«ترامب» أمام قمة الرياض: مواجهة «التطرف الإسلامي» ليست حربا بين الأديان

الأحد 21 مايو 2017 02:05 ص

قال الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، إن مكافحة الإرهاب ليست حربا بين الحضارات والأديان ولا حربا على الإسلام، بل هي معركة بين الخير والشر، مشيرا إلى أن توحيد الجهود هو الطريق الوحيد لمحاربة الإرهاب.

ولفت خلال كلمته في القمة الإسلامية الأمريكية، التي تستضيفها الرياض، الأحد، بمشاركة 55 زعيماً عربياً وإسلامياً، إلى أن «الأرقام تشهد أن أكثر ضحايا الإرهاب حول العالم هم من المسلمين».

وتابع: «عندما ننظر لضحايا العنف لا ننظر إلى دينهم، ويجب أن يشعر أي مؤمن بالإهانة عندما يقتل إرهابي شخصا باسم الرب».

وأكد «ترامب» أن «هذه القمة ستكون علامة على نهاية من يمارس الإرهاب والتطرف، والإيديولجية التي يقوم عليها».

وأضاف مخاطباً قادة المسلمين: «مستعدون للوقوف معكم للبحث عن مصالح وأمن مشتركة، ولسنا هنا لنملي على الآخرين كيف يتصرفون أو يتعبدون».

وأشار إلى أن مكافحة الإرهاب الإسلامي ليس موجها ضد الدين، داعيا الدول المسلمة دحر الإرهابيين.

ووجه حديثه إلى المجتمعات الإسلامية، قائلا: «اطردوا المتطرفين من أماكن عبادتكم وادحروهم، وعلى كل دولة أن تضمن أن لا ملاذ للإرهابيين على أراضيها».

وقال «ترامب» إنها «معركة بين مجرمين متوحشين، يريدون إبادة الحياة البشرية وأناس متحضرين من كل الديانات، يريدون حمايتها»، مضيفاً أن «مسيرة السلام تبدأ من هنا من هذه الأرض المقدسة».

وأضاف: «يعني هذا مواجهة صادقة لأزمة التطرف الإسلامي، وجماعات الإرهاب الإسلامية، التي يلهمها هذا التطرف. ويعني الوقوف معاً في وجه قتل المسلمين الأبرياء، وقمع النساء، واضطهاد اليهود، وذبح المسيحيين».

كما طالب «ترامب» الدول المسلمة بتولي دور الريادة في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».

واستطرد قائلاً: «الإرهابي لا يعبد الله بل يعبد الموت، وحزب الله وحماس وداعش وغيرهم يمارسون نفس الوحشية».

حيث ربط الرئيس الأمريكي بين تنظيم «الدولة الإسلامية» و«حزب الله» و«القاعدة» و«حماس»، وقال إن «هذه التنظيمات تمثل أشكالا مختلفة من الإرهاب».

كما اعتبر «ترامب»، مركز مكافحة الإرهاب الجديد، الذي تم إطلاقه اليوم، إعلانا واضحا بأنه على الدول الإسلامية أخذ الدور الريادي بمكافحة الإرهاب.

وقال: «علينا الاتحاد جميعا في مكافحة الإرهاب، حتى يتم حرمان الإرهابيين من أي ملاذ آمن».

ولفت «ترامب»، إلى أن «عدم التصدي للإرهاب سيؤدي إلى انتشاره بشكل أكبر»، مشيرا إلى أن «95% من ضحايا الإرهاب مسلمون، ومعظم ضحايا الإرهاب مدنيون».

وأضاف: «هذه القمة ستكون بداية للسلام في الشرق الأوسط، حيث أننا نهدف لتحقيق السلام والرخاء والأمن في المنطقة وكل العالم».

كما شن «ترامب»، هجوما على إيران، وقال إنها «تمول الميليشيات وتنشر الدمار في المنطقة، وهي المسؤولة عن زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق واليمن وسوريا».

