قالت قناة «أم أس أن بي سي» الأمريكية إن الرئيس «دونالد ترامب» «ربما لم يكن يعلم» أن قطر تستضيف أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط عندما أشاد بدول خليجية قطعت علاقاتها مع الدوحة.
القناة ذكرت تلك المعلومة، في تقرير لها، نقلاً عن مصادر في البيت الأبيض، حسب موقع «روستوري» الإخباري الأمريكي.
وعبر سلسلة تغريدات على «تويتر»، الثلاثاء الماضي، أشاد «ترامب» بقرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات مع قطر.
«عاصفة التغريدات»، التي هبت من «ترامب»، كما وصفها موقع «روستوري»، فاقمت التوتر الخليجي؛ حيث صعدت المخاوف قطرية من حدوث توغل عسكري لأراضيها من الجانب السعودي.
لكن «ترامب» حاول لاحقا التخفيف من وطأة تصريحاته على الجانب القطري؛ عندما أجرى محادثة هاتفية مع أمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد»، الأربعاء، عارضاً مساعدة الإدارة الأمريكية في نزع فتيل الأزمة الخليجية.
وفقا لتقارير من شبكة «سي إن إن»، فإن «غصن الزيتون»، الذي قدمته «ترامب» للشيخ «تميم» جاء مدفوعاً بتحذيرات من مسؤولين أمريكيين من أن قطر وضعت قواتها الأمنية في أعلى دراجات الاستعداد.
وتعد قطر موطن لقاعدة «العديد» الجوية، وهي أحد أهم المحطات المستخدمة في مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتضم حوالي 11 ألف جندي أمريكي.
كان «ترامب» أثنى، في سلسلة تغريدات، الثلاثاء الماضي، على قرار دول خليجية وعربية قطع العلاقات مع قطر؛ إذ اعتبر أن تلك الخطوة هي إحدى نتائج زيارته الأخيرة للسعودية، قائلا: «خلال زيارتي للشرق الأوسط أكدت ضرورة وقف تمويل الأيدولوجية المتطرفة (في إشارة إلى كلمته خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية) والقادة أشاروا إلى قطر – انظر!».
وأضاف: «من الجيد رؤية أن زيارتي للسعودية مع الملك (العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز) و50 دولة تؤتي ثمارها. قالوا إنهم سيتخذون نهجاً صارماً ضد تمويل الإرهاب، وكل المؤشرات كانت تشير إلى قطر. ربما سيكون هذا بداية النهاية لرعب الإرهاب».
انزعاج داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس
تغريدات «ترامب» تلك أثارت انزعاجاً داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس؛ إذ توالت بعدها تصريحات من مسؤولين أمريكيين تؤكد على متانة التحالف الأمريكي القطري، وخاصة بشأن ما يتعلق بالقاعدة الجوية الأمريكية في قطر.
وشمل ذلك اتصالاً أجراه وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس» اتصالاً هاتفياً مع نظيره القطري، في اليوم ذاته.
كما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) على أنه «ليس لدى الولايات المتحدة خطط لتغيير وضعنا في قطر»، رافضة التعليق على تغريدات «ترامب».
عضو الكونغرس الأمريكي عن ولاية «كونيتيكت»، «جيم هيمس»، استنكر كذلك تغريدات «ترامب»، وقال عبر حسابه على «تويتر»: «لقد قلت على شبكة (سي إن إن) إن ترامب يهدد أمننا القومي. ثم غرد بهذه اللآلئ (سخرية) عن دولة تستضيف 10000 من جنودنا».
وفي السياق ذاته، حذر «ماكس فيشر» المحلل السياسي لدى صحيفة «نيويورك تايمز» من الموقف الذي ينتهجه، «ترامب»، تجاه قطر في سياق الأزمة الخليجية، معتبراً أن يبعث بـ«رسالة مخيفة» للحلفاء.
وقال «فيشر» إن «ترامب» أظهر من خلال تغريداته تلك «تخلياً عن التحالف الأمريكي القطري»، وهو «أمر غير مسبوق» في العلاقات بين البلدين.
وأضاف، عبر موقع «تويتر»، أن «تغريدات ترامب تعني بوضوح أنه يدعم الحصار (على قطر)؛ لأن السعودية، المنافس الرئيسي لدولة قطر، اقنعته بذلك».
ورأى أن «السهولة التي تخلى بها ترامب عن قطر، مع عدم إظهاره أي محاولة لعلاج المشاكل معها مباشرة، يرسل رسالة مخيفة إلى الحلفاء».
وحذر من أن موقف «ترامب» من قطر سيجعل «حلفاء الولايات المتحدة لديهم نفس المشكلة، التي يعاني منها المسؤولون في البيت الأبيض، وهي الخوف من أن منافسيهم قد يلقون بهم في طريق ترامب؛ ما يؤدي إلى الإطاحة بهم».
