الملك «سلمان» يدعو القادة الأفارقة إلى «كعكة» بعيدا عن مائدة قطر

الثلاثاء 4 يوليو 2017 05:07 ص

دعا العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» لعقد قمة سعودية إفريقية ببلاده نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل.

دعوة مفاجئة، وجاءت بالتزامن مع زيارة يجريها وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في محاولة لحشد موقف أفريقي مساند لدول الحصار في موقفها من قطر، لكن إحباطات عدة سبقت الوزير إلى هناك، وتهدد بفشل مهمته، حسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية عربية في أديس أبابا، لـ«الخليج الجديد»، في وقت سابق.

الخطوة أرجعها مراقبون إلى محاولة من قيادة المملكة لتيسير مهمة «الجبير» في أديس أبابا، وتشجيع القادة الأفارقة على اتخاذ موقف ضد قطر علها تفوز بجزء من الكعكة في «القمة السعودية الأفريقية».

وقالت وزارة الخارجية السعودية في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع «تويتر» إن «الملك سلمان يدعو قادة الاتحاد الأفريقي لقمة سعودية أفريقية بالمملكة نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل»، دون أن تضيف أية تفاصيل أخرى.

واختتم القادة الأفارقة، مساء الثلاثاء، قمتهم العادية الـ29 في أديس أبابا، والتي تواصلت على مدار يومين، بحضور رؤساء 24 دولة، وملك واحد، و9 رؤساء حكومات، و9 نواب رؤساء، وأمير واحد.

وكان رئيس الاتحاد الإفريقي «ألفا كوندي»، الذي يرأس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، دعا خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة، الإثنين، إلى ضرورة أن تتحدث الدول الأفريقية بصوت واحد بشأن الأزمة الخليجية.

وطالب «كوندي» بضرورة إنهاء الأزمة الخليجية بشكل سلمي، وهو الموقف الأول للاتحاد الأفريقي، بعد أسابيع من اندلاع الأزمة الخليجية، والذي مثل أول الإحباطات السعودية من القارة السمراء، حيث كان مؤشرا على إخفاق الدبلوماسية السعودية في حشد قوة أفريقية ضاربة للوقوف معها في مواجهة قطر.

وتبع ذلك إحباطات أخرى سبقت وصول «الجبير» إلى أديس أبابا، في وقت سابق من اليوم، حسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية عربية في أديس أبابا، لـ«الخليج الجديد».

وأوضحت المصادر أن زيارة «الجبير» التي تم الإعلان عنها، الإثنين، كانت على وشك الإلغاء بعد قرار تم اتخاذه على مستوى قيادة الاتحاد الأفريقي بالحياد وعدم التورط في موقف مساند لصالح طرف على طرف في الأزمة الخليجية، ورفض الاتحاد حضور وفود خليجية للقمة، استنادً لهذا الموقف.

وذكرت المصادر أن «الجبير» أدرك، على ما يبدو، بأن مهمته «مصيرها الفشل» قبل القدوم إلى أديس أبابا بعد موقف الاتحاد الأفريقي، والدبلوماسية الجزائرية النشطة المؤيدة لموقف الاتحاد من الأزمة الخليجية.

وفي هذا الصدد، لفتت إلى أن وزير الخارجية المصري «سامح شكري» اجتمع قبل مغادرته بعدة رؤساء أفارقة الذين أكدوا له على أن الأزمة الخليجية شأن يخص دول الخليج وحدها وليس الدول الأفريقية؛ الأمر الذي أدى إلى غضبه، ودفعه إلى مغادرة القمة، الإثنين، قبيل اختتامها، اليوم.

وكشفت المصادر أن الجزائر هي من قادت جهد دبلوماسي لإفشال جهود الوزير المصري؛ الأمر الذي أكده الصحفي الجزائري المعروف، «عياش دراجي».

