صحفي مصري: «الجزيرة» أصبحت عالمية ومطلب إغلاقها خطأ سياسي

الاثنين 10 يوليو 2017 01:07 ص

اعتبر الكاتب الصحفي المصري «عبدالناصر سلامة» في مقال له أن مطلب الدول المحاصرة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بإغلاق فضائية الجزيرة خطأ سياسي، مشيرا إلى أنها أصبحت قناة عالمية.

وامتدح «سلامة» في مقاله المنشور بصحيفة المصري اليوم الإثنين الجزيرة قائلا إن «هناك ردود أفعال عالمية ساخطة تجاه المطالبة بوقف قناة الجزيرة القطرية، بما يؤكد أن القناة لم تعد قطرية سوى بمفهومنا نحن العرب، بعد أن استحوذت على اهتمام المشاهدين فى أنحاء العالم، ليس من خلال البث الإخبارى العربى فقط، ولا حتى الرياضى ذائع الصيت، وإنما من خلال الجزيرة الناطقة بالإنجليزية أيضاً».

وتابع «لذا فقد بدت أمام العالم الدعوات إلى إغلاق القناة بمثابة تخلف يضاف إلى ما تعانيه المنطقة في هذا الشأن المتعلق بحرية الإعلام، وحقوق الإنسان، والأنظمة الديكتاتورية بصفة عامة، والتي لم تعد تتوقف على أنظمة العائلات الحاكمة، بعد أن أصبحت الجمهوريات لا تقل عنها، بل ربما تجاوزتها فى بعض الأحيان».

وأوضح «سلامة» أنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن قناة الجزيرة الإخبارية، منذ انطلاقتها عام 1996، أثْرت الحياة الإعلامية العربية وأيضاً السياسية إلى حد كبير، ذلك أن تليفزيونات العالم العربي في معظمها لم تكن تعي الرأي الآخر على الهواء مباشرة سوى من خلال الجزيرة للمرة الأولى، بعد دور الـC. N. N. فى الحرب على العراق عام 1990.

وقال «كما لم يكن للتليفزيونات العربية مراسلون فى مواقع الأحداث الساخنة قبل خروج تليفزيون الجزيرة إلى الحياة، ذلك أننا كجمهور اعتدنا متابعة الأحداث العالمية، وحتى أحداثنا العربية، من خلال وكالات الأنباء الأجنبية، مثل رويتزر، والفرنسية، والأسوشيتد برس، ويونايتد برس، والألمانية، وغيرها، إلى أن أصبحت هذه الوكالات جميعها تنقل عن تليفزيون الجزيرة في أحيان كثيرة، بعد أن حقق تفوقاً ساحقاً لأكثر من سبب».

وأضاف «كان من المفترض أن تسعى القنوات التليفزيونية العربية، ووكالات الأنباء الرسمية، إلى تطوير نفسها لمجاراة ذلك الذي يجرى، إلا أنها للأسف لم تفعل، أخذت حكومات المنطقة خلال سنوات الجزيرة الأولى تفتعل أزمات سياسية مع قطر، وأصبحت الشكوى مريرة عن طريق السفارات ووزارات الخارجية أحياناً، وعن طريق جامعة الدول العربية في أحيان أخرى، إلا أن هذه الجهود لم تنجح فى كبح جماح القناة العنيدة، مما اضطر البعض فى السنوات الأخيرة إلى تغيير التكتيك، وذلك بإنشاء قنوات جديدة موازية، تعمل بنفس أسلوب الجزيرة، عل وعسى ينفض المشاهد عنها، بينما ظلت وكالات الأنباء العربية تعتبر نفسها ناطقة باسم الأنظمة الرسمية فقط.

وأقر الصحفي المصري بالدور السياسي لقناة الجزيرة في أحداث الربيع العربي، قائلا «والغريب أن الأنظمة والشعوب على السواء رحبت بالجزيرة كثيراً في أداء هذه الأدوار، مثلما كان مع الحالة المصرية في 25 يناير 2011، حيث كانت القناة تجد تعاوناً من القائمين على أمر إدارة البلاد خلال تلك الفترة، وكانت تجد أيضاً ترحيباً فى الشارع.

 إلا أن الواضح بحسب «سلامة» أن «المصالح لم تعد تتلاقى في كثير من العواصم، وهو ما لا يستسيغه الرأي العام الغربي ولا المنظمات الدولية ذات الصِّلة، وهو ما جعل الأمم المتحدة تحديداً تنتقد الدعوات إلى إغلاق القناة، وتصفه بأنه (هجوم غير مقبول)، وجاء فى تصريح الاعتراض الذي نقله روبرت كولفيل، المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان قوله: إن الإصرار على إغلاق القنوات التليفزيونية مطلب شاذ وغير مسبوق، وغير منطقي، وغير معقول بشكل جلي».

وخلص «سلامة» إلى أن كل ذلك يؤكد أن مطلب إغلاق قناة الجزيرة لم يحصل على حقه من الدراسة، من الدول التي تطالب بذلك، كغيره من بقية المطالب التي اصطدمت بأبسط الأمور، وهى أنها مقدمة إلى دولة ذات سيادة، معترف بها دولياً، وهو ما لم يقبله المجتمع الدولي أيضاً،  وجعل هذه الدولة تحدى هذه المطالب بقوة، وتحظى بتأييد الدول الكبرى في الوقت نفسه، مما أربك حسابات دول المقاطعة».

وقال «أعتقد أن الخطأ السياسي التي وقعت فيه دول المقاطعة الأربع تجاه هذه الأزمة، هو تكرار للخطأ الإعلامي الذي وقعت فيه على مدى 21عاماً، هو عمر قناة الجزيرة، ذلك أنه كان الأجدر إعلامياً مقارعة الحجة بالحجة من خلال مئات القنوات العربية المنتشرة الآن دون أي فائدة تذكر».

واعتبر أن ما وصفه بالردح الليلي اليومي خلال هذه الأزمة تحديداً إلا أكبر دليل على الفشل، بموازاة ذلك لم يكن 4 وزراء خارجية (دول الحصار) مقنعين أو على مستوى الحدث أيضاً في طرح قضيتهم، في إشارة إلى المؤتمر الصحفي لوزراء خارجية مصر والإمارات والسعودية والبحرين الأربعاء الماضي والذين اعتبروا فيه رد قطر على مطالبهم سلبي ومؤسف دون أن يتخذوا قرارات واضحة.

وقال «تظل أسرار الأزمة تكمن في زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، كما يكمن سر التهدئة في اتصاله الهاتفي الأخير بالقاهرة»، في إشارة أيضا لاتصال «ترامب» بنظيره المصري «عبدالفتاح السيسي» والتي أعقبها حالة من الهدوء وعدم التصعيد.

وبدأت الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران الماضي، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصارا بريا وجويا، متهمة إياها بدعم الإرهاب، وطالبت من قطر إغلاق الجزيرة، فضلا عن 12 مطلبا آخر.

ورفضت قطر، هذه الطلبات، ونفت الاتهامات الموجهة إليها، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

والإثنين الماضي، أطلقت شبكة «الجزيرة»، حملة بخصوص مطالب دول الحصار على قطر، التي من بينها إغلاق قنوات «الجزيرة»، حيث طالب نخبة من صحفيي الشبكة بحفظ حق الناس في الوصول إلى المعلومات بلا انحياز أو تهديد.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر مصر الجزيرة السعودية الإمارات البحرين