«ترامب» يقيل مدير «إف بي آي».. وديمقراطيون غاضبون: فضيحة التدخل الروسي السبب

الأربعاء 10 مايو 2017 06:05 ص

أقال الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية «جيمس كومي» من منصبه.

ونقلت «الأناضول»، عن بيان للبيت الأبيض، قوله: «اليوم أبلغ الرئيس ترامب، مدير إف بي آي جيمس كومي بأنه قد تمت إقالته وعزله من منصبه».

وأضاف البيان: «الرئيس ترامب قد تصرف على أساس توصيات واضحة من كل من نائب وزير العدل رود ريزنشتاين ووزير العدل جيف سيشنز».

وأكد البيان نقلاً عن الرئيس الأمريكي قوله إن «إف بي آي، هو إحدى المؤسسات الأكثر احتراما في بلادنا، واليوم يُمثّل انطلاقة جديدة» لهذه المؤسسة.

وأضاف في رسالة وجهها إلى «كومي» ونشرها البيت الأبيض إنه أنهى خدماته، مشيرا إلى أن «هذا القرار ساري المفعول بشكل فوري».

ولفت إلى أن «البحث عن مدير دائم لمكتب التحقيقات الاتحادية سيبدأ على الفور».

كما توجه إلى «كومي» قائلاً: «أقدّر أنّك أعلمتني، في ثلاث مناسبات مختلفة، بأنني لم أكُن موضع تحقيق. غير أنّي، مع ذلك، أتّفق مع تقييم وزارة العدل بأنك لست قادرا على قيادة المكتب في شكل فعال».

وكان «كومي» (56 عاما) الذي عينه الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» في هذا المنصب، أكد في 20 مارس/ آذار أنه يحقق في احتمال «التنسيق بين مقربين من ترامب وروسيا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الخريف الماضي».

يشار إلى أن وكالات المخابرات الأمريكية، خلصت في تقرير لها يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، كان قد أصدر توجيهات للتأثير على انتخابات 2016 لتصب في مصلحة «ترامب».

غضب ديمقراطي

وتسبب قرار «ترامب» في شكوك الديمقراطيين وآخرين في أن البيت الأبيض يحاول إضعاف التحقيق الذي يجريه «إف بي آي» بخصوص التدخل الروسي في الانتخابات.

وشبه بعض الديمقراطيين تحرك «ترامب» بما تسميى «مذبحة ليل السبت» عام 1973، التي أقال فيها الرئيس الأمريكي الأسبق «ريتشارد نيكسون» مدعيا خاصا مستقلا يحقق في فضيحة «ووتر جيت».

في حين نفى مسؤولو البيت الأبيض مزاعم وجود دوافع سياسية وراء قرار «ترامب» الذي تولى السلطة في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.

لكن زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ «تشاك شومر» قال إنه تحدث إلى «ترامب» وأبلغه أنه «يرتكب خطأ كبيرا للغاية» بإقالة «كومي»، مضيفا أن الرئيس لم «يقدم ردا في حقيقة الأمر»، بحسب «رويترز».

وأضاف «شومر» أن تحقيقا مستقلا في دور موسكو في الانتخابات «هو السبيل الوحيد الآن لاستعادة ثقة الشعب الأمريكي».

من جهته، قال السناتور «ريتشارد بير» الرئيس الجمهوري للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، والتي تشرف على تحقيق للمجلس في التدخل الروسي في الانتخابات، إنه «منزعج من توقيت إقالة كومي».

وأضاف «أعتقد أن إقالته خسارة للمكتب وللأمة».

وقال «جون كونيرز» العضو الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون القضائية بمجلس النواب: «الإجراء الذي اتخذه الرئيس ترامب اليوم يزيل تماما أي مظهر من مظاهر التحقيق المستقل في المحاولات الروسية للتأثير على انتخاباتنا ويضع أمتنا على شفا أزمة دستورية».

وجدد «كونيرز» وديمقراطيون آخرون دعوتهم لتولي لجنة مستقلة أو مدع خاص التحقيق في التأثير الروسي في انتخابات 2016.

وتوجه السناتور الديمقراطي «ويب ديك دوربين» إلى المجلس، لحث البيت الأبيض على توضيح ما إذا كان التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الاتحادي في التدخل الروسي في الحملة الرئاسية سيستمر بعد إقالة «كومي».

وقال: «أي محاولة لوقف أو تقويض تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي سيثير قضايا دستورية خطيرة»، مضيفا: «ننتظر توضيحا من البيت الأبيض في أسرع وقت ممكن بخصوص ما إذا كان التحقيق سيستمر».

وذكرت شبكة «سي إن إن»، الليلة الماضية، أن ممثلي ادعاء اتحاديين أصدروا مذكرات استدعاء لـ«مايكل فلين،» مستشار الأمن القومي السابق لـ«ترامب»، في إطار التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات.

ونفت روسيا مرارا أي تدخل لها في الانتخابات، كما نفت إدارة «ترامب» مزاعم التواطؤ مع روسيا.

بريد «كلينتون»

وكان «كومي»، هدفا لانتقادات عدة دوائر بسبب طريقة تعامله مع تحقيق يشمل استخدام «كلينتون» بريدها الإلكتروني الخاص خلال عملها وزيرة للخارجية.

وسبق أن انتقد «ترامب» مدير مكتب «إف بي آي»، لعدم ملاحقة «كلينتون» قضائيا في يوليو/ تموز الماضي، لكنه كال له المديح لاحقا.

وقال «كومي» في يوليو/ تموز الماضي، إن قضية البريد الإلكتروني الخاص بـ«كلينتون» يجب إغلاقها من دون ملاحقة قضائية، لكنه أعلن قبل 11 يوما من الانتخابات الرئاسية أنه أعاد فتح التحقيق لاكتشاف مجموعة جديدة من الرسائل الإلكترونية المتعلقة بها.

وتعبر «كلينتون» وديمقراطيون آخرون عن اعتقادهم بأن قرار «كومي» أسهم في خسارتها للانتخابات.

وذكر مسؤول في «إف بي آي» أن الإقالة مثلت صدمة للعاملين في مكتب التحقيقات الاتحادي، الذين كانوا جميعهم تقريبا يضعون ثقتهم في «كومي» على الرغم من الجدل المحيط بتعامله مع التحقيق الخاص ببريد «كلينتون».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

ترامب التدخل الروسي أمريكا كومي التحقيقات الانتخابات الرئاسية كلينتون