إذ قال «دراجي»، عبر حسابه على «تويتر»: «خابت جهود اللوبي المصري في القمة الأفريقية واصطدم بصخرة اسمها الجزائر، بعد أن حاول بلورة موقف ضد قطر».

وأفادت المصادر الدبلوماسية العربية في أديس أبابا، لـ«الخليج الجديد» بأن «الجبير» قرر في اللحظة الأخيرة اتمام الزيارة إلى العاصمة الإثيوبية، على أمل  عقد لقاءات من قادة بعض دول القارة السمراء، حتى لو كانت صغيرة، والحصول منها على موقف ضد قطر، لدعم خطوات التصعيد المقبلة، حتى لو كانت شكلية.

وذكرت المصادر أنه -على أي حال- فإن «الجبير» رأى أنه من الأفضل اتمام الزيارة إلى إثيوبيا، خاصة أنه سينتقل منها إلى القاهرة للمشاركة في الاجتماع الرباعي مع وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين للنظر في كيفية تصعيد الضغوط على قطر بعد معرفة ردها من المطالب.

ووفق المصادر ذاتها، فإن «الجبير» توجه عقب وصوله إلى أديس أبابا، اليوم، إلى مقر انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي؛ حيث التقى ملك سويزلاند «مسواتي الثالث»، ورئيسة ليبيريا «ألن جوناسون»، ورئيس الوزراء الإثيوبي «هيلي ماريام ديسالين»، والرئيس الغامبي «آداما بارو»، ونائب الرئيس السوداني «حسبو محمد عبدالرحمن»، ورئيس الاتحاد الإفريقي «ألفا كوندي».

فتح شهية للقادة الأفارقة

وعلى ما يبدو وفق مراقبين فإن الملك «سلمان» دعا للقمة السعودية الأفريقية كنوع من فتح شهية القادة الأفارقة، وتشجيعهم على اتخاذ موقف ضد قطر علهم يفوزون بجزء من الكعكة في «القمة السعودية الأفريقية».

وأضافوا أن تلك الدعوة تأتي أيضا في إطار تعزيز الدبلوماسية السعودية في القارة السمراء بعدما كشفت الأزمة الخليجية عدم جدواها؛ حيث لم يدعم قرارات دول الحصار ضد قطر سوى دول صغيرة في أفريقيا ليس لها وزن كبير.

ومنذ بدء الأزمة الخليجية نشط وزراء خارجية الدول المعنية بها دبلوماسيا في واشنطن وعواصم أوروبية وأديس أبابا لشرح وجهات نظر دولهم.

وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الثلاث الأولى حصارا بريا وجويا على الدوحة لاتهامها بـ «دعم الإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة بشدة.

وقدمت الدول الأربع في 22 يونيو/حزيران الماضي عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلبا إلى قطر لإعادة العلاقات معها.

وفجر الإثنين، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، موافقتها على طلب الكويت تمديد المهلة الممنوحة لقطر للرد على مطالبها 48 ساعة «استجابة لطلب أمير الكويت»، تنتهي قبل منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء.

ومن المقرر أن تسلم الكويت الرد، الذي لم يكشف عن مضمونه، قبل انتهاء المهلة.

وفي وقت سابق من اليوم، قال وزير الخارجية القطري «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» إنه «لا يوجد حل لأي أزمة إلا من خلال طاولة المفاوضات" عبر حوار يتم على أساس المساواة بين الدول وليس التهديد.

وحول فحوى رد قطر على مطالب دول المقاطعة الذي تم تسليمه للكويت، قال إن الرد جاء في إطار المحافظة على احترام سيادة الدول، وفي إطار القانون الدولي.

وجدد وصفه لتلك المطالب بأنها «غير واقعية ولا يمكن تطبيقها»، معتبرا أنها تتضمن «انتهاك سيادة بلد والتدخل في شؤونه الداخلية».

المصدر | الخليج الجديد + خاص

  كلمات مفتاحية

السعودية قمة سعودية أفريقية الملك سلمان قطر الأزمة الخليجية