قنوات ليبية: «حفتر» و«السراج» اتفقا على توحيد الجيش وإجراء انتخابات عامة

الثلاثاء 2 مايو 2017 02:05 ص

أفادت وسائل إعلام ليبية مقربة من «خليفة حفتر» إن الأخير اتفق مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني»، «فائز السراج»، على عدة نقاط هامة بينها إجراء انتخابات عامة في البلاد في غضون 6 أشهر، وتوحيد الجيش.

جاء ذلك خلال لقاء الرجلين بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، اليوم الثلاثاء، بعد «وساطة عربية ودولية»، وإثر اجتماع عقده «حفتر» مع السفير الأمريكي لدى ليبيا، الشهر الماضي، طلب خلاله الأخير من الأول التعاون مع «السراج» مقابل دعمه عسكرياً، حسب ما كشفت مصادر لـ«الخليج الجديد» قبل أيام.

وفي هذا الصدد، قالت قناة «ليبيا الحدث» (خاصة) في نبأ عاجل: «تسريبات اجتماع القائد العام (حفتر) وفايز السراج: الاتفاق على إجراء انتخابات عامة بعد 6 أشهر من توقيع الاتفاق»، في إشارة إلى الاتفاق الطرفين علي توقيع اتفاق بينهما دون أن تحدد بنوده .

القناة - التي تتخذ من مدينة بنغازي شرقي البلاد مقرا لها – أضافت في خبر عاجل أخر أن «بيان مشترك سيصدره مساء اليوم عن المشير خليفة حفتر و فائز السراج»، دون أن تذكر أي تفاصيل أخرى.

على النحو ذاته، نقلت «قناة 218» (ليبية خاصة مقرها الأردن) علي لسان مصادر وصفتها بـ«الخاصة» أنه «من المرجح أن يصدر في وقت لاحق من اليوم بيان مشترك عن المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بشأن لقاء أبوظبي»,

و كشفت القناة  - نقلا عن مصادرها - أن اللقاء بين «السراج» و«حفتر» تضمن «الاتفاق على معظم النقاط الخلافية، والتي جاء في مقدمتها الاتفاق على طرح إلغاء المادة الثامنة من الاتفاق السياسي (اتفاق الصخيرات) إضافة إلى إعادة هيكلة رئاسي الوفاق »، دون توضيح تفاصيل بخصوص تلك النقطة.

وذكرت المصادر ذاتها أن «من النقاط الخلافية التي جرى التوافق عليها في لقاء أبوظبي اليوم جيش ليبي موحد (دون توضيح من سيقوده)، إضافة إلى تطوير وتدريب الجيش، وكذلك عدم التدخل الأجنبي (في شؤون ليبيا)، ووحدة ليبيا، ومكافحة الإرهاب على أن تتشكل حكومة منفصلة ومستقلة عن رئاسي الوفاق، فيما تم الاتفاق أيضا على احترام أحكام القضاء، كما جرى التوافق أيضا على معالجة قضية المهجرين والنازحين وكذلك حل أزمة الجنوب ».

وتابعت المصادر أن «السراج وحفتر اتفقا على استمرار اللقاءات في المرحلة المقبلة»، دون تقديم تفاصيل أخرى.

وفي وقت سابق من اليوم، عقد «السراج» و«حفتر» اجتماعا في أبوظبي «بعد وساطة عربية ودولية»، حسب ما قال المكتب الإعلامي للقوات التي يقودها الأخير.

وهذا اللقاء هو الثاني بين الرجلين بعد اجتماع في يناير/كانون الثاني 2016 إثر تعيين «السراج» رئيسا للمجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني»، المعترف بها دولياً.

مساع إماراتية وأمريكية

وجاء لقاء اليوم بعد نحو شهر ونصف من تعثر مساع مصرية لعقد لقاء آخر بين الرجلين بالقاهرة نتيجة رفض «حفتر»؛ وهو ما أرجعه مراقبون إلى ضغوط إماراتية على الأخير لرغبتها في استضافة اللقاء بدلاً من القاهرة.

