تسريبات «العتيبة»: ولي عهد أبوظبي يوظف مجموعات بحثية أمريكية وإسرائيلية لتشويه قطر والجزيرة

السبت 3 يونيو 2017 01:06 ص

تم اختراق حساب البريد الإلكتروني لأحد أكثر الأجانب نفوذا وتأثيرا في واشنطن. تم إرسال عينة صغيرة من الرسائل الإلكترونية التي تم الحصول هذا الأسبوع إلى وسائل الإعلام بما في ذلك هاف بوست وديلي بيست، وإنترسبت، مع وعد من القراصنة بنشر كل الرسائل علنا.

ينتمي حساب هوتميل المخترق إلى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة «يوسف العتيبة». واستطاعت ذا إنترسبت التأكد من أنه البريد الذي يستخدمه العتيبة في معظم أعماله في واشنطن. وأكدت صحيفة هاف بوست أنها تأكدت أن رسالة واحدة على الأقل من هذه الرسائل كانت أصلية، وأكدت دولة الإمارات العربية المتحدة بدورها أن حساب «عتيبة» تمت قرصنته.

ويأتي نفوذ «العتيبة» بكل رئيسي من جدول أعماله المزدحم، حيث أن السفير معروف جيدا بإقامة حفلات العشاء الفخمة واستضافة شخصيات قوية في رحلات باهظة الثمن. في العديد من مناسبات أعياد الميلاد السابقة، قام «العتيبة» بإرسال أجهزة آيباد كهدايا للصحفيين وغيرهم من اللاعبين ذوي السلطة في واشنطن. وحتى الآن لا توجد أي معلومات حول نوعية الرسائل التي تمت قرصنتها من البريد الإلكتروني.

استخدم المخترقون امتداد بريد إلكتروني مرتبط بروسيا، وأشاروا إلى أنفسهم باسم غلوبالكس. كما ربطوا أنفسهم نفسهم بـ«دكلياكس»، وهو موقع إلكتروني سبق أن سرب رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بلجنة الحزب الديمقراطي. وقال مجتمع الاستخبارات إن دكلياكس هو موقع إلكتروني تديره روسيا، وهو ما يعني أن قراصنة العتيبة إما مرتبطون بروسيا أو يحاولون إعطاء الانطباع بأنهم كذلك.

يذكر أن روسيا ودول الخليج العربية، الموالية للولايات المتحدة، يتنافسون معا منذ زمن طويل. كما يدعم كل فريق منهم جانبا مختلفا من الصراع السوري، ويحملان موقفا مختلفا تجاه إيران، حليف روسيا المنافس لدول الخليج.

وتظهر رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلت حتى الآن إلى علاقة متنامية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمؤسسة المؤيدة لـ(إسرائيل) والمحافظين الجدد والمعروفة باسم «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات».

على السطح، يجب أن يكون التحالف مفاجئا، حيث أن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تعترف بـ(إسرائيل). ولكن البلدين يعملان اليوم معا بشكل وثيق ضد خصومهم المشتركين في المنطقة.

وازدادت العلاقات بين (إسرائيل) ودول الخليج في السنوات الأخيرة، حيث يخشى الجانبان من أن تقترب إيران من التطبيع مع الغرب، وبالتالي ستزيد نفوذها وقوتها في المنطقة. ولكن هذا التحالف لا يزال غير معلن.

وتظهر الرسائل المسربة قيام الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية «مارك دوبويتز» بتبادل العديد من رسائل البريد الإلكتروني مع كل من سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة «يوسف العتيبة» إضافة إلى «جون هانا» نائب مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس «ديك تشيني»، وأحد مستشاري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي رسائل تتعلق بجهود مشتركة لمواجهة خصوم أبوظبي في الدوحة وطهران.

وتظهر رسائل البريد الإلكتروني التي تم الاستيلاء عليها مستوى ملحوظا من التعاون الخلفي بين مركز أبحاث المحافظين الجدد (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات) الذي يموله الملياردير الموالي لـ(إسرائيل)، «شيلدون أديلسون» الحليف لرئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» الذي يعد من أكبر المانحين السياسيين في الولايات المتحدة، وبين دول الخليج العربية.

