أسمن فتاة في العالم .. حالتها تحسّنت أم تطورت للأسوأ؟

الخميس 27 أبريل 2017 08:04 ص

رغم ما تم تداوله مؤخرًا عبر وسائل الإعلام المختلفة، من تصريحات للأطباء بأن حالتها قد تحسنت وفقدت الكثير من الوزن ما يسمح لها بممارسة بعض الممارسات اليومية الطبيعية، إلا أن المصرية «إيمان سليم» التي تلقب بأسمن امرأة في العالم أصبحت الآن في وضع أسوأ مما كانت عليه، وهي لا تعلم متى وكيف تعود لبلادها، بعد أن طلب منها الطبيب الهندي المعالج مغادرة المستشفى بحسب رواية أسرتها.

 

«شو إعلامي» أم اهتمام ؟

تقول شقيقتها «شيماء سليم»: «كلها حوارات وكلام وخلاص لازم يقولوا أي كلام يدافعوا به عن أنفسهم ليظهروا كملائكة أمام الرأي العام»، وذلك رداً على قول الطبيبة الهندية «أبرانا غوفيل» التي انسحبت من الفريق المعالج، بأن حالة المريضة تحسنت وأصبحت «أفضل».

وتقول شقيقة الفتاة، إن الأطباء كلهم قدموا استقالتهم من الفريق المعالج، ويوم الأربعاء 25 أبريل/نيسان 2017، لم يحضر أي عضو من الفريق المعالج لها ليتابع حالتها، سوى طبيب واحد يدعى «أرن شاه»، وهو ليس من الفريق الطبي، ولكنه منتدب من خارج المستشفى ليتابع أشعة مقطعية أجريت لها لمعرفة أسباب ما حدث لها في المخ من تغيرات كهربائية.

ويُشار إلى أن قدوم هذا الطبيب كان أول رد فعل قام به أطباء المستشفى الهندي، احتجاجًا على شكوى شقيقة المريضة من استمرار تدهور حالتها، مقابل مطالبة الأطباء لها بالعودة بها لمصر على هذه الحالة.

«شيماء» التي تتولى التصريحات الصحفية نيابة عن المريضة المصرية، أصرت على اتهام الطبيب الهندي المعالج «مفضل لكدوالا» بأنه «خدعها وخدع عائلتها»، لأنه وعد بأنه لن يتخلى عن «إيمان» ولن يتركها إلا وهي تسير على قدميها، وأن يعالجها فترة تمتد من 6 أشهر إلى عام ونصف العام، ثم فاجأهم بمطالبتهم بمغادرة المستشفى بعد شهرين فقط. ولكن المفاجأة التي كشفتها «شيماء» أن الفريق المعالج لشقيقتها توقَّف عن علاجها وغاب عن المستشفى، وأمروها بالعودة لمصر.

 

عقاب بإعادتها لمصر:

وفي حوار هاتفي مع موقع «هافينغتون  بوست عربي» من مستشفى «سيفي» في مومباي بالهند، قالت شقيقة الفتاة المصرية المريضة بمرض السمنة المفرطة، إنه عقب ما نشرته على حسابها على فيسبوك من اتهام للفريق الطبي بالشو الإعلامي والتقصير في علاج شقيقتها، اجتمع معها الفريق الطبي وأبلغوها بغضب بأنهم اتخذوا قرارًا بإعادتهم إلى مصر.

تقول شقيقة المريضة: «حدث نقاش بيني وبينهم بعد ما كتبته وسألوني: لماذا فعلت ذلك؟ فقلت "إنني فعلت هذا لأنكم لم تكونوا صادقين فيما قلتموه لنا.. قلتم لنا في مصر كلام يختلف عما حدث في الهند تماماً.. قلتم لديكم تجهيزات خارقة فلم نجد أي شيء من هذا في المستشفى والإمكانيات كانت ضعيفة للغاية"».

وأضافت شارحة التدهور في حالة شقيقتها في الهند: «إيمان أصبحت أسوأ فلم تعد تتقلب في سريرها كما كانت تفعل في مصر، وأصبح لديها قرح فراش كثيرة، لم تكن مصابة بها في مصر، لأننا كنا نقوم باستمرار بالقيام بعمليات غسيل وحمامات يومية وكريمات لها، بعكس ما حدث في المستشفى الهندي». وقالت إن شقيقتها كانت حالتها في مصر أفضل، موضحةً: «إيمان كانت من 10 أشهر يمكنها الجلوس والتحرك، وتخدم نفسها في حجرتها، وتدخل الحمام أيضاً، ولكن الآن الوضع تغيَّر».

