تفاصيل جديدة عن اعتقال طلاب مسلمي «الإيغور» بمصر

الجمعة 7 يوليو 2017 06:07 ص

كشف ناشط حقوقي مصري، عن إيداع الطلاب المعتقلين من مسلمي الإيغور، ممن يدرسون في الأزهر الشريف بالقاهرة، في قسم ثان مدينة نصر، شرقي العاصمة المصرية، تمهيدا لترحيلهم إلى الصين.

وقال الناشط الحقوقي «خالد المصري» ، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن طلابا آخرين تم اعتقالهم بمطار برج العرب، بمحافظة «الإسكندرية»، شمالي البلاد.

وأضاف «المصري» أمين عام المركز الوطني للدفاع عن الحريات (منظمة حقوقية مصرية)، «اتصل بي أحد الطلبة التركستان المطاردين أمنيا، مؤكدا تعرضهم للمطاردة واعتقال ما يتراوح بين 70 و100 شخص».

وعن أماكن احتجازهم، قال الطالب المتصل بـ«المصري»، «في قسم ثان مدينة نصر حوالي 60 شخصا، وفي مطار برج العرب بالإسكندرية محتجز حوالي 19 شخصا، وجميع أوراقهم سليمة وسحبوا منهم جوازات السفر وهواتفهم المحمولة حتي يتم تسليمهم للصين».

وتابع: «يا أخي نحن نتبع إقليم تركستان المحتل من قبل الصين الملحدة التي تعمل بكل وسيلة على وقف نشر الإسلام ووقف تعليم الدين الإسلامي للناس، وهذا لا يأتي إلا من خلال القضاء على الطلبة المسلمين الوافدين للتعلم في الأزهر، ولا شك أن السلطات الصينية طلبت من السلطات المصرية ضرورة ترحيلنا لهم حتي يقوموا بالقضاء علينا وأريد أن أخبرك أن كثيرا من أهالي هؤلاء الطلبة في تركستان تم القبض عليهم من قبل السلطات الصينية وذلك للضغط على أبنائهم للعودة ومنهم من حصل علي عقوبات مشددة وصلت لـ 15 سنة».

وناشد الطالب التركستاني، والذي لم يكشف كاتب التدوينة عن هويته، المعنيين بالأمر، التدخل للحيلولة دون تسليمهم للصين.

طالب آخر يدرس في جامعة الآزهر منذ عامين، رفض ذكر اسمه، روى وقائع اعتقال عشرات من طلاب الإيغور الذين يدرسون بالأزهر على مدار الأيام الثلاثة السابقة، قائلا:«علمنا أنها حملة اعتقال منظمة من جانب قوات الأمن حيال كُل منتسب لأقلية الإيغور داخل محافظات مصر»، مضيفا «لم تُقدم جهات التحقيق أي اتهامات حيال المجموعات المحتجزة، فضلاً عن قيام قوات الأمن باعتقال مجموعة من زملائنا ذهبت للمجموعات المحتجزة في قسم شرطة مدينة نصر لتقديم المساعدة القانونية لهم».

كانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأمريكية، طالبت السلطات المصرية، بالكشف عن أماكن اعتقال نحو 500 من طلاب مسلمي الإيغور، تمهيدا لترحيلهم إلى بلادهم، وذلك بطلب من السلطات الصينية.

وحذرت «سارة ليا ويتسن»، مديرة قسم الشرق الأوسط بالمنظمة، السلطات المصرية من ترحيلهم إلى الصين، قائلة:«قد يتعرضون للملاحقة والتعذيب».

وانتشر على الشبكات الاجتماعية مقطع فيديو قيل إنه للطلبة المعتقلين، وهم مكبلو الأيدي، داخل شاحنة نقلتهم إلى أماكن غير معروفة، وآخر يُظهرهم مجمَّعين مكان ما، بالإضافة إلى صور لمنازلهم بعد تفتيشها وبعثرة أغراضهم فيها.

