أسرة «مهدي عاكف» تنفي وفاته وتؤكد تدهور حالته الصحية

السبت 1 يوليو 2017 11:07 ص

تمكنت زوجة المرشد العام السابق للإخوان المسلمين «محمد مهدي عاكف» من زيارته قبل قليل في المستشفى والاطمئنان على صحته بعد أن تم تداول أخبار عن وفاته، حسبما أفاد أحد أفراد الأسرة لـ«الخليج الجديد».

وأكد أحد أفراد عائلة «عاكف» لـ«الخليج الجديد» أنه مريض جدا، وحالته الصحية متدهورة لافتا إلى أن زوجة المرشد العام كانت قد منعت من الدخول لزيارته اليوم.

وكان «منتصر الزيات»، دفاع «مهدي عاكف» المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، قد أعلن اليوم وفاة موكله داخل محبسه، قبل أن يعود لينفي نفس الخبر مبديا اعتذاره عن نقل خبر غير دقيق،

وقال «الزيات»، في تصريح له عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»، السبت: «الاستاذ محمد مهدي عاكف في ذمة الله، اللهم ارحمه واغفر له وتقبله في الصالحين»، وفقًا لقوله.

وبعد 40 دقيقة من نشر الخبر، كتب «الزيات» اعتذارا على صفحته ينفي فيه وفاة المرشد السابق لجماعة الإخوان، قائلا: «أسف واعتذار.. تلقيت ممن أثق به على الخاص خبر وفاة الأستاذ محمد مهدي عاكف بألفاظه ونصه فنشرته.. وتبين عدم صحة الخبر».

بدورها، طالبت «علياء عاكف» نجلة المرشد العام السابق بتحري الدقة قبل نشر الأخبار وقالت في تدوينة لها عبر فيسبوك «خبر الوفاة غير صحيح يا جماعه ارحمونا انتوا مش متخيلين خبر زي ده بيعمل فينا ايه حسبي الله ونعم الوكيل».

 

وكانت أسرة «عاكف» ومصادر إخوانية متطابقة قد تحدث عن مرضه بالسرطان في شهر مايو/آذار الماضي، وسط مناشدات من وقتها بإطلاق سراحه، نظراً لكبر سنه (89 عاماً)، وتأخر حالته الصحية، وذلك بمحبسه بـ«ليمان طرة».

و«عاكف» رجل من عمر التنظيم (تأسست وولد هو في عام 1928)، يعد شاهداً على كل عصور الجماعة.

وفي منتصف صيف 2014، خرج «عاكف»، في إحدى جلسات محاكمته ملتحفاً عمامته في مشهد شبهه فيه محبوه بالزعيم الليبي الراحل «عمر المختار»، ما لبس أن مر ما يقرب من عامين، حتى ترجَّل «المختار عاكف» وتربص به داء «السرطان».

«عاكف» الذي يعد صاحب لقب «أول مرشد عام سابق للجماعة»، حيث إنه رفض الاستمرار في موقعه، بعد انتهاء ولايته ليتم انتخاب بديع بدلا منه، مسجلاً بذلك سابقة في تاريخ الجماعة، هو المرشد العام السابع لها، تولى منصبه بعد وفاة سلفه «مأمون الهضيبي» في يناير/كانون ثاني 2004، وخلفه في المنصب المرشد الحالي محمد بديع (المسجون على ذمة عدة قضايا).

و«عاكف»، محبوس على ذمة قضية واحدة وهي أحداث مكتب الإرشاد (المكتب الرئيسي لجماعة الإخوان) في منطقة المقطم وحصل على حكم بالمؤبد وألغته محكمة النقض في يناير الماضي، ويعاد محاكمته من جديد.

وتقدمت هيئة الدفاع عنه مؤخرا بطلب لإخلاء سبيله على ذمة قضيته في ظل تدهور صحته وتقدم عمره، وذلك في جلسات أخيرة أمام القاضي «محمد شيرين فهمي»، الذي ينظر قضيته، فيما رفض الطلب.