وبحسب «شيماء»، الأمر الصادم بالنسبة لهم كان قرار أطباء المستشفى الهندي بالتوقف عن متابعة حالة شقيقتها دون إخطار، حيث أبلغوها أن القرار الذي اتخذوه بإعادتهم لمصر سيكون مفاجئًا، أي أنهم رفضوا إبلاغها أو أسرتها بموعد أو يوم تنفيذه، كأنه نوع من العقاب.

واعترضت «شيماء» على عدم إبلاغهم بموعد العودة لمصر، وقالت لهم يجب معرفة الموعد لترتيب نفسي وأهلي في مصر، وتجهيز مكان «إيمان»، مستنكرة بقولها: «لسنا حيوانات أو فئران تجارب تحتفظون بنا في المكان ثم تتخلصون منا!».

وحول التواصل مع مستشفى أبو ظبي الذي أعرب عن استعداده لعلاج شقيقتها في وقت سابق، أو العودة لمصر، قالت إن الأمر متوقف على ما سيجري مستقبلاً وخروجهم من المستشفى الهندي ثم التفكير في الخطوة التالية.

وتقول «شيماء» في تصريحاتها الأخيرة إن المشكلة والمضايقات بدأت بعد مرور شهر ونصف الشهر من العلاج فقط في الهند، «وبدأ الدكتور مفضل يقول يجب أن تعود إيمان لمصر، وإنهم سيخاطبون السفير المصري لإعادتها». وتتابع: «اعترضت وقلت له إنه لا يزال وزنها ضخماً، ويمكن أن تحدث لها مشكلة في الطائرة أو مضاعفات في المنزل بسبب عدم استكمال علاجها».

وسبق أن استُخدمت رافعة «ونش» لإخراج «إيمان» من منزلها في منطقة سموحة بالإسكندرية، لأول مرة منذ 25 عامًا، ووضعها في سرير محمول على شاحنة أُعدت خصيصًا لها لتنقل إلى المطار لتستقل طائرة شحن خاصة تابعة لمصر للطيران إلى الهند.

وبعد أن توسلتْ إليه وبكت مراراً للإبقاء على شقيقتها «إيمان» في المستشفى حتى يقل وزنها قليلاً جاء رده بأن «العملية لا تؤدي لتقليل الوزن سوى 50 إلى 60 كيلو في السنة»، و«إيمان حالتها جيدة والعلاج سيكون علاجاً طبيعياً ولا يوجد مستشفى في العالم يبقي حالة كل هذه المدة لديه»، فسألته إذا ما كانت ستخسر أكثر من وزنها في الشهور التالية؟ فقال أنه غير وارد.

وعلقت «شيماء»: «هذا أكبر دليل على كذب الطبيب الهندي، لأن هذا ليس ما قاله في بداية العلاج، والأطباء كلهم قالوا لا يوجد شخص يمكن أن يخسر من وزنه 300 كيلو وإلا تعرض للوفاة».

 

كم نقصت من الوزن فعلا؟

وكان الطبيب الهندي «موافي لاكداوالا» قد رد على اتهامات «شيماء» له بأنه استهدف من علاج شقيقتها تحقيق انتشار إعلامي، قائلاً عبر حسابه على تويتر: «شيماء سليم قتلت الإنسانية بضربة واحدة.. أسال الله وحده أن يسامحك عندما تدركين أنني مستمر وسوف أستمر في العلاج والدعاء لإيمان» .وتشرح «شيماء»: «كل ما أنجزه أنه وفر لها كرسيًا عبارة عن سرير يتم طيه ليصبح كرسيًا، تجلس عليه ويجرها به 7 أفراد».

وتتابع: «لا يوجد دليل أو إثبات قاطع في المستشفى على ما فعلوه، لا يوجد إثبات رقمي هل تم وزنها حين وصلت؟ وكم من الكيلوغرامات جرامات نقص وزنها في الهند؟ كم كان وزنها حين وصلت والآن؟ ولا يوجد فيديو لما قبل وبعد كي يصدق الناس كلامهم»، وتضيف: «كل كلامي كان بوثائق وسكرين شوت من كلامه وهو لم يقدم أي دليل على ما فعل».

ونفت «شيماء» ما قالته الطبيبة الهندية «أبرانا غوفيل» من الفريق الطبي المعالج لـ«إيمان»، التي انسحبت من الفريق المعالج، أن «شيماء، شقيقة إيمان، هي من بحثت عنهم وأرسلت خطاباً مذيَّلاً بتوقيعها للدكتور مفضل، تطلب مساعدتها في علاج شقيقتها»، مؤكده أنه «هو من بحث عنا وطلب منا إرسال خطابات ليقول للناس إننا من طلبنا منه المساعدة ليقوم بشو إعلامي»، حسب تعبيرها.