ونشر ناشطون إيغور على موقع «تويتر»، صورًا تظهر مطعمًا للإيغور بعد إغلاقه في حي مدينة نصر، إثر مداهمة أسفرت عن اعتقال 37 شخصًا كانوا بالمطعم، ينتمون لأقلية الإيغور بينهم طلاب وعمال المطعم.

ونقلاً عن أحد الطلبة الذين تمكنوا من الاختفاء، فإن نساءً وأطفالاً تركوا أماكن إقامتهم؛ خوفاً من اعتقالهم، وإنه لم يعرف أي شيء عن الطلاب الذين تم اعتقالهم وأماكن وجودهم.

وكان وزير الداخلية المصرية «مجدي عبد الغفار»، قد التقى نائب وزير الأمن العام الصيني «تشي زيمين» برفقة وفد أمني صيني رفيع المستوى، في 19 يونيو/حزيران الماضي.

وتضمنت نتائج اللقاء الذي جرى في القاهرة، تفعيل قنوات تبادل المعلومات ذات الصلة بالتنظيمات المتطرفة وأنشطة الهجرة غير الشرعية، بحسب بيان مشترك صدر عن الطرفين.

وكان الكاتب الصحفي «جمال سلطان»، رئيس تحرير صحيفة «المصريون»، طالب الإمام الأكبر الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر الشريف، بضرورة التدخل لوقف الحملة الأمنية على طلاب الأزهر الوافدين من أبناء تركستان الشرقية.

وقال «سلطان» في مقاله المنشور، أمس الأول الأربعاء بـ«المصريون»، تحت عنوان «نداء عاجل إلى الإمام الأكبر شيخ الأزهر»،: «فضيلة الإمام، أناشدك الله أن تتدخل لوقف هذه الغارة، وإذا كان هناك من يخطئ لأي أسباب قانونية معتبره فلا اعتراض أبدا على أن يحاكم هنا أمام القضاء أو حتى يتم إبعاده، أما أن تتحول مصر إلى فخ لهؤلاء الذين وثقوا فيها وفي حكومتها وفي أزهرها، أما التنكيل بأبناء الأزهر الذين قدموا من أجل أن ينهلوا العلم الشرعي الصحيح من منابعه الوسطية المعتدلة والمأمونة، ونعاقبهم على ذلك، فكأننا نوجه رسالة للآخرين أن يذهبوا إلى جهات أخرى، قد تذهب بهم بعيدا عن العلم وعن الوسطية وعن الاعتدال، أنقذوا أبناء الأزهر من السياسات قصيرة النظر، فمصر تخسر كثيرا بذلك، والأزهر يخسر معها».

والأيغور، قومية تركية مسلمة تسكن منطقة تركستان الشرقية التي احتلتها الصين وغيرت اسمها إلى «سنغيانغ».

ويُقدّر عدد الإيغور، حسب إحصاء سنة ،2003 بنحو 8.5 مليون نسمة، يعيش 99% منهم داخل إقليم سنغيانغ، ويتوزع الباقون بين كازاخستان ومنغوليا وتركيا وأفغانستان وباكستان وألمانيا وإندونيسيا وأستراليا وتايوان والسعودية.

واللغة المستعملة لدى الإيغور هي اللغة الإيغورية التي تنحدر من اللغة التركية ويستعملون الحروف العربية في كتابتها.

ويطالب سكان تركستان الشرقية، ذات الغالبية المسلمة (سنغيانغ)، بالاستقلال عن الصين، التي ضمّت الإقليم إليها قبل (64) عاماً. ويشهد الإقليم أعمال عنف دامية منذ عام 2009 في مدينة أورومجي وقتل فيها نحو 200 شخص.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإيغور مصر الصين الأزهر الشريف أحمد الطيب تركستان الشرقية

بسبب القمع.. 200 أكاديمي بريطاني يطالبون بتعليق التعاون مع مصر