وكان «عاكف»، من أوائل من تم اعتقالهم، من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، إبان الانقلاب الذي قاده الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، الذي كان وزيرا للدفاع حينها، في 3 يوليو/ تموز 2013، على الرئيس الأسبق «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في البلاد، بعد سنة من حكمه.

ويعد «عاكف» صاحب لقب أول مرشد عام سابق للجماعة؛ حيث تم انتخاب «محمد بديع» المرشد الحجالي للجماعة، بعد انتهاء فترة ولايته، وعدم رغبته في الاستمرار في موقع المرشد العام، ليسجل بذلك سابقة في تاريخ الجماعة.

وفي سبتمبر/آيلول 2013، ومع تدهور صحته، نقلت وزارة الداخلية «عاكف» إلى مستشفى المعادي العسكري (بالقاهرة) للخضوع لفحوصات طبية فقط، وقررت إعادته إلى السجن في 25 يونيو/ حزيران 2015 مرة أخرى، وفق رئيس هيئة الدفاع «عبد المنعم عبد المقصود»، وقتها.

وفي مايو/أيار 2015، برّأت محكمة مصرية «عاكف» من تهم وجهت إليه بـ«إهانة القضاء».

و«عاكف»، تعرض للسجن منذ العصر الملكي، ثم في عصور الجمهورية في عهد كل رؤساء مصر عدا «مرسي».

وقبض على «عاكف» في أول أغسطس/ آب 1954، وأُتهم بتهريب «عبد المنعم عبد الرؤوف» أحد قيادات حركة الضباط الأحرار بالجيش التي قامت بثورة يوليو 1952 وهو الضابط الذي حاصر قصر رأس التين المتحصن فيه الملك فاروق وأشرف على طرده.

وحُكم على «عاكف» حينها بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة فقضى 20 عاما كاملة بالسجن وأفرج عنه في عهد السادات عام 1974.

وفي شتاء 1995 بلغ التوتر في العلاقة بين الإخوان المسلمين والحكومة مداه فشنت الأخيرة حملة اعتقالات طالت الكثير من جيل الوسط بالجماعة وقدمتهم للمحاكمة العسكرية في مسلسل استمر أكثر من خمس سنوات.

ومثل «عاكف» أمام المحكمة العسكرية سنة 1996، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، ليخرج عام 1999.

وخلال الأسابيع الماضية، تردد اسم «عاكف» كثيراً، في أحاديث قوائم العفو الرئاسي التي أعلن عنها الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، مؤخرًا، غير أنه في أكثر من مرة أكد القائمون على تلك القوائم عدم وجود قيادات إخوانية من ضمن المرتقب الإفراج عنهم.

ويتخوف مراقبون وحقوقيون، من تداعيات مرض «عاكف» نظرًا لكبر سنة، مشيرين إلى عشرات الحالات المحبوسة لاقوا حتفهم متأثرين بمرضهم، وكان رأسهم قيادات إخوانية وإسلامية بارزة، من بينها «فريد إسماعيل» و«طارق الغندور»، القياديين الإخوانيين، و«عصام دربالة» القيادي بالجماعة الإسلامية.

وبينما يلاحق النظام، جماعة الإخوان المسلمين، تمر الجماعة بأزمة داخلية، ظهرت للعلن بوضوح في شهر مايو 2014، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بشأن مسار مواجهة السلطات، وشرعية القيادة في الظرف الجديد (الإطاحة بنظام حكمهم في 3 يوليو/تموز 2013 وتداعياتها).

وعاني الكثير من المعتقلين في السجون المصرية من الإصابة بالسرطان، فيما توفى البعض بسبب السرطان مثل مهند إيهاب الشهير بنحلة.

  كلمات مفتاحية

عاكف مصر

الداخلية المصرية توافق على نقل «مهدى عاكف» لمستشفى خاص لتدهور حالته الصحية

قلق على حياة «مهدي عاكف» بعد نقله من مستشفى لسجن مجهول

انتكاسة في الحالة الصحية لـ«مهدي عاكف».. وأطباء: أمراض موت