لا لقاءات مرتقبة بين «حفتر» و«السراج».. والجزائر: يجب التوصل إلى اتفاق سياسي

السبت 22 أبريل 2017 04:04 ص

نفت مصادر ليبية، وجود أي ترتبيات لعقد لقاء بين المشير «خليفة حفتر» القائد المنشق عن الجيش الليبي، و«فائز السراج» رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة أمميا.

في الوقت الذي قال وزير الدولة الجزائري «عبد القادر مساهل» عقب اجتماعه مع «السراج»، إنه «لا يوجد حل عسكري للأزمة الراهنة في ليبيا»، مؤكداً في المقابل ضرورة الحوار بين أطراف المشهد السياسي الليبي على أرضية الاتفاق السياسي، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط».

ورداً على تقارير غير رسمية، تحدثت عن وساطة إيطالية للجمع بين «حفتر» و«السراج» في الولايات المتحدة، أوضح مسؤول ليبي أنه «لا توجد حالياً أي خطط للمشير حفتر لزيارة الولايات المتحدة، وبالتالي فهذه التقارير التي تزعم إمكانية لقائه مع السراج هناك، هي مجرد تخمينات لا صحة لها على الإطلاق».

وتزامنت هذه المعلومات مع دعوة أطلقها أمس مسؤول في رابطة الشمال اليمينية المعارضة في إيطاليا لرئيس حكومتها «باولو جينتيلوني» لترتيب لقاء مع المشير «حفتر».

ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية عن عضو مجلس النواب برابطة الشمال «أليساندرو بأغانو»، في تغريدة على موقع «تويتر» أن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، سيلتقي بواشنطن كلاً من «السراج» و«حفتر»، لكنه تساءل: «لماذا لا يجتمع فوراً جينتيلوني بالمشير حفتر؟!».

وراجت معلومات عن اعتزام إدارة «ترامب» تقديم دعوة مشتركة لـ«حفتر» و«السراج» لزيارة واشنطن خلال شهر يونيو/ حزيران المقبل، لكن مصادر في البرلمان الليبي الداعم لـ«حفتر» ومسؤول مقرب من «حفتر» قالوا في المقابل إنها معلومات غير صحيحة.

وكان «حفتر» قد رفض عقد لقاء ثانٍ مع «السراج» بوساطة مصرية في القاهرة قبل بضعة أسابيع، علما بأنهما التقيا بمقر «حفتر» في شرق ليبيا، عقب تولي «السراج» منصبه، مطلع العام الماضي.

وعلى صعيد متصل، التقى أمس وزير الدولة الجزائري «عبد القادر مساهل» في العاصمة الليبية طرابلس مع «السراج»، حيث أوضح الأخير أنه مستمر في مد يد الوفاق لكل الأطراف لتسهم في بناء الوطن، مؤكداً أنه لا بديل عن التوافق وقبول كل طرف للآخر.

واعتبر أن الحوار يتطلب وقف وإنهاء عمليات التصعيد العسكري، خصوصاً في الجنوب الليبي، وأن «هذا يربك العملية السياسية ويعمق الخلافات التي نحاول تسويتها».

وأضاف «السراج» أن الخطاب العقلاني يجب أن يسود ليمهد الطريق أمام حوار ناجح، وأنه بالإمكان، إن صفت النيات، مُعالجة المعوقات التي تواجه الاتفاق السياسي الليبي، وفقاً للآليات التي يتضمنها هذا الاتفاق.

من جانبه، قال «أحمد معيتيق» نائب «السراج»، الذي التقى أيضاً المسؤول الجزائري، إنهما اتفقا على دعوة دول الجوار الجغرافي لليبيا لعقد جلسة في العاصمة طرابلس، تسهم بشكل مباشر الاستمرار في مسيرة الحوار من أجل توحيد الصف، والبدء في بناء مؤسسات الدولة.

وفي المقابل، أكد «مساهل» أن الوضع في الجنوب الليبي يقع ضمن أجندته لحل الأزمة الليبية، وقال إن «الجنوب جزء من ليبيا، وجزء من الحل»، مشيراً إلى أنه بعد زيارته لغرب وشرق البلاد ستكون له زيارة للجنوب من أجل وضع أهاليه في صورة حل الأزمة وفق حوار هادف، واسترشد في هذا السياق بتجربة الجزائر في حل أزمتها عن طريق الحوار، وتغليب مصلحة الوطن فوق المصالح الأخرى، مما جعلها تعيش اليوم حالة من الاستقرار الأمني والاجتماعي، مؤكداً التماسه الرغبة الصادقة في كل من التقاهم بالمناطق التي قام بزيارتها لإيجاد حل للأزمة الليبية عن طريق الحوار البناء والهادف إلى لمِّ الشمل.

وبينما أعلن «مساهل» أن بلاده لن تترك ليبيا، موضحاً أنها ستكون سنداً لها في محنتها مثلما كانت ليبيا سنداً وعونا للجزائر أثناء حربها ضد الاستعمار الفرنسي، نفى مع ذلك وجود مبادرة جزائرية لحل الأزمة في ليبيا، لافتاً إلى أن «اتفاق الصخيرات المبرم قبل نحو عامين في المغرب برعاية الأمم المتحدة، ليس مقدساً ويمكن تعديله».

وقال «مساهل» خلال مؤتمر صحفي مع رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا «عبد الرحمن السويحلي» إنه «يمكن تعديله هذا الاتفاق بشرط أن يتم دون تدخلات أجنبية وبإرادة ليبية»، على حد تعبيره.

ونجحت الوساطة المصرية العام الماضي، في إقناع «حفتر» المدعوم عسكريا من مصر والإمارات باستقبال «السراج» بمقره العسكري الحصين في مدينة المرج بشرق البلاد، لكن الخلافات لا تزال تتمحور حول وضع «حفتر» في حكومة «السراج» وعلاقتها بالجيش الذي يقوده.

ولا تزال ليبيا تعيش مرحلة من الانقسام السياسي والتوتر العسكري، تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا ومدينتي طبرق والبيضاء شرقا.

ورغم توقيع اتفاق الصخيرات برعاية أممية وانبثاق حكومة وحدة وطنية عنه باشرت مهامها من طرابلس أواخر مارس/آذار 2016، فإن هذه الحكومة لا تزال تواجه رفضا من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان في شرق البلاد.

وفي فبراير/ شباط 2017، وقعت تونس والجزائر ومصر، إعلانا لدعم التسوية السياسية في ليبيا، بمشاركة كل الأطراف الليبية.

ويسعى الإعلان لتحقيق المصالحة في ليبيا عن طريق حوار ليبي ليبي، برعاية دول الجوار والأمم المتحدة، كما تمسك «إعلان تونس» بالحل السياسي، ورفض الحل العسكري.

  كلمات مفتاحية

السراج حفتر ليبيا الجزائر خلافات لقاءات أزمة سياسية

مصر تتراجع وتقلل من حجم الدعم السياسي لـ«حفتر»