السعودية تعين مدير مكتب الرئيس السوداني المقال مستشارا لديها

الثلاثاء 4 يوليو 2017 07:07 ص

ظهر مدير مكتب رئيس الجمهورية السوداني المقال الفريق «طه عثمان»؛ ضمن الوفد السعودي المشارك في قمة «الاتحاد الأفريقي» العادية (29) المقامة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا التي تنهي أعمالها، اليوم الثلاثاء.

وكشفت مصادر مطلعة أن «عثمان» وصل إلى أديس أبابا برفقة الوفد السعودي الذي يقوده وزير خارجية المملكة «عادل الجبير».

وقالت المصادر إن «عثمان» التحق بمنصب استشاري لدى القيادة السعودية مسؤولا عن الملف الأفريقي.

وكان الرئيس السوداني «عمر البشير»، قد أطاح بمدير مكتبه وكاتم أسراره، الفريق «طه عثمان» وهو المسؤول عن إدارة مكاتب رئيس الجمهورية مع القيادة السعودية والإماراتية، اللتان كلفتاه بإقناع «البشير» بالتنازل الفوري عن الحكم لـ«بكري حسن صالح خيري»، النائب الأول للرئيس السوداني تحت ذريعة الأسباب الصحية، على أن تضمن الإمارات والسعودية لـ«البشير» حياة آمنة ما بين قصر بجدة وقصر بنخلة دبي، في حين وعدهم «عثمان» بإنهاء هذه المهمة على أكمل وجه.

وكان المغرد السعودي الشهير «مجتهد» قال في وقت سابق، إن إقالة الرئيس السوداني «عمر البشير» لمدير مكتبه «طه عثمان» جاءت على ما يبدو بعد رصد مكالمة له مع السعودية والإمارات تآمر فيها لتحويل موقف السودان ضد قطر بأي وسيلة.

إلا أن الأكاديمية الأردنية والباحثة السياسية الدكتورة «فاطمة الوحش» أوضحت في ذات التوقيت، أن إقالة «عثمان» المقرب من الإمارات جاءت بعد أن كشفت الاستخبارات التركية تحركاته ومحاولة انقلابه.

وأشارت التفسيرات المتداولة على صفحات الصحف السودانية، إلى الربط بين هذه الإقالة والدور المحتمل لـ«عثمان» في الانقلاب بتخطيط وتمويل دولتين خليجيتين ودولة عربية مجاورة، خصوصا بعد نجاح السلطة في الحصول على تسجيلات تثبت خطته للانقلاب على الحكم بالتنسيق مع كلتا الدولتين، وتسريب صورة لتحويل بنكي إلى حسابه ببنك أبوظبي، بقيمة 30 مليون دولار.

وكان مصدر صحفي محلي ذكر أن الاهتمام بما يتم تداوله حول إقالة الفريق «طه عثمان» يرجع إلى المساحات الواسعة التي أتيحت للرجل ليلعب فيها أدوارا ظلت محل إخفاق طيلة السنوات الأخيرة.

وظل «عثمان» على مدار 10 سنوات الأخيرة، رجل السعودية القوي في السودان، والمسؤول الأول عن توسيع صلاحيات ونفوذ المملكة على الأراضي السودانية، فضلا عن مساعيه الدائمة لهندسة مواقف السودان الخارجية، حسب ما تقتضيه بوصلة المملكة الخارجية.

ولعب الفريق «عثمان» دور الوسيط كذلك للأمير الشاب «محمد بن سلمان» في الاتصال ببعض الدول الأفريقية، وبالتحديد إثيوبيا وإريتريا وموريتانيا، مستخدما صلاته الوثيقة التي تجمعه بقادة هذه الدولة، للاندماج في تحالف «عاصفة الحزم»، الذي كان الراعي الأساسي له الأمير السعودي الشاب، فضلا عن تنظيم 40 زيارة لرؤساء دول أفريقية للسعودية.

وكان «عثمان» إحدى الأذرع التي استخدمها «بن سلمان» لتسويقه داخل بلاده وخارجها؛ إذ أخذت تصريحات «عثمان» تمتدح حكمة «بن سلمان»، وتثني على جهوده لدى الولايات المتحدة الأمريكية لرفع العقوبات عن السودان.

وفي أعقاب إقالته في منتصف يونيو/حزيران الماضي، توجه «عثمان» إلى السعودية بعد أن كانت السلطات قد منعته من السفر، ما استدعى وساطة داخلية وخارجية للسماح للمسؤول السوداني المقال بمغادرة البلاد إلى السعودية، التي يحمل جنسيتها.

  كلمات مفتاحية

السعودية السودان البشير عثمان انقلاب