«و.س. جورنال»: الأغذية الإيرانية تتدفق إلى الدوحة لمواجهة الحصار

الثلاثاء 13 يونيو 2017 10:06 ص

أعلن مسؤولون إيرانيون يوم الأحد أن إيران أرسلت مئات الأطنان من الأغذية إلى قطر في الأيام الأخيرة، وهي أول علامة على محاولة الجمهورية الإسلامية إدخال نفسها في أسوأ قطيعة سياسية منذ عقود بين بعض من أوثق الحلفاء في الشرق الأوسط.

وكان من المفترض أن تساعد شحنات الغذاء على تخفيف وطأة العزلة الاقتصادية على قطر بعد أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة وأغلقت حدودها الجوية والبحرية والبرية إلى البلد الخليجي العربي الصغير، حيث تمتلك الولايات المتحدة أكبر قاعدةٍ عسكرية في الشرق الأوسط.

وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أنّ إيران قد أرسلت أربعة طائرات على الأقل محملة بالفواكه والخضراوات إلى قطر منذ اندلاع الاضطرابات العربية مع الدوحة الأسبوع الماضي. ولم يتسنّ تأكيد هذا التقرير بشكلٍ مستقل.

وكانت قطر تعتمد في مجمل غذائها على حدودها البرية الوحيدة مع جارتها الأكبر السعودية، مما أثار المخاوف من حدوث نقصٍ في الإمدادات. وقام السكان في البداية بتفريغ رفوف السوبر ماركت من السلع المعلبة وغيرها من المواد بعد أخبار المقاطعة، ولكن تم استعادة الهدوء بعد أن أشارت السلطات القطرية إلى الاحتياطيات الغذائية الكبيرة للبلاد والقدرة على استيراد المواد الأساسية من أماكن أخرى.

وكانت الدول العربية الأربعة التي قطعت علاقاتها قد اتهمت قطر بالتدخل في شؤونها وإيواء الإرهابيين، مما أدى إلى أكبر أزمةٍ سياسيةٍ في منطقة الخليج منذ أعوام. وهم يرون الكيانات التي تستضيفها قطر وتدعمها، بما في ذلك الحركات الإسلامية مثل حماس والإخوان المسلمين، كمجموعاتٍ إرهابية.

ويرفض المسؤولون القطريون اتهامات الدول الأربع قائلين أنّهم لا يعتبرون الجماعات الإسلامية إرهابية، وأنّ البلاد تستضيفهم للعب دور الوسيط.

وقال المحللون أنّ الانقسام قد يمثل فرصة نادرة لإيران، القوة الشيعية الرئيسية فيى المنطقة، لدق إسفين بين خصومها السنيين المتحالفين عادةً على الجانب الآخر من الخليج العربي. وتتعارض إيران ودول الخليج في عددٍ من ساحات القتال الإقليمية، بما في ذلك في اليمن وسوريا.

ويذكر أنّ قطر عضوٌ في مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان. وتعارض معظم دول مجلس التعاون الخليجي أهداف إيران الإقليمية، بما في ذلك دعمها لحزب الله الشيعي في لبنان، ودعمها للرئيس السوري «بشار الأسد» ضد المتمردين السنة.

وقد دعمت قطر الجماعات المتمردة السورية، لكنّها كانت أكثر انفتاحًا من العديد من الدول الخليجية الأخرى في التفاعل مع إيران، التي يعتبرونها منافستهم الرئيسية على السلطة والنفوذ. ويذكر أنّ قطر التي تمتلك أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، تشترك في حقل غاز بارس الجنوبي الضخم مع إيران.

وقال «كليف كوبشان»، رئيس مجموعة «أوراسيا» الاستشارية للمخاطر السياسية: «أعتقد أنّ إيران ترى هذه فرصةً كبيرة، على الرغم من الدعم القطري للمتمردين في سوريا». وأضاف: «لدى إيران الفرصة الآن للانطلاق في شراكة مع تركيا وعضو من أعضاء مجلس التعاون الخليجي. وقد لا تحصل على أفضل من هذه الفرصة».

وتعد تركيا حليفًا وثيقًا لقطر، وتدعم كذلك بعض الحركات الإسلامية الإقليمية التي استضافتها قطر، مثل الإخوان المسلمين. وقال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أنّ تركيا سوف تزود قطر بالطعام والدواء لمعالجة العزلة الناتجة عن القطيعة الدبلوماسية. كما وافق البرلمان التركي مؤخرًا على نشر قواتٍ في قاعدة تركية في قطر.

وفي الوقت نفسه، أرسلت إدارة «ترامب» إشارات متباينة بشأن الأزمة. وحث وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» الدول الأربع على وقف حصارها الاقتصادي على قطر، في حين انتقد الرئيس «دونالد ترامب» قطر على تويتر بزعم أنّها تدعم الجماعات الإرهابية.

ونقلت الصحف عن المتحدث باسم الخطوط الجوية الإيرانية قوله أنّ الشحنات الإيرانية من المواد الغذائية توجهت إلى قطر من طهران ومن مدينة شيراز الجنوبية على متن طائرة بوينج 747، وأنّ شركة الطيران مستعدة لزيادة حجم الشحنات.

ونقلت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية عن المسؤول الزراعي «علي حماتي» قوله، يوم الأحد، أنّ نحو 100 طن من المواد الغذائية تخرج كل يوم من شيراز. وقال مسؤولٌ آخر أنّ محافظة فارس الجنوبية يمكنها إرسال 45 طنًا من منتجات الألبان يوميًا إلى قطر، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية.

وفي خطوةٍ داعمةٍ أخرى، فتحت إيران مجالها الجوي للرحلات القطرية التي كانت تستخدم المجال الجوي السعودي والإماراتي والبحريني. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية أنّ  «فرهاد بارفاريش»، قائد الطيران الإيراني، قال يوم السبت أنّ نحو 100 رحلة أخرى تجتاز المجال الجوي الإيراني يوميًا أكثر من ذي قبل.

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

قطر إيران الإمارات السعودية الأزمة الخليجية