«واشنطن بوست»: على أمريكا أن تتردد قبل احتضان «بن سلمان»

الاثنين 26 يونيو 2017 07:06 ص

كان «محمد بن سلمان»، الأمير ذو الـ31 عاما، الذي تم تعيينه الأسبوع الماضي كولي عهد للسعودية، يعمل جاهدا على كسب الأصدقاء والنفوذ في واشنطن. وقد نجح في حصد الكثير من المعجبين بمن في ذلك «ترامب» في البيت الأبيض، من خلال وضع خطط لإصلاح وتحديث الاقتصاد السعودي، وتخفيف الضوابط الاجتماعية المحلية، وليس أقله بالطبع قيامه بضخ عشرات المليارات من الدولارات في واشنطن في صورة مشتريات أسلحة.

ومع أن «بن سلمان» صار الآن في موقع رسمي لخلافة والده البالغ من العمر 81 عاما، هناك أسباب متزايدة للشك في قدراته. وقد اضطر في النهاية إلى إيقاف إصلاحاته الاقتصادية، كما أن مبادراته العدوانية في الشؤون الخارجية أثبتت أنها مدمرة وتضر بمصالح الولايات المتحدة.

كوزير للدفاع، كان «بن سلمان» مرتبطا ارتباطا وثيقا بالتدخل العسكري السعودي في اليمن، والذي بدأ بعد وقت ليس ببعيد من صعود والده إلى العرش في يناير/كانون الثاني 2015. وكان الفشل هو مصير كل ما يتعلق بالحملة العسكرية حيث فشلت في إخراج الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء وأدت إلى إصابات جسيمة نجمت عن قصف أهداف مدنية. واتهمت منظمات حقوق الإنسان السعوديين وحلفاءهم، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، بارتكاب جرائم حرب.

والأسوأ من ذلك أن التحالف السعودي ساعد في خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم منذ عقود. واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم منذ عقود. وأصيب أكثر من 200 ألف خص بوباء الكوليرا منذ أبريل/نيسان وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة. وفي المتوسط، وفقا لتقارير الأمم المتحدة، يموت طفل كل 10 دقائق في اليمن بسبب سوء التغذية والإسهال وغيرها من الأسباب التي يمكن الوقاية منها.

وعلى الرغم من أنه صار واضحا من وقت طويل أن الحرب غير قابلة للاستمرار، إلا أن القيادة السعودية نجحت في إقناع إدارة «ترامب» بتجديد الدعم لها بما في ذلك عمليات تسليم القنابل، التي علقتها إدارة «أوباما». ويقول السعوديون إن أعداءهم الحوثيين هم وكلاء لإيران، لكن العديد من الخبراء يعتقدون أنهم يبالغون في هذه القضية. وفي الوقت نفسه، فإن الحرب تنتقص من المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية، والتي سحبت منها دول الخليج مواردها.

ثم هناك حصار قطر المفروض من قبل أربع دول عربية سنية، وهي مبادرة أخرى بقيادة سعودية بدأت في 5 يونيو/حزيران. وقال القادة السعوديون إن هدفهم هو إنهاء الدعم القطري للإرهاب، وهو ادعاء مشكوك فيه رغم أنه حظي بتأييد الرئيس «ترامب». وفي يوم الجمعة الماضي، وبعد الانتقادات العلنية من وزارة الخارجية، قدم المحاصرون قائمة مطالبهم. على سبيل المثال، ستغلق قطر شبكة تلفزيون الجزيرة، وهي أكبر محطة إخبارية شعبية في العالم العربي، والتي توفر منفذا لنقاد الدكتاتوريات في المنطقة. كما يطالب السعوديون بإغلاق قاعدة عسكرية في قطر تحتفظ بها تركيا العضو في حلف الناتو.

كما تقع أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط في قطر وهي مركز للعمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى الرغم من تصريحات السيد «ترامب» الداعمة، فإن الحصار يلحق أضرار بالغة بالمصالح الأمريكية. وعلى غرار حرب اليمن، فإنه يجب أن يكون سببا للتأني قبل احتضان ولي العهد الجديد. على الرغم من أنه قد يكون ساحرا، فإن مغامراته تجعله حليفا مشكوكا فيه.

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان حرب اليمن رؤية 2030 السعودية