مصر.. «تنظيم الدولة» يحول دفة عملياته ويتبنى مقتل أفراد من قبيلة «الترابين»

الخميس 27 أبريل 2017 04:04 ص

أعلن تنظيم «ولاية سيناء» التابع لـ«تنظيم الدولة» مسؤوليته عن مقتل عدد من أفراد قبيلة «الترابين»، أحد أكبر قبائل شمال سيناء، شمال شرقي مصر، بعد أن هاجم انتحاري ينتمي للتنظيم كمينًا أقامته القبيلة بالقرب من مدينة رفح، بسيارة مفخخة، الثلاثاء الماضي.

ويفيد بيان التنظيم الصادر أمس الأربعاء، بتحول المواجهة بسيناء من الجيش والشرطة مع المسلحين، إلى مواجهة بين القبائل مع المسلحين، في مؤشر نحو تكرار سيناريو العراق، عبر استنساخ ظاهرة «الصحوات» التي تشكلت لمساندة السلطات، ضد جماعات متشددة.

وقال التنظيم في بيان له، إن منفذ العملية يدعى «أبو قدامة السيناوي»، وأنه قاد مفخخته ضد تجمع «آليات» لأعضاء القبيلة، الذين وصفهم البيان بـ«صحوات الترابين المرتدين الموالين للجيش المصري المرتد». وأضاف التنظيم أن العملية نتج عنها تدمير 12 آلية، بالإضافة إلى تدمير سيارة دفع رباعي.

وبينما أعلن التنظيم مقتل قرابة 40 من أعضاء القبيلة، قالت صفحة «سيناء 24» على فيسبوك إن الضحايا بلغ عددهم ثماني بين قتيل وجريح، بينما أشارت وكالة الأسوشتيد برس إلى مقتل أربعة أشخاص، طبقًا لمصادر أمنية.

ووصفت صفحة «سيناء 24» بيان التنظيم بـ«غير الدقيق وبعيد كل البعد عن الحقيقة»، مؤكدة أن الكمين اشتمل على سيارات دفع رباعي ونيسان، نافية وجود أي آليات مع أعضاء قبيلة «الترابين» بالكمين.

وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لعملية حرق المسلح، مشيرين إلى أنها جاءت انتقامًا لدماء أبناء القبيلة الذي سقطوا جراء التفجير، مشيرين إلى أنهم تمكنوا من اختطافه عقب حادث التفجير بسويعات، حيث كان متواجدًا بمحيط موقع التفجير وقت وقوعه.

تأتي حادثتا الثلاثاء الماضي، على خلفية توتر الأوضاع بين «ولاية سيناء» وقبيلة «الترابين»، بعد احتجاز القبيلة ثلاثة من عناصر التنظيم على خلفية استهدافهم عدة مرات، كان آخرها حرق سيارات لأبناء القبيلة القاطنين في قرية البرث، وتفجير منزل أحد رموز القبيلة.

ويعتقد أعضاء تنظيم «ولاية سيناء» أن القبيلة تبدي تعاونا واسعا مع قوات الأمن، وتستهدف المسلحين والمدنيين أيضا، خاصة بعد الكشف عن الشخص الذي ظهر في تسريب مقطع الفيديو الأخير، وهو يسأل أحد الضحايا قبل إطلاق النار على رأسه عن اسمه، وهو «أحمد حماد»، وينتمي إلى قبيلة «الترابين»، وهو شخص معروف أنه مندوب للجيش ويتعامل تحديداً مع قائد معسكر «الشروق».

كما أن «إبراهيم العرجاني»، أحد مشايخ قبيلة «الترابين»، توعد المسلحين، واعتبرهم «مجموعة لصوص لن يستطيعوا المواجهة».

وفي تصريحات صحفية له، قبل أيام، قال: «أهالي سيناء الوطنيين يتصدون بقوة للإرهابيين، والأوضاع تحت السيطرة، وسيتم استئصال التكفيريين، وخلال أيام سيتم القضاء عليهم نهائيًا بالتعاون مع أجهزة الدولة الوطنية، وأهالي سيناء من جميع القبائل يساندون الجيش والشرطة لمحاربة الإرهاب».

