استقالة برلماني مصري احتجاجا على تمرير اتفاقية الجزيرتين

الجمعة 16 يونيو 2017 09:06 ص

قدم عضو مجلس النواب المصري، والمتحدث الرسمي باسم حزب «الوفد»، «محمد فؤاد»، استقالته من مجلس النواب رسميا، أمس الخميس، اعتراضا على تمرير اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والتي تقضي بنقل السيادة على جزيرتي «تيران وصنافير»، إلى المملكة.

وقال «فؤاد» في استقالته المقدمة إلى رئيس مجلس النواب، «علي عبد العال»: «يؤسفني أن أعرض أمام سيادتكم استقالتي من عضوية مجلس النواب، مسجلا اعتراضي على الطريقة التي أديرت بها جلسات مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي أديرت لتعبر عن رأي انتقائي، دون اهتمام باستماع وجهة النظر الأخرى، مما يضفي حالة من الإقناع لغير المتخصصين من خلال عرض يبدو مبهرا في ظل غياب رأي آخر يخالف ذلك العرض، وبصورة أكثر توثيقا وثباتا، وحققت للحكومة في أقل من أسبوع ما لم تستطع تحقيقه عن طريق القضاء في عام كامل، ورفض المجلس الوصول للحقيقة بمقارعة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان».

وأضاف، أنه «من الملاحظ أن هناك تعطيلا في حقوقنا الرقابية والتشريعية، وتعطيلا للائحة المجلس في العديد من الأمور، ومثال على ذلك الاستجواب المقدم في يوليو العام الماضي بشأن الأوضاع والخطة الاقتصادية للدولة، والذي تم رفضه على الرغم من استيفاء الشكل الدستوري واللائحي، والذي اتضح لنا بعد مرور شهور، تحقق ما جاء به من ادعاء ضد الحكومة».

وتابع: «تم منعي عمدا من ممارسة حقي في الاستفسار والاستيضاح وفقا لقواعد إبداء الرأي المتحضرة التي يتم تجاوزها استهزاءً، علما بأنها ليست المرة الأولى التي يتم التعامل فيها معي بهذا القدر من الاستهانة».

وأشار إلى أنه تم تجاهل مطالبه أثناء مناقشة اتفاقية تيران وصنافير، وهي «انتداب خبراء من رؤساء أقسام القانون الدولي في الجامعات الحكومية المصرية، وسماع الخبراء الذين تداولوا القضية أمام القضاء الإداري ليعبروا عن وجهة نظر مغايرة للتي قدمتها الحكومة»، لافتا إلى أنه تم رفض كل طلباته رغم كونها من صميم اختصاصه وحقه.

وقال «فؤاد» في بيان أعقب الاستقالة: تقدمت اليوم لمجلس النواب باستقالتي وذلك بعد ما لمسته من محاولات لانتقاص دورنا النيابي والتشريعي كنائب ممثل عن الأمة، ولذلك أحترم نفسي ومن أمثلهم، وأترك المجال لشخص آخر عسى أن يكون أفضل مني لخدمة هذا الوطن، فالمنصب ليس مغنما أو جائزة أحتفظ بها ما لم أكن فاعلا وخادماً لهذا الشعب، وهو ما لا تكفله لي الظروف في هذا الوضع، وأضع الاستقالة تحت تصرف المجلس.

وقضت المحكمة الإدارية العليا (أعلى محكمة للطعون في البلاد)، في 16 يناير/ كانون ثان الماضي، في حكم نهائي ببطلان الاتفاقية، واستمرار الجزيرتين تحت السيادة المصرية، وهو الحكم الذي قال عنه قانونيون إنهم أعفى البرلمان من مناقشة الاتفاقية لأنه جعلها كأن لم تكن.

وكانت الشرطة المصرية، شنت حملة اعتقالات طالت العشرات في عدة محافظات خلال اليومين الماضيين، كما تصدت قوات الأمن لاحتجاجات خرجت مباشرة عقب تصويت البرلمان المصري أمس الأول لنقل السيادة على جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية.

وكان تم توقيع الاتفاقية، بحضور الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، خلال زيارة قام بها العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» إلى القاهرة العام الماضي.

  كلمات مفتاحية

مجلس النواب المصري محمد فؤاد حزب الوفد تيران وصنافير علي عبدالعال

«الإخوان» وسياسيون مصريون يدعون لمظاهرات الجمعة رفضا لـ«تيران وصنافير»