«ترامب»: «جيمس كومي» خسر ثقة الأغلبية من الجمهوريين والديمقراطيين والكل سيشكرني على إقالته

الأربعاء 10 مايو 2017 10:05 ص

علق الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» على إقالة «جيمس كومي» مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، معتبرا أن كومي خسر ثقة الأغلبية في واشنطن.

وكتب «ترامب» عبر حسابه بموقع «تويتر»«كومي خسر ثقة الأغلبية في واشنطن من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء».

وتابع: «الديمقراطيون هاجموا كومى فى السابق وطالبوا بإقالته والآن يتباكون عليه.. الكل سيشكرني على قرار إقالة فيما بعد».

وفي وقت سابق اليوم، أقال الرئيس الأمريكي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية «جيمس كومي» من منصبه، بناء على توصيات واضحة من كل من نائب وزير العدل رود ريزنشتاين ووزير العدل جيف سيشنز، بحسب بيان للبيت الأبيض.

وأكد البيان نقلاً عن الرئيس الأمريكي قوله إن «إف بي آي»، هو إحدى المؤسسات الأكثر احتراما في بلادنا، واليوم يُمثّل انطلاقة جديدة» لهذه المؤسسة.

وأضاف في رسالة وجهها إلى «كومي» ونشرها البيت الأبيض إنه أنهى خدماته، مشيرا إلى أن «هذا القرار ساري المفعول بشكل فوري».

ولفت إلى أن «البحث عن مدير دائم لمكتب التحقيقات الاتحادية سيبدأ على الفور».

كما توجه إلى «كومي» قائلاً: «أقدّر أنّك أعلمتني، في ثلاث مناسبات مختلفة، بأنني لم أكُن موضع تحقيق. غير أنّي، مع ذلك، أتّفق مع تقييم وزارة العدل بأنك لست قادرا على قيادة المكتب في شكل فعال».

وحول كيفية استقبال «كومي» لخبر إقالته، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن «كومي» صرح لبعض عملاء مكتب التحقيقات في لوس أنجلوس بأنه أخذ في الضحك لدى سماعه الخبر عبر شاشة التلفزيون، وقال إنه اعتقد أن الأمر نكتة مضحكة، ووصفه بالخدعة الإعلامية الناجحة.

وفي هذا الوقت، أشار مساعدو «كومي» له بقطع كلمته والانسحاب من القاعة، وصافحهم كومي وتوجه إلى مكتبه في لوس أنجلوس، حيث تم إبلاغه بالفصل.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى إعلان الخبر على شاشات التلفزيون لم يكن كومي» قد علم بعد باستقالته بمعلومة رسمية، ولم يحصل على رسالة «ترامب» إلا في وقت لاحق عندما وصل إلى مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وذكرت قناة إيه بي سي نيوز التلفزيونية أن «كومي» تم إبلاغه بإقالته خلال طريقه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي في لوس أنجلوس.   

وكان «كومي» (56 عاما) الذي عينه الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» في هذا المنصب، أكد في 20 مارس/ آذار أنه يحقق في احتمال «التنسيق بين مقربين من ترامب وروسيا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الخريف الماضي».

يشار إلى أن وكالات المخابرات الأمريكية، خلصت في تقرير لها يناير/ كانون ثاني الماضي، إلى أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، كان قد أصدر توجيهات بالتأثير على انتخابات 2016 لتصب في مصلحة «ترامب».

وتسبب قرار «ترامب» في شكوك الديمقراطيين وآخرين في أن البيت الأبيض يحاول إضعاف التحقيق الذي يجريه «إف بي آي» بخصوص التدخل الروسي في الانتخابات.

وشبه بعض الديمقراطيين تحرك «ترامب» بما تسميى «مذبحة ليل السبت» عام 1973، التي أقال فيها الرئيس الأمريكي الأسبق «ريتشارد نيكسون» مدعيا خاصا مستقلا يحقق في فضيحة «ووتر جيت».

في حين نفى مسؤولو البيت الأبيض مزاعم وجود دوافع سياسية وراء قرار «ترامب» الذي تولى السلطة في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.

لكن زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ «تشاك شومر» قال إنه تحدث إلى «ترامب» وأبلغه أنه «يرتكب خطأ كبيرا للغاية» بإقالة «كومي»، مضيفا أن الرئيس لم «يقدم ردا في حقيقة الأمر»، بحسب «رويترز».

وأضاف «شومر» أن تحقيقا مستقلا في دور موسكو في الانتخابات «هو السبيل الوحيد الآن لاستعادة ثقة الشعب الأمريكي».

من جهته، قال السناتور «ريتشارد بير» الرئيس الجمهوري للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، والتي تشرف على تحقيق للمجلس في التدخل الروسي في الانتخابات، إنه «منزعج من توقيت إقالة كومي».

وأضاف «أعتقد أن إقالته خسارة للمكتب وللأمة».

وقال «جون كونيرز» العضو الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون القضائية بمجلس النواب: «الإجراء الذي اتخذه الرئيس ترامب اليوم يزيل تماما أي مظهر من مظاهر التحقيق المستقل في المحاولات الروسية للتأثير على انتخاباتنا ويضع أمتنا على شفا أزمة دستورية».

وجدد «كونيرز» وديمقراطيون آخرون دعوتهم لتولي لجنة مستقلة أو مدع خاص التحقيق في التأثير الروسي في انتخابات 2016.

وتوجه السناتور الديمقراطي «ويب ديك دوربين» إلى المجلس، لحث البيت الأبيض على توضيح ما إذا كان التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الاتحادي في التدخل الروسي في الحملة الرئاسية سيستمر بعد إقالة «كومي».

وقال: «أي محاولة لوقف أو تقويض تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي سيثير قضايا دستورية خطيرة»، مضيفا: «ننتظر توضيحا من البيت الأبيض في أسرع وقت ممكن بخصوص ما إذا كان التحقيق سيستمر».

لا صلة لروسيا

وتعقيبا على قرار الإقالة، قال الكرملين إنه يأمل في ألا يؤثر عزل جيمس كومي على علاقات موسكو وواشنطن معبراً عن الاعتقاد بأن هذا القرار لا صلة له بروسيا.

وقال «ديمتري بيسكوف» المتحدث باسم الكرملين إنه يأمل في ألا يؤثر قرار ترامب على العلاقات مع الولايات المتحدة.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف «هذا شأن داخلي تماماً بالنسبة للولايات المتحدة وهذا قرار سيادي من الرئيس الأمريكي لا علاقة له أبداً… بروسيا الاتحادية».

ونفت روسيا مرارا أي تدخل لها في الانتخابات، كما نفت إدارة «ترامب» مزاعم التواطؤ مع روسيا.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب جيمس كومي روسيا إف بي آي