وبعد أسبوعين فقط من إعلان الطبيب الهندي المعالج للفتاة المصرية التي لُقّبت بأسمن امرأة في العالم، أنها فقدت 242 كيلوغرامًا من وزنها البالغ نصف طن، كشفت شقيقتها، أنها لم تفقد سوى 50 كيلوغرامًا فقط، ووصفت العلاج كله بأنه خدعة وهدفه الاستعراض الإعلامي، مشيرة إلى أن شقيقتها تعاني من غيبوبة مستمرة.

 

الزيارات الحكومية للتصوير فقط!

واستنكرت «شيماء» تشفِّي البعض فيها بدعوى أنها رفضت العلاج في مصر، مؤكدة لـ«هافينغتون بوست»، أن «عشرات الزيارات الإعلامية والرسمية» جاءت لشقيقتها عقب نشر قصتها في مصر، ولكن «للتصوير فقط، ودون جدوى ودون أن يقدم لها أحد أي فرصة للعلاج في مصر إلا في المستشفى الأميري (الحكومي) الذي يموت فيه المرضى»، بحسب قولها.

وحول دور وزارة الصحة المصرية في علاج شقيقتها، قالت «شيماء»: «وزارة الصحة لم ترفع السماعة أصلًا رغم إرسالي فاكسات منذ 3 شهور للوزارة ورئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع».

وقالت إن «القوات المسلحة المصرية أرسلت فريقًا طبيًا من 10 أطباء، وشخصوا حالة إيمان بأنها حالة نادرة، ووعدوا بعلاجها، وقالوا إن رئاسة الجمهورية مهتمة، ولكن لم يحدث شيء لاحقًا، حتى تدخَّل الطبيب الهندي».

 

الطبيب يدافع عن نفسه

من ناحيته، قال الطبيب الهندي «لاكداوالا» في تصريحات لإحدى الصحف الهندية، «أن ادعاءات شيماء غير صحيحة، خاصة المتعلقة بإصابتها بالشلل وبجلطة دماغية مضيفا أن إيمان فقدت الكثير من الوزن بالفعل وحاليا تزن 171 كيلوغراما»، وأضاف «من المؤسف اتهامي بأني لص لقد قمت بجمع تبرعات لإيمان من خلال صندوق وأنفق على علاجها من خلال هذا الصندوق».

«لاكداولا» قال في تصريحات أخرى لصحيفة هندية «إن إيمان فقدت الكثير من وزنها حاليا وتشهد على ذلك عائلتها مضيفا أنهم يتعجلون سيرها على قدميها ويجبرونها على ذلك، وهذا الأمر غير ممكن في هذا الوقت»، وفقا للعربية.نت.

وأضاف «إيمان كادت تختنق وتموت شنقا لأن شقيقتها حاولت تغذيتها بالقوة من الفم، فيما لا تزال هي غير قادرة على ابتلاع السوائل وتحتاج إلى أنبوب تغذية، ونتيجة للسكتة الدماغية، فإن الجانب الأيمن من إيمان ما زال مشلولا ولا تزال حالتها تتطور مع الوقت».

وأوضح أنهم وعقب علمهم بما ذكرته شقيقة «إيمان» فقد تواصلوا مع القنصل المصري «أحمد خليل» والسفير المصري في الهند «حاتم تاج الدين» وشرحوا لهما الحالة كاملة وفندوا أمامهما ادعاءات «شيماء»، مضيفا: «ما حدث يعتبر أسوأ كابوس لي، فلم يكن ثمة مستشفى أو طبيب واحد مستعد لعلاج إيمان، والآن عندما فقدت الكثير من الوزن، تثير الأسرة أسئلة حول جهود إنسانية موحدة تم تسخيرها لإنقاذ حياتها».

«حذيفة الشهابي» مدير العمليات بمستشفى سيفي الذي تعالج فيه «إيمان»، قال في تصريحات لنفس الصحيفة الهندية إن ادعاءات شقيقة «إيمان» لن تمنعهم عن عملهم الذي يهدفون من خلاله لعلاجها.

  كلمات مفتاحية

سمنة مفرطة أسمن فتاة في العالم إيمان مصر طب طبيب

تحسن حالة «أسمن فتاة في العالم» منذ وصولها أبوظبي .. تأكل بنفسها وتجلس في كرسي متحرك