المواجهة بين «الترابين» و«ولاية سيناء» ليست الأولى، ففي أبريل/ نيسان 2015، وقعت اشتباكات حادة بين الطرفين، أسفرت عن مقتل العشرات.

وحينها زود الجيش المصري، بعض قبائل سيناء، من بينها «الترابين»، بالاسلحة لمواجهة التنظيم المسلح.

وفي سياق متصل، أصدرت مجموعة تسمي نفسها «رابطة أهل السنة والجماعة بسيناء» بياناً، دعت فيه إلى التهدئة بين الترابين والتنظيم، وأضاف البيان أن «الاقتتال ليس حلاً لأي نزاع وهو خارج عن عاداتنا القبلية والتي كان يسودها التآلف والوحدة». وأشار البيان إلى ضرورة سحب السلاح من المناطق المختلفة وإزالة الكمائن، والاحتكام إلى «القضاء الشرعي الذي يرتضيه الطرفان والالتزام بتطبيق مخرجات القضاء».

وأخذ الغضب القبلي في التزايد ضد «ولاية سيناء» مؤخراً، خاصة بعد ارتفاع معدل حالات الخطف التي يقوم بها التنظيم ضد أعضاء كبار القبائل هناك.

كان مئات من شباب قبيلة الفواخرية قاموا بقطع الطريق يوم الجمعة الماضي، بعد  مرور أكثر من أسبوعين على خطف الشيخ «حمدي جودة»، أكبر شيوخ قبيلة الفواخرية، دون ورود أي معلومات من السلطات عنه أو عن ماهية خاطفيه، فضلًا عن عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن اختطافه.

وقالت مصادر محلية وقتها إن اختطاف الشيخ جودة أعقبه خطف رجل اﻷعمال «محمد سهمود»، المنتمي للقبيلة نفسها بطريقة مشابهة في حي الزهور بالعريش. ويُعرف عن القبيلة ارتباط العديد من أعضائها بمصالح وأعمال مقاولات مع الدولة، بحسب «مدى مصر».

و«صحوات سيناء» هو تنظيم يضم مسلحين ينتمون إلى قبائل سيناوية، ويحملون أسلحة زودهم بها الجيش المصري، ويقيمون نقاطا للتفتيش.

وفي مدينة «الشيخ زويد» التي تقع بين «العريش» عاصمة شمال سيناء، و«رفح» المحاذية للحدود مع قطاع غزة، ينتشر هؤلاء المسلحون الذين يتم تزويدهم بالسلاح من قبل الجيش المصري وحتى بالذخيرة بل ويحاسبهم على عدد الطلقات التي يتم إطلاقها.

وظهر هؤلاء المسلحين في العام 2015، ويطلق عليهم اسم «المجموعة 103» أو «مجموعة الموت»، ويبرر الشق الأول للاسم بأنه على غرار الكتيبة التي تتمركز بها قوات الجيش وتحمل اسم الكتيبة 101، ومسلحي سيناء الذين يعطيهم الرقم 102.

أما الشق الثاني: «مجموعة الموت» فلأنهم «معرضون للموت في أي لحظة على يد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية لكنهم يهبون حياتهم من أجل الوطن والجيش»، وفق رواية أحدهم التي أوردها موقع «الجزيرة نت».

ومعظم أعضاء الفرق المسلحة ١٠٣ لديهم سجل جنائي أو أحكام غيابية صدرت بحقهم في قضايا سابقة وتم إسقاطها مقابل التعاون مع الجيش، وفق نشطاء سيناويين.

المصدر | الخليج الجديد + مدى مصر

  كلمات مفتاحية

ولاية سيناء الترابين تنظيم الدولة الصحوات الجيش المصري قبائل سيناء