وأضاف: «إيران أججت الصراع الطائفي، والنظام الإيراني هو المسؤول عن عدم الاستقرار في المنطقة».

وأكد الرئيس الأمريكي، أن الشعب الإيراني واجه اليأس والفقر بسب السياسيات المتهورة للنظام الإيراني.

وأشار إلى أن رئيس النظام السورى «بشار الأسد»، ارتكب جرائم لا توصف بدعم من إيران.

وأشاد «ترامب» بقرار السعودية اعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية، واعتبره «قرار صائب»، مضيفا: «الرياض انضمت إلينا هذا الأسبوع في فرض عقوبات على شخصيات من حزب الله».

ودعا «ترامب» في هذا السياق، العالم بأسره إلى إدراج «حزب الله» في قائمة التنظيمات الإرهابية على المستوى الدولي.

وأكمل الرئيس الأمريكي: «اجتماعاتي مع المسئولين السعوديين نتج عنها تعهد بالتعاون الوثيق بين البلدين، معلنًا تشكيل اتحاد لحل أزمات الشرق الأوسط والعالم».

وأضاف: «سنقوم بأمور رائعة عسكريا لتعزيز أمن حلفائنا الموجودين هنا»، مشيرا إلى إبرام صفقات بنحو 400 مليار دولار مع المملكة.

واستطرد مشددا: «من الضروري ألا تنتظر دول الشرق الأوسط من الولايات المتحدة أن تحارب الإرهاب نيابة عنها... إن شعوب الشرق الأوسط عليها أن تختار بنفسها ما هو المستقبل الذي تريده، وليس الولايات المتحدة».

وتعهد الرئيس الأمريكي في الوقت ذاته بأن بلاده ستقوم بإصلاحات تدريجية في دول الشرق الأوسط، لكنه شدد على أن هذه العملية لن تشكل تدخلات مباشرة في شؤونها.

وذكر أن الدول المشاركة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، ستبرم معاهدة لحظر تمويل الإرهاب.

ولفت «ترامب»، خلال كلمته، إلى أن أمريكا لديها رؤية للسلام والأمن والرخاء فى الشرق الأوسط والعالم، خاصة أن الشرق الأوسط كان لقرون موطنا للتعايش بين المسلمين واليهود والمسيحيين.

وأضاف: «السلام في هذا العالم ممكن بما في ذلك السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين».

وامتدح الرئيس الأمريكي، دور قطر في الحرب على الإرهاب، واصفاً إياها بـ«الشريك الاستراتيجي».

كما امتدح أداء الجيش الأردني واستهدافه مواقع تنظيم تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، ودور القوات العراقية في معركة الموصل.

وثمن أيضا، بدور تركيا في استقبال اللاجئين.

وحول العلاقة السعودية الأمريكية، اعتبر «ترامب»، قمة اليوم، بمثابة إطلاق فصل جديد فى الشراكة سيحقق فوائد دائمة لكل المواطنين.

وقال: «الملك عبد العزيز هو من أطلق الشرارة الدائمة للعلاقات المستمرة مع الولايات المتحدة الأمريكية»، مقدما رسالة صداقة وأمل وحب باسم الشعب الأمريكي لكل الدول المشاركة فى قمة الرياض.

وقوبل «ترامب» بحفاوة بالغة من الزعماء العرب الذين نحوا جانباً تصريحات حملته الانتخابية عن المسلمين، وركزوا على رغبته في كبح جماح نفوذ إيران في المنطقة، وهو التزام يعتبرون أن إدارة سلفه «باراك أوباما» كانت تفتقر إليه.

كما أن عبارة «الإرهاب الإسلامي الأصولي» التي تميزت بها تصريحات «ترامب» من قبل، لم ترد في خطابه، واستبدلها تارة بـ«الإرهاب» أو «التطرف الإسلامي».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ترامب الإرهاب الإسلام التطرف السعودية العالم الإسلامي أمريكا