الأزمة الخليجية تضغط على التحالف العربي وتهدد حكومة «هادي»

السبت 22 يوليو 2017 08:07 ص

اعتبرت رويترز أن الأزمة الخليجية مع قطر تشكل ضغطاً على التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة الشرعية في اليمن.

وأضافت في تقرير نشرته الجمعة أن الأزمة بين قطر وأربع دول عربية (السعودية والبحرين والإمارات ومصر) تشكل ضغطا على التحالف الذي يدعم الحكومة اليمنية في الحرب الدائرة منذ عامين ضد الحوثيين الموالين لإيران وتبطئ من التقدم العسكري للتحالف.

وقالت «تقع اتهامات لقطر بدعم جماعة الإخوان المسلمين في قلب الأزمة حيث صنفتها السعودية والإمارات، وهما الدولتان الأساسيتان في التحالف، جماعة إرهابية».

لكن الحكومة اليمنية تزخر بمؤيدي حزب التجمع اليمني للإصلاح (التابع للإخوان) مما يهدد وحدة التحالف الذي أضعفه بالفعل انسحاب القوات القطرية عقب اندلاع الخلاف في 5 يونيو/ حزيران الماضي، بحسب الوكالة.

ونقلت رويترز عن مسؤول كبير في الحكومة اليمنية طلب عدم نشر اسمه قوله إن الخلاف الخليجي ألقى بظلال من الشك على الحكومة ويمكن أن يتسبب في انقسامات فيها بسبب تعاطف وزراء مرتبطين بحزب الإصلاح مع قطر.

ويسعى التحالف إلى تمكين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بقيادة الرئيس «عبدربه منصور هادي» من ممارسة عملها ويدعم التحالف قوات تقاتل الحوثيين وتحارب أيضا قوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وتباطأت وتيرة القتال الذي يدور قرب مدينة المخا الساحلية المطلة على البحر الأحمر حيث تجري استعدادات لهجوم تدعمه الإمارات على ميناء الحديدة الذي تصله أغلب واردات الغذاء اليمنية.

وقال مسؤول محلي لرويترز «توقف القتال منذ بدء الخلاف مع قطر وهو ما يعكس حجم المخاوف الإماراتية من قوة حزب الإصلاح في المحافظة». ولم يرد مسؤولون من الإمارات على طلبات للتعليق.

 رجال قبائل وجنود

ويقاتل آلاف من أتباع حزب الإصلاح ضد الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء هي والقوات الموالية لصالح. وعلى غير المعتاد في المشهد السياسي اليمني المنقسم يتمتع حزب الإصلاح بمؤيدين في شمال وجنوب البلاد.

ومنذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن في 2015 حاول الإصلاح أن ينأى بنفسه عن الإخوان المسلمين مراعاة للرياض التي تستضيف الحكومة. ويعتمد التحالف على مقاتلي الإصلاح بكثافة على الأرض.

وقالت «أبريل لونجلي آلي» وهي محللة متخصصة في شؤون شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات الدولية «مهما كان رأي السعودية الحالي في الإخوان المسلمين في الدول الأخرى، في اليمن هم حلفاء طبيعيون ضد تحالف الحوثي-صالح».

وتابعت قائلة «على جبهات قتال عدة في الشمال يشكل رجال القبائل أو الجنود المرتبطون بالإصلاح جزءا ضروريا، إن لم يكن الأهم، من القوة المقاتلة المناهضة للحوثيين».

ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين سعوديين للتعليق.

وقالت الوكالة: «يبدو أن الإمارات، وهي عضو أساسي في التحالف، هي الأكثر استياء من قتال جيشها مع قوات الإصلاح».

كما بنت الإمارات قوة جنوبية يتمتع ساسة من جنوب اليمن، يرفضون فكر الإخوان ويريدون الانفصال عن الشمال، بنفوذ عليها.

وقال مسؤولون محليون إن الهجوم ضد الحوثيين وقوات صالح على جبهات القتال الشمالية تباطأ بسبب موقف الإمارات من الإصلاح. ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين إماراتيين للتعليق.

وتوقف القتال في محافظتين استراتيجيتين هما تعز ومأرب لأكثر من شهر باستثناء بعض الضربات الجوية بين الحين والآخر والقصف من قطع بحرية على مواقع للحوثيين.

