«عشقي»: العالم الإسلامي سيتبع السعودية في التطبيع مع (إسرائيل)

الأربعاء 28 يونيو 2017 05:06 ص

قال اللواء السعودي المتقاعد «أنور عشقي» إن العالم الإسلامي سيطبّع مع (إسرائيل) إذا طبّعت السعودية، مشيرا إلى أن المملكة ستنسج علاقة مع (إسرائيل) إذا وافقت الأخيرة على المبادرة العربية. 

وفي مقابلة مع فضائية «دويتشه فيله»، الألمانية، قال «عشقي» رئيس مركز «الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية» في جدة، إن تطبيع العلاقات مع (إسرائيل) رهن بموافقتها على المبادرة العربية، لافتا إلى أن السعودية بعد تسلمها جزيرتي «تيران وصنافير» عقب إقرار البرلمان المصري لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، ستتعامل مع اتفاقية «كامب ديفيد» التي لم تعد اتفاقية مصرية إسرائيلية.

والمبادرة العربية، أطلقها الملك السعودي الراحل «عبد الله بن عبد العزيز»، في العام 2002، للسلام في الشرق الأوسط بين (إسرائيل) والفلسطينيين، والقاضية بإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعودة اللاجئين وانسحاب دولة الاحتلال من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع (إسرائيل).

وحول اتفاقية الجزيرتين مع مصر قال «عشقي»: «لم يكن الهدف من استرداد الجزيرتين إقامة علاقة بين المملكة و(إسرائيل)، وإنما كان الهدف ترسيم الحدود مع مصر، وعندما رسمت الحدود أصبحت الجزيرتان داخل حدود المملكة، وهذا سيفضي إلى التعامل مع معاهدة «كامب ديفيد».

وأضاف: «المعاهدة لم تعد مصرية إسرائيلية، وإنما صارت دولية، فمصر والسعودية ستشتركان في السيطرة على الممر الذي تمر منه السفن الإسرائيلية والأردنية وغيرها من السفن التي تمر للبلدين».

المبادرة العربية

وتابع: «المملكة ستنسج علاقة مع (إسرائيل) وشرط وجود هذه العلاقة هو موافقتها على المبادرة العربية وتطبيقها».

وكشف «عشقي» المعروف بأنه مهندس التطبيع السعودي الإسرائيلي، أن بلاده ستتجه للتطبيع مع (إسرائيل) بعد تطبيق المبادرة العربية.

يشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو»، طرح مبادرة تختلف قليلا عن المبادرة العربية، وتدرس الآن في الولايات المتحدة، قبل النظر فيها.

وبحسب اللواء السعودي السابق: «إذا وافق الأخوة الفلسطينيون على مبادرة نتنياهو فأنا على يقين بأن المملكة لن تعترض على ذلك».

ورأى أن الفوارق بين المبادرتين، هي أن (إسرائيل) تجيز أن يكون هناك دولة فلسطينية على أن تكون على اتحاد كونفدرالي، وبضمان من الأردن ومن مصر.

أما الاختلاف الثاني، بحسب «عشقي» فهو أن يترك أمر القدس إلى النهاية.

وأشار «عشقي»، إلى أن أهم الأوراق التي تملكها المملكة هي التطبيع مع (إسرائيل)، لضمان إعطاء الفلسطينيين حقوقهم.

وقال: «كما تبين لنا في مؤتمر القمة الإسلامي الأمريكي الأخير، فإن موقف المملكة دليل للدول الإسلامية، فإذا طبعت المملكة مع (إسرائيل)، سوف تطبع الدول الإسلامية كلها مع (تل أبيب)، وستكون قد كسرت العزلة بينها وبين دول المنطقة».

موقف مجتمعي

وردا على سؤال حول موقف المجتمع السعودي، قال إن «المجتمع الآن لو نظرنا إلى تغريدات وتعليقات أبنائه، نجد أنهم يقولون إن (إسرائيل) لم يسجل منها عدوان واحد على المملكة».

يأتي رأي «عشقي»، رغم تفوق وسم بعنوان «سعوديون ضد التطبيع»، على اللجان الإلكترونية التي روجت خلال اليومين الماضيين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للتطبيع السعودي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وتحول الوسم إلى انتفاضة سعودية شعبية، ضد ما أسموه «حملات التطبيع» التي روج لها بعض الحسابات المنسوبة للجان الإلكترونية، وبررت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في قطاع غزة، ودعت إلى التطبيع رسمياً مع حكومة (تل أبيب).

ووصف المغردون، التطبيع مع (إسرائيل)، بأنها «خيانة صريحة، تستدعي الوقوف عندها، وكشف أخطارها».

مواجهة إيران

وحول ما إذا كان التقارب السعودي، مرده إلى وجود العدو الإيراني المشترك بين الطرفين، قال: «هذا ليس اتفاقاً وإنما ظرف. فالظروف هي التي حكمت بذلك. العداء لإيران له زاويتان: زاوية إسرائيلية وزاوية سعودية. والزاوية السعودية تختلف عن الزاوية الإسرائيلية».

وأضاف: «عداء (إسرائيل) لإيران هو أن إيران تريد أن تنهي (تل أبيب) من الوجود، لكنها مع السعودية هي تريد إزعاجها والإخلال بأمنها، والمملكة لا أقول بأنها مستعدة أن تتحالف مع الشيطان لحماية نفسها، لكن طالما أن المملكة تستطيع أن تحمي نفسها فليس من الداعي أن تتحالف مع أي إنسان أو شيطان».

