رفضت القاهرة اقتراحا روسيا بنشر أمنيين لها في المطارات المصرية التي تستقبل الطيران الروسي.
وقال مصدر في وزارة الطيران المدني المصرية، إن روسيا اقترحت خلال المشاورات حول اتفاق سلامة الطيران بين البلدين وجود وفد أمني بصفة مستمرة في المطارات المصرية التي تستقبل الطيران الروسي لكن الاقتراح لم يلق قبولا، خاصة أن مصر تقوم بتنفيذ كافة الإجراءات الأمنية داخل المطارات ومن وقت دخول الطائرة المجال الجوي المصري حتى إقلاعها في رحلة العودة.
وأضاف المصدر أن مسألة وجود عناصر أمن من دولة أجنبية وبصفة دائمة في المطارات تمس سيادة الدولة، مشيرا إلى أن يمكن البحث عن بدائل أخرى تحقق المنفعة والأهداف المرجوة وهي تأمين الركاب والطيران.
وأوضح المصدر أن القاهرة تنتظر أن تقوم روسيا باتخاذ قرار بعودة الطيران إلى مصر، بعدما قام عدد من الدول بما فيها بريطانيا باستئناف الرحلات إلى معظم المطارات المصرية باستثناء شرم الشيخ.
وذكر المصدر أن مصر تعاونت خلال المرحلة السابقة مع كافة اللجان الروسية لمتابعة إجراءات تأمين المطارات، مؤكدا أنه تم تنفيذ نسبة كبيرة من الإجراءات التي طالبت بها تلك اللجان، والتي كانت تتعلق بشراء وتركيب أجهزة حديثة لتأمين الركاب والحقائب وتفتيش العاملين بالمطارات.
وقال: «لم يتبق سوى استكمال تدريب الكوادر اللازمة للعمل على الأجهزة الجديدة والحديثة لضمان دقة عملية التفتيش وبالتالي سلامة وأمن كافة رحلات الطيران»، مشيرا إلى نية القاهرة دعوة الخبراء الروس لزيارة مصر والاطلاع على الإجراءات الأمنية في كافة المطارات.
وفي ذات السياق، نقلت صحيفة «الوطن» المصرية عن مصدر مسؤول بوزارة الطيران المدني أن المفاوضات مع روسيا بخصوص عودة استئناف الرحلات بين البلدين والإجراءات المؤدية لذلك متوقفة منذ شهر فبراير/شباط الماضي، لافتا إلى أنه لا توجد أي اتصالات مع الجانب الروسي حاليا في هذا الإطار.
وقال المصدر إن الوزارة رفضت العام الماضي طلبا روسيا بوجود خبراء أمنيين روس بالمطارات المصرية كون ذلك يمس السيادة ويفتح الباب لقيام دول أخرى بالقيام بمثل تلك اﻷفعال، كما لم توقع مطلع العام الجاري على اتفاقية في مجال أمن الطيران بين البلدين لوجود بعض البنود التي تمس بمبدأ سيادة الدولة على أراضيها.
وأضاف أن الوزارة وافقت قبل ذلك على وجود أفراد أمن روس على الرحلات الروسية المقلعة من المطارات المصرية كون ذلك إجراء متبعا في مجال الطيران، منوها بأن وزارة الطيران المدني والشركات التابعة لها استجابت لكل التوصيات الفنية التي طالبت بها اللجان التفتيشية الروسية التي زارت مصر منذ سقوط الطائرة الروسية بسيناء أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2015 وحتى فبراير/شباط الماضي.
في غضون ذلك، نفى المستشار الإعلامي لوزارة الطيران المدني المصرية «باسم عبدالكريم» ما نشر علي بعض المواقع الإلكترونية نقلا عن وكالة «سبوتنك» الروسية بشأن دعوة مصر لخبراء روس للإطلاع علي الإجراءات الأمنية تمهيدا لعودة الرحلات الروسية بين البلدين، مؤكدا رفض مصر لمقترحات روسية أخرى في نفس السياق.
يذكر أن حركة الطيران بين مصر وروسيا توقفت منذ نهاية عام 2015، بعد تحطم الطائرة الروسية «إيرباص–321» في الجو، فوق منطقة شمال سيناء المصرية، بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، جراء انفجار قنبلة تم وضعها على متنها.
وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن التفجير، الذي أسفر عن مقتل 224 شخصا كانوا على متن الطائرة.