وأوضح هؤلاء المراقبون، في وقت سابق لـ«الخليج الجديد»، أن الإمارات تريد من وراء ذلك إحراز «نصر دبلوماسي» على الساحة الدولية، حال أثمر اللقاء عن انفراجه في الأزمة الليبية، فضلا عن ضمان اتفاق يتوافق مع مآربها في ليبيا.

كما جاء اللقاء بعد مساع أمريكية في هذا الصدد.

إذ كشفت مصادر أردنية وليبية مطلعة، لـ«الخليج الجديد»، الأسبوع الماضي، أن «حفتر» عقد، في  18 مارس/آذار الماضي، مباحثات سرية في الأردن مع السفير الأمريكي لدي ليبيا «بيتر وليم بوود».  

وأوضحت المصادر، آنذاك، أن الجانب الأمريكي أبدى استعدادا لدعم قوات «حفتر» بالسلاح وبقوات أمريكية خاصة في مواجهة التنظيمات الإرهابية مثل «القاعدة» و«الدولة الإسلامية». 

لكن العرض الأمريكي - الذي تجاوب معه «حفتر»، لم يكن شيكاً على بياض؛ إذ كان مشروطاً بتقليص تعاون الأخير مع الروس، والمضي قدماً في مسار التسوية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، والتعاون مع «السراج»، ووقف العمليات العسكرية ضده. (طالع المزيد)

كان «حفتر» زار الإمارات في 10 أبريل/نيسان المنصرم؛ حيث التقى ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد».

وقبل أيام، اعترف رئيس النواب المنعقد في مدينة طبرق، شرقي ليبيا، «عقيلة صالح»، لأول مرة وبشكل علني بالدعم العسكري الذي قدمته الإمارات إلى قوات «حفتر».

وعلى مدى سنوات تناولت تقارير صحفية عدة، عبر مصادر مطلعة واتهامات من أطراف ليبية ودولية، دورا إماراتياً ملحوظاً، بقيادة «محمد بن زايد»، ولي عهد أبوظبي، في دعم قوات «حفتر»، وحتى المشاركة في عمليات عسكرية ضد فرقاء ليبيين؛ الأمر الذي ساهم حسب مراقبين في تأجيج الأزمة السياسية في ليبيا، وخلق حالة من التباعد بين شركاء الوطن الواحد.

والدور الإماراتي – وفق المراقبين – متواجد في كثير من بلدان الشرق الأوسط؛ وخاصة في سياق التحالف مع الأطراف السياسية المناهضة لجماعات الإسلام السياسي، وبصفة خاصة جماعة الإخوان المسلمين، ومن أبرز تلك الأطراف في ليبيا «حفتر».

إذ اتهمت شخصيات سياسية في مصر وتونس وليبيا واليمن الإمارات بلعب دور كبير، عبر المال، في إفشال ثورات الربيع العربي، والتنكيل بالأحزاب المحسوبة على «جماعة الإخوان»، التي تصدرت المشهد السياسي بعد تلك الثورات.

ولا يعترف «حفتر»، المعين من قبل مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق (شرقي ليبيا)، بسلطة المجلس الرئاسي لأ«حكومة الوفاق» الذي يترأسه «السراج»، في حين يصر الأخير  على وجوب أن تكون القيادة العسكرية تابعة وخاضعة لسلطة المجلس الرئاسي لحكومته.

وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالعقيد الراحل «معمر القذافي»؛ ما يجعل العديد من مناطق البلاد تشهد بين الحين والآخر أعمال قتالية بين القوى المتصارعة على السلطة، لا سيما في طرابلس ومحيطها غربا، وبنغازي وجوارها شرقاً، وسبها ومحيطها جنوبا.

وتتجسد الأزمة السياسية الحالية في وجود 3 حكومات متصارعة؛ اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما «الوفاق»، و«الإنقاذ»، إضافة إلى «المؤقتة» بمدينة البيضاء (شرق)، والتي انبثقت عن مجلس نواب طبرق.

المصدر | الخليج الجديد + قنوات ليبية

  كلمات مفتاحية

السراج حفتر ليبيا الإمارات محمد بن زايد