وبرزت الخلافات داخل الحكومة اليمنية بشأن أزمة قطر حين اندلع الخلاف مع مصر والسعودية والبحرين والإمارات. وفرضت الدول الأربع عقوبات دبلوماسية على قطر وقطعت روابط النقل معها، بدعوى دعمها الإرهاب وهو ما نفته الدوحة.

وسارعت الحكومة اليمنية للتعبير عن تضامنها مع قطر على موقع وكالة الأنباء الرسمية على الإنترنت.

 لكن تلك الرسالة حذفت في غضون ساعتين

وفي اليوم التالي قطعت الحكومة اليمنية علاقاتها بالدوحة واتخذت صف السعودية والدول الأخرى.

مزاعم إماراتية

وفي وقت سابق، اتهمت الإمارات إعلامي حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، المتواجدين في الرياض، بإدارة حملات إعلامية ضد «التحالف العربي».

وشنت صحيفة «البيان» الإماراتية هجوما على صحفيي الحزب وصحفيين موالين للشرعية.

وزعمت الصحيفة في تقرير لها أن إعلاميي حزب «الإصلاح» متواجدون في الرياض بحجة مساندتهم الشرعية اليمنية، لكنهم يقومون بشن حملات إعلامية مدعومة من قطر تستهدف «التحالف العربي»، الذي تقوده السعودية والإمارات.

وبحسب صحيفة البيان، فقد كشف مصدر استخباراتي خاص في الشرعية اليمنية -لم تسمه- أن مخابرات الشرعية رصدت مخططا جهنميا تقوده قطر إعلاميا، بشأن استمرار تجنيد إعلاميي حزب «الإصلاح» لمهاجمة دور «التحالف العربي» في اليمن وخصوصا الإمارات ومن داخل الشرعية التابعة للرئيس «عبدربه منصور هادي».

وأشار التقرير بشكل مباشر إلى «رابطة الإعلاميين اليمنيين» متهما إياها بأنها رابطة إعلامية تتبع حزب «الإصلاح» ويتلقون عبرها رواتب مجزية من المملكة العربية السعودية ومن حكومة الشرعية، غير أن غالبيتهم باتوا ينخرون في «التحالف العربي» من الداخل، حيث يديرون مواقع إخبارية وحسابات وهمية بـ«تويتر» من داخل الرياض يهاجمون فيها دول التحالف بما فيها السعودية.

ووصف التقرير الناشطة اليمنية «توكل كرمان» بأنها مديرة شبكة الإعلام الممولة من قطر، حيث وصفت «التحالف العربي» بالاحتلال، كما اعتبرت قرارات السعودية وتوجهاتها بأنها وصاية على اليمن على حد وصفها، وذلك في تعليقها على قرارات «التحالف العربي» قطع العلاقات مع قطر.

وفي أعقاب الأزمة الخليجية التي اندلعت في 5 يونيو/حزيران الماضي، وقررت السعودية على إثرها إنهاء مشاركة قطر في «التحالف العربي»، شنت وسائل إعلام إماراتية هجمة شرسة ضد دولة قطر اتهمتها فيها بدعم قوى الشر في اليمن على حساب «التحالف العربي» لدعم الشرعية.

وزعمت وسائل إعلام إماراتية، أن قطر مدت خيوط لعبتها للتحالف مع قوى الشر في اليمن على حساب «التحالف العربي» الداعم للشرعية، وقدمت الدعم اللوجستي اللامحدود لجماعة «الإخوان المسلمين» في اليمن، التي سعت جاهدة لمصادرة الدولة وأسلمتها على طريقتها الخاصة، والسيطرة على أركانها، لتلقي بها في مهاوي الظلام، وفق ما جاء في الصحيفة.

وادعت الآلة الإعلامية الإماراتية أن قطر وجهت طعنة في ظهر أشقائها في دول الخليج، من خلال استغلال مآسي اليمن لتحقيق مآربها الخاصة، واختارت حزب «الإصلاح الإخواني» ليكون هو أداة التنفيذ.

كما ادعت أن جماعة الإخوان استطاعت بفضل الدعم القطري أن تكسب وتشتري ولاءات خاصة، زاعمة أن قطر وفرت ملاذا آمنا لقيادات حزب «الإصلاح»، ومدتهم بالمال والإعلام.

 

  كلمات مفتاحية

اليمن قطر السعودية الإمارات الإصلاح

قوات التحالف العربي تدعو الأمم المتحدة لإدارة مطار صنعاء