضايا الفوعة سوريا تغيير ديموغرافي الحدود السورية اللبنانية