وردا على سؤال عما إذا كانت السعودية تبحث عن طرف عسكري أقوى من إيران للتحالف معه كـ(إسرائيل) قال «عشقي»: في الحقيقة إن الأقوى من (إسرائيل) هي الولايات المتحدة لهذا تتحالف معها المملكة.

ومعروف عن «عشقي» تحركاته المثيرة للجدل خاصة بالنسبة لمناهضي «التطبيع» مع «إسرائيل»؛ حيث ظهر الرجل في العديد من اللقاءات مع مسؤولين «إسرائيلين»، ووسائل إعلام «إسرائيلية»، خلال الفترة الأخيرة، كما أجرى زيارة لدولة الاحتلال.

وفي مقابلة مع قناة «آي 24» «الإسرائيلية»، في سبتمبر/أيلول 2015، وصف «عشقي» رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، «بنيامين نتنياهو»، بأنه «رجل قوي وواقعي»، داعيا إياه إلى قبول مبادرة السلام العربية، وطلب مناقشتها مع مصدرها، المملكة العربية السعودية.

والبعض يزعم أن تحركات «عشقي» هي بإيعاز من القيادة السعودية، بينما قالت المملكة إن الأخير لا يمثل وجهة نظرها الرسمية، حسب ما نقلت وكالة لأنباء السعودية الرسمية (واس)، في ديسمبر/كانون الأول 2015، عن مسؤول في وزارة الخارجية السعودية.

تطبيع مرتقب

وشهدت الأيام الأخيرة، انطلاق دعوات غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علناً كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.

ويتزامن ذلك مع زخم متصاعد بشكل غير مسبوق في العلاقات السعودية الإسرائيلية منذ زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إلى المملكة مايو/ أيار الماضي، والتي بلغت ذروتها بدعوات صدرت عن وزراء إسرائيليين، قبل أيام، للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع (إسرائيل)، ودعوة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» لزيارة السعودية، وإرسال ولي العهد «محمد بن سلمان» إلى (إسرائيل).

كما تزامن ذلك مع توقيع الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي انتقلت بموجبها السيادة على جزيرتي «تيران وصنافير» إلى المملكة، وبالتالي أصبح مضيق «تيران» ممراً مائياً دولياً وليس مصرياً، كما انتقلت كافة الإجراءات والترتيبات الأمنية التي كانت تقع على عاتق الجانب المصري في اتفاقية «كامب ديفيد» إلى الجانب السعودي، ما يعني ضرورة وجود اتصالات وعلاقات سياسية رسمية بين (إسرائيل) والمملكة.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد نشرت قبل حوالي شهر، أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، بلورت اقتراحاً يقول إنها ستوافق على القيام بخطوات تطبيع للعلاقات مع (إسرائيل) حال قيام حكومة «بنيامين نتنياهو» بخطوات من قبلها إزاء الفلسطينيين، كتجميد البناء بشكل جزئي في المستوطنات وتخفيف القيود المفروضة على التجارة مع قطاع غزة.

ويعتمد التقرير على تفاصيل من الوثيقة التي تمت صياغتها بين ممثلي دول عربية عدة، ويشير إلى أن السعودية والإمارات اطلعتا الإدارة الأمريكية و(إسرائيل) على الاقتراح الذي يشمل خطوات مثل تأسيس خطوط اتصال مباشر بين (إسرائيل) وبعض الدول العربية، والسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق في أجواء دول الخليج، ورفع القيود المفروضة على التجارة مع (إسرائيل).

الجديد في الأمر، أيضاً، هو انخراط إعلاميين سعوديين، خلال الأيام القليلة الماضية، لعملية التطبيع مع (إسرائيل) بلا ثمن من زاوية أن السعودية ليس لديها أي خلاف ثنائي مع (إسرائيل) يمنعها من إقامة علاقات طبيعية، وأن الخلاف الأهم مع إيران، فضلا عن ظهور باحث سعودي علنا على شاشة التليفزيون الإسرائيلي، على الهواء مباشرة من المملكة.

كما أن الفترة الأخيرة، شهدت تقارباً اقتصاديا غير رسمي بين الرياض و(تل أبيب)؛ حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون سابقون (إسرائيل)، والتقطت عدسات الكاميرات مصافحات بين مسؤولين إسرائيليين وأمراء سعوديين؛ وهو أمر غير مسبوق.

كما يتشارك البلدان النظرة إلى إيران على أنها «تهديد استراتيجي» لهما، وكلاهما حليفان وثيقان للولايات المتحدة.

ودعمت (إسرائيل) الحصار الحالي الذي تفرضه السعودية والإمارات على قطر، كما دعت (تل أبيب) مرارا وتكرارا الدوحة إلى عدم استضافة الشخصيات الفلسطينية البارزة، وهو الأمر الذي باتت تشاركها فيها الرياض وأبوظبي.

ومنذ قيام ما يعرف بـ(دولة إسرائيل) عام 1948، رفضت السعودية الاعتراف بها، ودعمت حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأراضي التي تحتلها (إسرائيل) منذ عام 1967، ومع ذلك، فإن المملكة الخليجية لم تشارك في أي من الحروب العربية ضد (إسرائيل).

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

المبادرة العربية أنور عشقي إسرائيل السعودية إيران