دراسة: «تدجين» قطر يصب في صالح «إسرائيل»

الجمعة 16 يونيو 2017 12:06 م

خلصت دراسة إسرائيلية إلى أن خضوع قطر لمطالب دول خليجية وعربية تقاطعها سيصب في النهاية في صالح تل أبيب، وسيتيح للأخيرة إمكانية الاصطفاف إلى جانب «تحالف سني» في مواجهة إيران.

الدارسة صدرت عن مركز «بيغن-السادات» للدراسات الاستراتيجية في تل أبيب، وأعدها الجنرال «يعقوف عميدرور»، وهو رئيس سابق لمجلس الأمن القوميّ «الإسرائيلي»، حسب صحيفة «رأي اليوم» اللندنية.

وفي 5 يونيو/حزيران الجاري، أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها وإغلاق موانيها وأجوائها ومعابرها البرية في وجه الدوحة بادعاء تقديم الأخيرة «الدعم للإرهاب»؛ وهو الاتهام الذي نفته قطر بشدة، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.

مقاطعة قطر.. لماذا؟

ومحاولة تفسير تلك الإجراءات بحق قطر، استبعدت الدراسة أن يكون الأمر ناجماً عن زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للمنطقة في الشهر الماضي، أوْ أيّ تشجيع آخر من قبل واشنطن.

في المقابل، رأت أن عملية مقاطعة قطر، التي تقودها السعودية، هي على الأرجح نتيجة إدراك من أسمتهم بـ«القادة السُنّة المعتدلين» أنّهم لن يتمكّنوا من مواكبة الوضع الراهن، الذي يحاولون خلقه كمجموعة؛ فهم يخشون من قوة إيران، فضلاً عن من وصفتهم بـ«الجماعات السُنيّة الراديكالية» (تقصد جماعة الإخوان المسلمين)، واحتمال عودة الربيع العربي الذي هزّ الشرق الأوسط في 2011.

وفي هذا الصدد، لفتت الدراسة إلى أنه -على عكس جيرانها- تتبع قطر سياستها المستقلة بشأن هذه القضايا الثلاث، وتتخذ مواقف وسطية.

فقطر تستضيف واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج، مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع إيران، أكبر منافس لأمريكا في المنطقة.

كما تُعتبر قطر -ظاهريًا- جزءاً من مجموعة من الدول السُنيّة التي تسعى للحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة، لكن في الوقت نفسه، هي الداعم الرئيسي لـ«جماعة الإخوان المسلمين»، التي تغضب السعودية، وحركة «حماس»، الذراع الفلسطينية للإخوان.

ووفق الدراسة، تدّعي الدول العربيّة أيضًا أنّ قطر تدعم جماعات مثل «تنظيم القاعدة» و«الدولة الإسلاميّة»، على الرغم من أنّ هذه الادعاءات ليست بالضرورة صحيحة.

ولفتت إلى مطالب غضب الدول المحاصرة لقطر من شبكة «الجزيرة»، التي لعبت دورًا رئيسيًا في تحريك الشارع العربيّ إبان ما عُرف بـ«الربيع العربي».

وأشارت الدراسة إلى أن دول الخليج هدّدّت بتخفيض العلاقات الدبلوماسية مع قطر قبل عدّة سنوات (في العام 2014)، ولكن تم التوصل إلى حل توافقي، أمّا اليوم فإنّ الأمور مختلفة، وعلى الرغم من جهود الوساطة الكويتية والعُمانية، فإنّ الوضع المتقلب في الشرق الأوسط والشعور بالدعم المتبادل بين الدول جعل قادة المنطقة يصرون على وضع حدٍّ لما أسمته بـ«اللعبة القطرية» .

الدارسة عدت المقاطعة الحالية لقطر دليلاً على «الأزمة العميقة»، التي تُخيم على المنطقة بسبب عدم وجود قيادة سُنيّة حقيقيّة؛ فالعالم العربيّ السُنيّ غير قادر على فرض نهجه الأساسيّ على إمارة صغيرة.

وأشارت إلى أنّ السُنّة هم الغالبية العظمى في العالم الإسلاميّ، ويُشكلون حوالي 85 بالمئة من المسلمين، ومع ذلك، فإنّ الأقلية الشيعية بقيادة إيران هي القوة الدافعة وراء العمليات التي تحرك الشرق الأوسط.

فرصة ذهبية لـ«إسرائيل»

وخلصت الدراسة إلى أن هذا الضعف السني يُمثل بالنسبة لـ«إسرائيل» فرصةً ذهبيّةً لتحسين علاقاتها مع «دول الاعتدال العربيّ»، على حدّ تعبيرها.

ورأت أن نجاح الدول المقاطعة في إخضاع قطر سيصب في صالح «إسرائيل».

ومفسرة ذلك، قالت إنّه إذا نجح اللاعبون السُنّة وقطعت قطر علاقاتها مع إيران، وتوقفت عن دعمها لـ«جماعة الإخوان المسلمين»، وربمّا «حماس» أيضًا، وفرضت قيودًا صارمةً على قناة «الجزيرة»، فقد يصبح المعسكر السُنيّ أكثر تماسكًا.

وهذا التحالف السُنيّ سيكون حاسمًا في احتواء تطلعات إيران في المنطقة، وبطرق عديدة، يمكن أنْ تقود القيادة السُنيّة الفعالّة تغييراتٍ هامّةٍ في الشرق الأوسط .

ودعت الدراسة «إسرائيل» إلى البحث عن وسيلةً للعمل مع هذا التحالف السني؛ لافتة إلى أن وجود أعداء مشتركين سيساعد تل أبيب في ذلك.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الأزمة الخليجية السعودية الإمارات البحرين تحالف سني يعقوف عميدرور بيغن-السادات