«المونيتور»: مصالحة مصرية مع «الجماعة الإسلامية» مقابل تنازلات

الخميس 11 مايو 2017 06:05 ص

قالت مجلة «المونيتور» الأمريكية، إن إعلان حزب «البناء والتنمية» الذراع السياسية للجماعة الإسلامية في مصر، عن انتخابات شاملة، يثير غموضا، خصوصا أنها تجرى بشكل علني من دون الخوف من النظام الحالي، رغم القبض على عدد من قادة الجماعة الإسلاميّة، أبرزهم رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلاميّة «عصام دربالة» في مايو/أيار من عام 2015 بتهمة التحريض على العنف، والذي توفى داخل السجن في 9 أغسطس/آب من عام 2015 بسبب مشاكل صحية.

وتساءل الكاتب «جورج ميخائيل» في تقريره المنشور بمجلة «المونيتور» الأمريكية، هل تعكس إعادة هيكلة الحزب بشكل علني مقدمة لعودته إلى الحياة السياسيّة والتصالح مع النظام الحالي؟.

وأثارت انتخابات حزب «البناء والتنمية» الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، تساؤلات حول عودتها للمشاركة في الحياة السياسية، مرة أخرى، بعد غياب عنها منذ الانقلاب العسكري على الرئيس «محمّد مرسي» في 3 يوليو/ تموز من عام 2013، وإعلان الحزب المشاركة في تحالف دعم الشرعيّة وتحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين ضد النظام الحالي.

وبدأت انتخابات حزب البناء والتنمية في 8 إبريل/نيسان وستنتهي في 13 مايو/أيّار لتشمل انتخابات الأمانات على مستوى الجمهوريّة، ثم انتخابات الهيئة العليا ورئاسة الحزب.

خطّة إعادة الهيكلة، التي أعلن عنها حزب البناء والتنمية يوم 3 أبريل/نيسان 2017 ، تبدأ بانتخابات المحافظات، فالهيئة العليا للحزب، ثمّ الانتخابات على منصب رئيس الحزب، إضافة إلى إرسال الأمين العام للحزب «جمال سمك» رسالة لأعضاء الحزب لحثّهم على المشاركة في الانتخابات نشرت على موقع الحزب يوم 17 أبريل/نيسان 2017، وقال فيها: «فترة الأربع سنوات الماضية كانت هناك مناصب قياديّة محجوزة فقط وأصحابها لا يشاركون في أعمال الحزب، وكان البعض الآخر يشارك مشاركة ضعيفة. ولذلك، نهيب بالسادة أعضاء الحزب من يجد في نفسه الوقت والجهد في أن يشارك في أعمال الحزب فليتقدّم للمناصب القياديّة».

وقال الباحث في شؤون الجماعات الإسلاميّة «ماهر فرغلّي»، خلال تصريحات لــ«المونتيور»: «إنّ الجماعة الإسلاميّة فقدت قدرتها على الحشد والسيطرة على أنصارها، لأنّها لا تريد أن تحدّد موقفها، ودائماً تقف على الحياد بين الإخوان والدولة، وغياب رؤيتها السياسيّة أفقدها قطاعاً كبيراً من أنصارها سواء أكانوا الرافضين للعنف أو غيرهم من الداعمين للإخوان أو من لهم موقف معارض للسلطة الحاليّة».

أضاف: «أنّ انتخابات حزب البناء والتنمية، التي تجري في العلن، تتمّ برغبة الدولة، ولكن في الوقت نفسه يدرك النظام الحاكم أنّ الجماعة الإسلاميّة تناوره وتريد خداعه. ولذلك، يتركها تجري انتخابات حزبها حتى يثبت أنّه ليس في معركة ضد الإسلاميّين في وجه عام ويفتّت صفوف أعدائه. ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمّد مرسي، لم تنقطع جسور التواصل بين الأمن وبعض قادة الجماعة الإسلاميّة، لكنّ كل طرف يعلم نيّة الآخر تجاهه».

وتابع «فرغلّي»: «إنّ الدولة ستوافق على مشاركة حزب البناء والتنمية في الانتخابات، وإذا أراد ذلك فلن تمنعه، لكنّ المصالحة الكاملة ستأتي عندما تعلن الجماعة الإسلاميّة موقفاً معلناً وواضحاً لرفض أساليب الإخوان المسلمين وتنحاز بشكل كامل إلى الدولة».

ويشترط النظام المصري، عودة ما يسميهم «القادة الإصلاحيّين»، الذين استقالوا مثل الدكتور «ناجح إبراهيم» والذي قدم استقالته من الجماعة الإسلامية مارس/آذار 2011 بسبب خلافات داخل الجماعة والذي أشرف على المراجعات الفكريّة في السجون بالتسعينيّات والتي أعلنت فيها وقف العنف ضد الدولة في عهد الرئيس المصري المخلوع «محمد حسني مبارك».

وانتقد عضو مجلس النوّاب المصري «محمّد أبو حامد»، إجراء حزب البناء والتنمية إنتخاباته في العلن، وقال: إن «بقاء حزب البناء والتنمية، هو أمر باطل لأنّه حزب قائم على أساس دينيّ حيث ينص الدستور على عدم تأسيس أحزاب على أساس ديني، وهناك دعاوى قضائيّة كثيرة لحلّه».

وكانت عدة دعاوى قضائية للمطالبة بحل حزب البناء والتنمية منها دعوى أقامها المحامي «حمدي الفخراني» لاتهامه الحزب أنه أقيم على أساس ديني.

ورأى «خالد الزعفراني»، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن الجماعة الإسلامية خسرت كثيرا من تحالفها مع الإخوان عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، فقيادات الإخوان استغلت أنصار الجماعة الإسلامية من خلال مشاركتهم في التحالف الداعم للشرعية والذي انفصلت عنه الجماعة الإسلامية مؤخرا بسبب غضب قيادات الجماعة الإسلامية من تصريحات نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أمام مجلس العموم البريطاني التي اتهم فيها الجماعة الإسلامية بانتهاج العنف.

وأضاف:«هناك رغبة لتيار في الجماعة الإسلامية أن تعيد هيكلة الحزب من جديد والتنصل من جماعة الإخوان المسلمين، والعودة مرة أخرى للحياة السياسية، وقيادات هذا التيار يدركون أنه كلما ابتعدت الجماعة الإسلامية عن جماعة الإخوان وهاجمتها يزيد قربها من الدولة وفرصتها مرة أخرى للعودة للحياة السياسية».

وطالما تجري الجماعة الإسلاميّة إنتخاباتها في العلن وتنشر كلّ أخبارها على موقعها الإلكترونيّ وتخلّت عن العمل السريّ، فذلك يعكس وفق «المونيتور» رغبة الدولة في تعامل جديد معها يختلف عن تعاملها مع جماعة الإخوان المسلمين، والتي تمّ تصنيفها من قبل الانقلاب العسكري بأنها «جماعة إرهابيّة» في فبراير/شباط من عام 2014 .

  كلمات مفتاحية

الجماعة الإسلامية عصام دربالة ناجح إبراهيم البناء والتنمية الإخوان