«قالن»: العقوبات ضد قطر لا تساهم في حل الأزمة

الأربعاء 21 يونيو 2017 11:06 ص

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية «إبراهيم قالن»، إن الخطوات التي اتخذتها بعض الدول العربية ضد قطر غير متوازنة، وإن العقوبات المفروضة عليها «لا تساهم في حل الأزمة الراهنة».

جاء ذلك في مقال نشرته جريدة «ديلي صباح» التركية الناطقة بالإنجليزية، أشار فيه إلى استمرار الأزمة بين بعض الدول الخليجية وقطر بالوتيرة نفسها منذ حوالي 3 أسابيع، بحسب «الأناضول».

وشدّد «قالن» على أن الأزمة الراهنة أظهرت مدى هشاشة النظام الإقليمي الموجود في منطقة الخليج، ومدى اضطراب علاقات دول المنطقة هذه مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وقال إن دولة قطر ترفض اتهامات «دعم الإرهاب» الموجهة إليها من قبل الدول الأخرى، وهي بطبيعة الحال تريد رؤية إثباتات ملموسة حول هذا الأمر، لأن هذا اتهام خطير للغاية.

وأوضح أن القيادة القطرية تتعامل بجدية مع تلك الادعاءات، ولكنها لم ترَ حتى اللحظة أي دليل ملموس يثبت صلتها بالتنظيمات (الإرهابية) في الخليج وسوريا أو أي مكان آخر بالعالم.

وأشار «قالن» إلى أن مطالب قطر طبيعية نظرا لعدم وجود إثباتات للاتهامات، مبينا أن الخطوات المتخذة ضدها غير متوازنة، والعقوبات المفروضة لا تسهم في حل الأزمة.

وأكّد أهمية أن تنصت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لدعوات قطر بشأن إلغاء الحصار وإطلاق عملية حوار ومفاوضات لحل الأزمة الراهنة.

وقال إن أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، لعب دورا مهما لخفض حدة التوتر وحل الأزمة بين الدول المعنية، كذلك تركيا المستعدة دائما لتقديم الدعم اللازم.

كما أكّد قالن أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، بذل جهودا حثيثة وأجرى مكالمات هاتفية مع زعماء العديد من دول المنطقة لخفض التوتر وحل الأزمة بالطرق السلمية والودية.

ولفت إلى تصريحات «أردوغان» التي أكّد فيها أهمية الدور الخاص الذي يمكن أن يلعبه خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبد العزيز لحل الأزمة، بصفته قائد أقوى دول المنطقة.

وأضاف: «أثبتت تركيا بشكل صريح من خلال موقفها، أنها لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لأي من بلدان المنطقة، وإنما تأمل حل الأزمة بالطرق السلمية بخلاف ما تدعيه بعض الأطراف التي تريد إلحاق الضرر بالعلاقات التركية العربية».

وفيما يتعلق بملف جماعة «الإخوان المسلمين» وحركة «حماس» الفلسطينية، أشار «قالن» إلى أن الجماعة أعلنت رفضها للعنف منذ مدة طويلة، ووضعت مسافة بينها وبين المجموعات التي تمارسه.

وقال إن جماعة الإخوان المسلمين لم تلجأ إلى العنف على خلفية الإطاحة بالرئيس المصري «محمد مرسي»، على يد الجنرال «عبد الفتاح السيسي»، عبر انقلاب عسكري تسبب بمقتل واعتقال الآلاف من أعضائها، واستهدافها لا يخدم إلا مصلحة المتطرفين.

وأوضح «قالن» أن حركة «حماس» بدورها تعتبر في العالم العربي جزءا من قضية استقلال فلسطين، وكل المحاولات الرامية لاتهامها بالإرهاب لا معنى لها إطلاقا، لأن حماس جزء لا يتجزأ من الجهود الرامية لإنهاء الاحتلال (الإسرائيلي) في فلسطين.

وأكّد أن مكتب «حماس» الموجود في قطر حاليا تم نقله من دمشق قبل أعوام بالتنسيق مع جميع دول المنطقة، وهذا لا يعد دليلا على اتهام قطر بدعم الإرهاب.

وشدّد على أن هناك أطرافا تريد إشعال الفتنة والعداء بين العرب والأتراك، من خلال استغلال الأزمة الراهنة، داعيا إلى التعاون المشترك لإفشال هذه المؤمرات المستمرة منذ أعوام.

وقال إن ادعاءات طعن وغدر العرب للعثمانيين تسببت بعداء كبير بين العرب والأتراك قبل 100 عام، كذلك ادعاءات تخلي الأتراك عن العرب بعد تأسيس الجمهورية التركية التي أحدثت الشبهات في العلاقات بين العالم العربي وتركيا.

وذهب إلى أن الرئيس «أردوغان» تمكن من تفكيك هذه الأسطورة، وبالتالي ينبغي للعرب والأتراك التعاون من أجل تأسيس مستقبل مشرق وآمن للعالم الإسلامي انطلاقا من مبادئ الأخوة والصداقة والشراكة والجيرة.

كما شدّد على أن «الحروب الإعلامية» لا تعود بالفائدة على أحد، بل على العكس تتسبب في ضياع الموارد الفكرية والسياسية في سبيل العداوة والحروب بالوكالة، لذلك يجب توخي الحذر من ذلك، واستخدام تلك الجهود والطاقات لتأسيس وتطوير علاقات تقوم على أساس المنفعة المتبادلة.

ومن جانبه قال وزير الخارجية القطري «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني»، أمس الثلاثاء، إن بلاده ستعتمد على تركيا في توفير مستلزماتها طيلة فترة الحصار المفروض عليها من قِبل دول الجوار.

وأوضح «آل ثاني» في تصريح أدلى به للصحفيين أن بلاده تمتلك خطة بديلة تعتمد بشكل أساسي على تركيا بالإضافة للكويت وعمان (لم تفرضا حصارا على قطر).

وفيما يخص حركة الطيران القطرية قال «آل ثاني»: «إنّ إيران سهلت الممرات الجوية لحركة طيراننا ونحن نتعاون مع كل الدول التي تستطيع أن تؤمن الإمدادات لبلادنا».

وقطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بدعم الإرهاب وإيران، فيما نفت الدوحة تلك الاتهامات، مؤكدة أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

ومنذ الساعات الأولى لاندلاع تلك الأزمة، تبذل تركيا مساع لنزع فتيلها، لكنها في الوقت ذاته تظهر دعمها الواضح لقطر؛ حيث صادق برلمانها ورئيسها على قانون يسمح لأنقرة بنشر المزيد من القوات في قاعدتها العسكرية في قطر، كما تم إنشاء جسر جوي ينقل المواد الغذائية من تركيا لقطر، فيما شدد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» على رفضه للقرارات الخليجية ضد قطر، وعدها غير صائبة.

وقبل يومين، كشف وزير الاقتصاد التركي «نهاد زيبقجي»، أن تركيا أرسلت إلى قطر 5 آلاف طن من المواد الغذائية على متن 71 طائرة شحن طارت إلى الدوحة منذ بداية الأزمة الخليجية.

المصدر | الخليج الجديد+الأناضول

  كلمات مفتاحية

قالن عقوبات قطر حل أزمة