الإمارات تطلق «خلفان» على «الجزيرة» بعد تناولها دعم أبوظبي لانفصاليي اليمن

الأحد 21 مايو 2017 08:05 ص

شن الفريق «ضاحي خلفان» نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، هجوما حادا على فضائية «الجزيرة»، بعد تناولها دور بلاده في دعم انفصالي جنوب اليمن.

وفي سلسلة تغريدات، هاجم «خلفان»، فضائية «الجزيرة»، وقال: «الإمارات تقول عنها قناة الجزيرة إنها تدعم بن بريك.. ما كأننا دعمنا شرعية (الرئيس اليمني عبد ربه منصور) هادي أكثر مليون مرة من قطر».

وأضاف: «إساءة قناة الجزيرة للإمارات لن تغير في قناعة القطريين والعرب كلهم في مواقف الامارات المشرفة في مختلف القضايا العربية».

وتابع: «نحن أمام قناة تمتدح ايران وتلعن العرب، قناة تقف مع من يقف ضد الصف العربي».

واستطرد: «قناة المتاجرة بالأمن العربي آخر من يتكلم»، بحسب قوله.

كما عاد «خلفان» لشن هجوم على الرئيس اليمني، وقال: «القطري والعربي وغير العربي يعرف الامارات وتضحياتها الغالية لدعم الشرعية.. رغم أنني شخصيا لا أرى لهادي شرعية وهو منبطح في الفندق».

وتساءل: «رجل يخاف من الوجود في عدن.. ورجال على أرض اليمن يقاتلون.. هل يستوون؟».

وبحسب مراقبين، يجب أخذ حديث «خلفان» على محمل الجد، مشيرين إلى أن الإمارات كثيرا ما تسرب توجهاتها عبر ناشطين وسياسيين وإعلاميين موالين لها، في كثير من القضايا، وخصوصا الشأن اليمني.

وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها «خلفان، الرئيس اليمني، والتي كان آخرها، مطالبته بتغيير «هادي»، بعد ساعات من إقالته لمسؤولين يمنيين محسوبين على الإمارات.

وأيضا، حرض «خلفان» - وذلك بعد ساعات من إقالة «هادي» لمسؤولين يمنيين محسوبين على الإمارات - على انفصال الجنوب على شمال اليمن، مفصحاً لأول مرة عن مخطط إماراتي تحدثت عنه لفترة طويلة أطراف يمنية عدة. (طالع المزيد)

وفي 27 أبريل/ نيسان الماضي، أقال الرئيس اليمني «عيدروس الزبيدي» محافظ عدن السابق، و«هاني بن بريك» وزير دولة سابق من منصبيهما، وهما من أهم رجال الإمارات في الجنوب اليمني، وهو ما أثار امتعاض وسخط قادة إماراتيين.

وبعد أيام من إقالة «بن بريك» و«الزبيدي» خرجت مظاهرة حاشدة في عدن نظمها أنصار «الحراك الجنوبي» للاحتجاج على الخطوة، وصدر عنها ما سُمى بـ«إعلان عدن التاريخي»، القاضي بتفويض «الزبيدي» بتشكيل مجلس سياسي لإدارة المحافظات الجنوبية، ليتمخض عنه تأسيس «المجلس الانتقالي الجنوبي».

ووصل «الزبيدي» و«بن بريك»، مساء الجمعة إلى الإمارات، عقب أسبوع في السعودية، لم يلتقيا فيه أحد من المسؤولين، لحل أزمة انفصال الجنوب.

ويتهم مقربون من «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم «هادي» بتفضيل دعم حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الجناح السياسي لـ«جماعة الإخوان المسلمين» في اليمن.

وتسعى أبوظبي إلى تضييق الخناق والقضاء على رجال المقاومة المحسوبين على التجمع اليمني للإصلاح استباقا لأي دور لهم سياسي في اليمن خاصة بعد إظهار «هادي» اعتماده على إصلاحيي اليمن بصورة كبيرة من خلال إقالة من يوصف رجل أبوظبي في اليمن «خالد بحاح» وتعيين «محسن الأحمر» المقرب من «الإصلاح»، في المنصب الثاني في الدولة عسكريا ومدنيا.

كما نجحت الإمارات، في السيطرة على حلفائها في الجنوب، لتعطيل بعض الخدمات أثناء وجود «هادي» في عدن، لخلط الأوراق وإظهار الحكومة بمظهر العاجز عن تقديم الخدمات.

ولعل منع طائرة الرئيس اليمني من الهبوط في مطار عدن، في فبراير/ شباط الماضي، مما اضطرها للهبوط في جزيرة سقطرى، يؤكد صحة النزاع الخفي بين «هادي» ودولة الإمارات، ويفضح حدود سلطة الرئيس اليمني، من جهة، والنفوذ الكبير الذي تلعبه أبوظبي في المناطق الخاضعة، افتراضيا، لسلطات الشرعية اليمنية.

وتسيطر الإمارات على ساحل الجنوب اليمني بشكل كامل تقريبا منذ / آب أغسطس 2015، ويرى مراقبون أن سلوك دولة الإمارات في المساحة البحرية من جزيرة «سقطرى» إلى باب المندب يبدو عملا منتظما.

ولا تزال الإمارات تتشبث بعدن كأبرز مركز لقواتها في اليمن، وهي تحركات تشير في مجملها أن الإمارات تركز أنشطتها في الآونة الأخيرة حول مضيق باب المندب بشكل واضح كما يقول مراقبون.

وشهدت الفترة السابقة، دور بارز للإمارات في تغذية التوجهات المناطقية في المحافظات الجنوبية، إضافة إلى تأسيس هوية وعقيدة عنصرية للقوات التي تم تشكيلها في الجنوب، وبما يشكل طعنة في خاصرة الوحدة والشرعية.

في صراع النفوذ هذا تفاصيل كبيرة لم يكشف عنها بعد، وربما تلقي الأيام المقبلة ما في جعبتها بهذا الخصوص، لا سيما مع سعي «هادي» لتوطيد أقدامه في عدن، وهو ما يواجه بضغوط المصالح الإماراتية هناك.

  كلمات مفتاحية

الإمارات الجزيرة قطر ضاحي خلفان بن بريك الزبيدي انفصال الجنوب

القوات الموالية للإمارات.. كلمة سر مخطط انفصالي في اليمن

مع استمرار هجومه على «هادي».. «خلفان» يروج للمخلوع «صالح»

سيطرة «الحراك» بدعم إماراتي على جنوب اليمن.. «هادي» يواجه انفصالا متوقعا بسياسة الاحتواء

«خلفان» يشيد بقرار حظر «الجزيرة».. ويتساءل: لماذا يا قطر تشقين الصف؟