استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن استهداف الكنيستين بمصر وهجمات أخرى

الجمعة 14 أبريل 2017 02:04 ص

يفضل البعض ممن لديهم مشكلة مع الإسلام ذاته، وأقله من التدين، أو حتى ما يعرف بالإسلام السياسي.. يفضل أن يستثمر أي جريمة ترتكب هنا أو هناك للذهاب بعيدا في تجريم الحالة الإسلامية برمتها، متجاوزا الحقيقة الماثلة أمام الأعين ممثلة في أن هناك لونا من العنف لا صلة له بالظاهرة الإسلامية، بما فيها الجهادية نفسها.

وهو محصور في تنظيم بعينه له فقه خاص لم يأخذه من الكتب المدرسية ولا من حلقات الدرس في المساجد، وقد يكون بعضه (أعني الفقه المذكور) موجودا أصلا في بطون كتب كانت متوفرة على الدوام، ولم تنتج هذا اللون من العنف إلا حين توفرت ظروف موضوعية مناسبة.

قبل جريمة تفجير الكنيستين في مصر، كانت هناك جريمة دهس في استوكهولم، وقبلها عمليات مشابهة، مثل عملية لندن وسواها، وهي جميعا تدفع لإدراك أمر بالغ الأهمية.

وجّه تنظيم  داعش على لسان العدناني، ومن ثم خليفته نداءات كثيرة لأنصار "الخلافة" بأن يضربوا "الأعداء" بكل وسيلة ممكنة، ولو "بحجر"، كما في أحد الخطب، والسؤال هو كم شخصا من بين مليار مسلم بالغ استجاب لهذه الدعوة، وما من أحد منهم إلا ويرى غربيا في الشارع، أو بجواره كنيسة أو معبد أو .. أو.. إلخ؟!

هذا يعني بكل بساطة أن هذا اللون من الفقه الذي يرى أن الكفر وحده مبرر للقتال، فضلا عن الحكم بردة المسلم لاعتبارات سياسية قابلة للاجتهاد، لا يتعدى كونه فقه أقلية لا تذكر في أوساط الأمة، فلماذا يريد البعض أن يستخدم بعض ما يجري تبعا لذلك في تجريم الظاهرة الإسلامية برمتها؟!

هنا يتبدى الفعل السياسي الذي لا صلة له بحرب الإرهاب، والذي يريد أن يتهرب من الإقرار بوجود ظروف موضوعية ساعدت في نشوء هذا اللون من الأعمال، وتبعا لها بعض أشكال الفشل في المعالجات الأمنية والسياسية والاجتماعية.. يتهرب من ذلك كله ليذهب نحو الحديث عن حواضن الإرهاب، والدول الداعمة للإرهاب، لكأن دولة في العالم تتسامح معه بحال!!

نحن إزاء تنظيم فريد، وليس له مثيل عملي في الظاهرة الإسلامية "الحركية" منذ عُرفت مطلع القرن الماضي، فهو لا يهتم أبدا بالحاضنة الشعبية.

ما يساعد هذا التنظيم أحيانا هو أن هناك أشكالا من العنف لا تحتاج إلى حاضنة شعبية، إذ تكفي فيها المبادرة الفردية، في حين تنهض الأعمال الكبرى له في أماكن تتوفر فيها حاضنة مردها مظالم من العيار الثقيل مثلا كما في العراق وسوريا.

كل ذلك لا يعني عدم الحاجة إلى مواجهة هذه الرؤى وتوضيح ما تجره من ويلات على الإسلام والمسلمين، وهو ما يقوم به أهل العلم، والعاملون للإسلام بشكل عام، وإلا فمن يعرف عالما معتبرا من علماء الأمة لا يرفضه؟ وما مطالبة التنظيم لأنصاره باستهداف أعداد مهولة من العلماء سوى رد على ذلك.

يبقى القول إن استجابة قلة محدودة جدا لهذا اللون من الطرح والتفكير يعني أنه بلا أفق عملي، وهذه الموجة الأخيرة من العنف هي من دون شك نتاج جرائم خامنئي قبل أي شيء آخر، إذ جاءت ردا على دعمه لطائفية المالكي في العراق، ودموية بشار في سوريا، وجنون الحوثي في اليمن، وما تبقى تنفس هواء تلك المحاور، بخاصة بعد ظهور ما عرف بدولة الخلافة.

كي لا يظن البعض أنه يرد علينا حين يسأل، وماذا عن ليبيا ومصر وسواها، لأن الرد بسيط، ويعرفه كل من له معرفة بسيطة في الاجتماع السياسي، إذ تتنفس الظواهر السياسية هواء بعضها، وحين تصعد في مكان، تصعد في أماكن أخرى، والعكس صحيح.

ما جرى في مصر الأحد الفائت محزن، لأن قتل أناس في مكان عبادتهم عمل بشع، وهو جزء من حزن أكبر، وألم أعمق، يتمثل في دماء تجري كالأنهار في سوريا والعراق واليمن مردها أحلام تمدد مجنونة تستعيد ثارات التاريخ كأنها وقعت بالأمس.

* ياسر الزعاترة كاتب سياسي أردني/ فلسطيني

  كلمات مفتاحية

مصر داعش استهداف الكنائس الحاضنة الاجتماعية فقه أقلية الإرهاب الحركة الإسلامية

«السيسي»: انتحاري فجر نفسه بالكنيسة واعتقلنا 4 بينهم امرأة على صلة بالحادث