النظام السوري يخلي محيط «المسجد الأموي» التجاري ويتيحه للإيرانيين

الأربعاء 19 أبريل 2017 06:04 ص

سادت حالة من الغضب الشديد أصحاب المحلات والبسطات التجارية المُحيطة بالجامع الأُموي في مدينة دمشق، اليوم الأربعاء، لطلب حكومة النظام منهم الإخلاء تمهيدًا للإزالة في محيط الجامع ومصادرة بضائع المُخالفين تحت زعم الحفاظ على الطابع السياحي للمنطقة.

ونظرًا لجذب منطقة الجامع الأموي في دمشق القديمة الكثير من الزوار واستقطابهم فقد اندفع النازحون من المناطق المنكوبة السورية إلى افتتاح بسطات تجارية لكسب رزقهم إثر خسارتهم كل ما يمتلكون.

ومن بين المُتضررين من قرار حكومة النظام «أبوجهاد» النازح من الزبداني، وهو يصف القرار لـ«العربي الجديد» قائلًا إنه «خربان البيت»؛ مُضيفًا: «أنا رجل برقبتي 3 عائلات، زوجتي وأطفالي ووالدي وعائلة أختي التي اختفى زوجها، مستأجرين غرفتين في أحد بيوت دمشق القديمة، نعيش جميعاً على رزق هذه الألبسة التي أبيعها على الطاولة، منذ أن نزحنا وتهدّم منزلنا ومحلنا في الزبداني. فوق كل هذا أنا بلا عمل اليوم وأنتظر الفرج».

ويضيف «أبوجهاد»: «كل أسبوع كانوا يأتون ويهددوننا بالإخلاء حتى نجمع لهم الرشوة، بعد كل ما قبضوه من أصحاب البسطات والمحلات قرروا طردنا».

النية الحقيقية

ومن جانبه يرى المحامي «حسام حنّان» أن «العقارات الموجودة في المنطقة لطالما كانت موضوع جدل بين مالكيها ووزارة السياحة (في النظام) التي وضعت يدها عليها منذ سنوات، إلا أن الجدل استمر سنوات طويلة، ولم تُخلَ العقارات حتى في أوج ازدهار السياحة والأوضاع الاقتصادية في البلاد، وعمد بعض المالكين للوصول إلى حالة تسوية غير معلنة مع المحافظة للبقاء في محلاتهم. ومع بدء الحرب والنزوح تغيرت ملامح المكان أكثر، وغلبت عليه البسطات في الشوارع، والبرّاكات (غرفة حديدية) التي حصل أصحابها على أذون رسمية بافتتاحها ودفعوا كل ما يترتب عليهم لذلك، إضافة إلى السياحة الدينية، خاصة الشيعية منها، والتي وصلت إلى الجامع الأموي».

وتابع «حنّان» «لا يمكن الجزم بالنيّة الحقيقية وراء هذا الإخلاء، يمكن أن يكون مجرد ضغط على التجار الذين لا يدفعون من الرشاوى ما يكفي، خاصة أن أرباحهم لا يستهان بها في هذه المنطقة، ويمكن أن يكون بضغط من النفوذ الشيعي الذي يتمدد في العاصمة، أو حتى بهدف استثمار المكان من قبل المُقربين من النظام كما يحدث في أي منطقة تجتذب الزوار في سورية كاللاذقية وطرطوس وعدد من النقاط الحيوية في العاصمة والتي يستثمرها (رامي مخلوف) ابن خال رئيس (النظام) السوري».

وكانت حكومة النظام بادرت في القرار الذي نشرته في جرائد محلية، باتهام أصحاب المحال التجارية بالقيام بالتعدي على آثار الموجودة في المنطقة، وهو الأمر الذي أشعل المزيد من غضب الدمشقيين من حكومة النظام، قائلين إنها توفر جميع التسهيلات المؤدية إلى بسط الهيمنة الإيرانية على العديد من مناطق دمشق القديمة، والتي يصفها الدمشقيون بأنها باتت محتلة من الزوار الإيرانيين، ومنها منطقة الجامع الأموي المتاخم لمرقد السيدة زينب أحد المزارات المقدسة بالنسبة لأتباع الطائفة الشيعية.

كثافة الوجود الإيراني

ويُشدد «فادي الشريف»، وهو نازح سوري مُقيم في مدينة دمشق القديمة، على  كثافة الوجود الإيراني والعراقي في المنطقة، قائلاً: «رغم أزمة النزوح السوري في دمشق، إلا أن الأولوية في الإيجارات في هذه المنطقة باتت للإيرانيين، ما يرفع أيضاً أسعار الإيجارات على النازحين».

ويختتم «الشريف» كلماته بالقول: «نزحت عائلة أخي وأقامت معنا في البيت، نعيش في غرفة واحدة منذ ثمانية أشهر، ولم نستطع حتى اليوم الحصول على مكان نستأجره قربنا، فالإيرانيون يدفعون أكثر، الأسوأ أن عددًا منهم من عائلات المُقاتلين مع جيش النظام، وإقامتهم ليست مؤقتة كباقي الزائرين، ثم أن أحداً من أصحاب العقارات لا يجرؤ على رفضهم خوفاً من المضايقات التي يتسببون بها بسبب نفوذهم الكبير». 

المصدر | الخليج الجديد+العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

النظام السوري المسجد الأموي الإيرانيون