ويتمتع «هانا» و«العتيبة» فيما يبدو بعلاقات وثيقة. في 16 أغسطس/آب من العام الماضي، أرسل «هانا» إلى «عتيبة» مقالا يزعم أن الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات كانا متورطين في دعم محاولة الانقلاب القصيرة التي وقعت في تركيا في يوليو/ تموز معقبا: «شرفنا أننا ذكرنا بصحبتكم».

الهجوم على قطر

وفي أحد هذه الرسائل، وهي رسالة يعود تاريخها إلى أواخر إبريل/نيسان من هذا العام، اشتكى «هانا» لـ«عتيبة» أن قطر، الدولة الخليجية المنافسة للإمارات العربية المتحدة، تستضيف اجتماعا لحماس في فندق مملوك للدولة في الدوحة. وأجاب «عتيبة» أن هذا ليس خطأ الحكومة الإماراتية وأن القضية الحقيقية هي القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر.«عليكم أن تقوموا بنقل القاعدة وسوف نقوم بنقل الفندق».

وتناول أحد رسائل البريد الإلكتروني بالتفصيل جدول الأعمال المقترح لاجتماع قادم بين مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية وبين مسؤولين حكوميين إماراتيين من المقرر عقده في الفترة من 11 إلى 14 يونيو/حزيران الحالي. تم إدراج «دوبويتز» و«هانا» ضمن القائمة الحضور. ويأتي ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد آل نهيان» على رأس قائمة المدعوين للحضور من الجانب الإماراتي.

ويتضمن جدول الأعمال مناقشة مستفيضة بين البلدين حول قطر. ومن المقرر أن يناقشوا، على سبيل المثال ملفا حول قناة الجزيرة بعنوان: «الجزيرة وعدم الاستقرار الإقليمي».

وهناك نقاش أيضا حول السياسات التي يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة والإمارات للتأثير بشكل إيجابي على الوضع الداخلي الإيراني. من بين هذه السياسات «أدوات سياسية واقتصادية وعسكرية واستخباراتية وسيبرانية»، والتي تثار أيضا كرد محتمل على «احتواء العدوان الإيراني وهزيمته».

جدول مناهض للديمقراطية

وأيا كان جدول أعمال دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي بالتأكيد لا تعزز الديمقراطية.

وبنما كانت الاحتجاجات تنتشر في مصر، حاول «عتيبة» دن نجاح دفع البيت الأبيض إلى دعم «مبارك». وبعد أن وصل الإخوان المسلمون إلى السلطة في انتخابات ديمقراطية، ملأ صندوق البريد الإلكتروني لـ«فيل جوردون»، مستشار البيت الأبيض في الشرق الأوسط، برسائل مناهضة لجماعة الإخوان وداعميها في قطر. يمكنك أن تتأكد أنه عندما يكون لدى «عتيبة» ما يقوله حول موضوع من هذا القبيل، فإن المسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية وفي البيت الأبيض سوف يتلقون ذلك في رسائل متشابهة، إن لم تكن متطابقة.

نحن اليوم نملك فكرة عما حوته تلك الرسائل الإلكترونية. في رسالة أرسلها في 3 يوليو / تموز 2013، نفس اليوم الذي قام فيه الجيش المصري بالإطاحة بالرئيس «محمد مرسي»، قام «العتيبة» بالضغط على مسؤولين سابقين في إدارة «بوش» ومنهم «ستيفن هادلي» و«جوشوا بولتن» لتبني وجهة نظره بشأن مصر والربيع العربي.

وقال «العتيبة» في رسالته: «بلدان مثل الأردن والإمارات العربية المتحدة هم آخر الواقفين في معسكر المعتدلين». وأعرب «العتيبة» عن أسفه أن الربيع العربي عزز نمو التطرف على حساب الاعتدال والتسامح. (الصورة: رسالة من العتيبة إلى جوشوا بولتن تروج لانقلاب مصر)

ووصف «العتيبة» الإطاحة بـ«مرسي» بنبرة متوهجة: «الوضع اليوم في مصر ثورة ثانية. هناك المزيد من الناس في الشوارع اليوم أكثر من يناير/كانون الثاني 2011. هذا ليس انقلابا ولكنه ثورة ثانية. الانقلاب عندما يفرض الجيش إرادته على الناس بالقوة. واليوم، يستجيب الجيش لرغبات الشعب.

وارتدت مصر اليوم إلى ديكتاتورية قمعية حليفة لكل من الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة.

المصدر | ذا إنترسبت

  كلمات مفتاحية

تسريبات العتيبة قطر الجزيرة مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات