مصر تقرر إغلاق «أكشاك الفتوى» وتستبدلها بهذا الشيء!

الثلاثاء 25 يوليو 2017 06:07 ص

قررت السلطات المصرية، إنهاء العمل بتجربة مراكز الإفتاء داخل محطات مترو الانفاق، وسط العاصمة المصرية، دون الكشف عن أسباب القرار.

وأعلن وزير النقل المصري «هشام عرفان»، إنهاء التجربة بحلول عيد الأضحى، وبدلا من الفتوى ستكون هناك أنشطة ثقافية وفنية بالتنسيق مع وزارة الثقافة بدلا من مجمع البحوث الإسلامية.

وشن كتاب يساريون وعلمانيون في مصر، هجوما حادا على التجربة، وقال الدكتور «خالد منتصر»، في مداخلة هاتفية مع برنامج «مساء dmc» المذاع على قناة «dmc» الفضائية، الممولة من الاستخبارات المصرية،: «هل وزير النقل سيسمح بكشك للمسيحي وآخر للشيعي وآخر للبهائي؟».

وأضاف «منتصر» وهو طبيب بشري ومقدم برامج طبية، أن «الدولة المدنية تتآكل»، على حد قوله.

كانت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، المعني بتجديد الثقافة الإسلامية بمؤسسة الأزهر في مصر، بدأت أول تجربة لإنشاء مراكز للإفتاء داخل محطات المترو، الأحد قبل الماضي، باستقبال عشرات الأسئلة والاستفسارات.

ووفقا للشيخ «سيد عفيفي» مدير عام التوجيه بمنطقة وعظ القاهرة والمشرف على المكتب، أصدر المكتب طوال الأيام السبعة الأولى من عمله قرابة الألف فتوى رداً على أسئلة واستفسارات المواطنين.

يعمل المكتب طوال أيام الأسبوع عدا الجمعة، لمدة 11 ساعة يومياً مقسمة على فترتين، صباحية تبدأ من التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، ومسائية تمتد إلى الثامنة مساءً. ويتعاقب على العمل أسبوعياً 36 شيخاً خلال كل فترة يتواجد داخل المكتب شيخان إلى جانب شيخ ثالث للإشراف.

ويضيف «عفيفي» أن متوسط الفتاوى التي يصدرها المكتب خلال كل فترة يزيد عن 70 فتوى، غالبيتها تخص المعاملات الاقتصادية للمواطنين، وموقف الدين من القروض وفوائد البنوك، وأنه بعد قرار وزير النقل بإنهاء عمل المكتب بنهاية شهر أغسطس/آب المقبل، سيواصل مجمع البحوث الإسلامية عمله في محاربة التطرف والإلحاد داخل المساجد وخارجها.

أحد شيوخ مراكز الفتوى، يدعى الشيخ «حسن»، اعترض على قرار وزير النقل بإنهاء عمل هذا المكتب، معلقا: «قالوا إننا كشك يقدم الفتوى ديليفري لكن لم يكلف أي منهم نفسه عناء الانتقال إلينا ومعرفة الطريقة التي نقدم بها الدين الإسلامي للمسلمين وغير المسلمين وجهاً لوجه».

يضيف: «المواطنون هم الخاسرون من وأد التجربة في مهدها وعدم تعميمها على مستوى الجمهورية، والمسؤولون انساقوا إلى الغوغاء سوشيال ميديا، بدلاً من أن يقيموا التجربة علمياً ويعرفوا إيجابياتها وسلبياتها. هناك أشخاص يكفرون مجرد تهنئة الأقباط في عيدهم، ونحن نستقبل المسلم والقبطي والكافر والملحد ونقدم لهم النصيحة جميعا».

المصريون قابلوا مراكز الفتوى بموجة عالية من السخرية والرفض، وأطلقت مواقع التواصل الاجتماعي عليها الاسم الساخر «أكشاك الفتوى»، وحذرت من فتنة طائفية لتمييزه للمسلمين على أصحاب الديانات الأخرى في مصر، وتعارضه مع مدنية الدولة، بحسب «هاف بوست».

لكن «أحمد عبد الهادي» المتحدث باسم شركة مترو الأنفاق، برر الهدف من إنشاء مكتب للجنة الفتوى داخل محطة «مترو الشهداء»، قائلا: «إن محطة الشهداء يتوافد عليها أكثر من نصف مليون مواطن يوميا، خصوصاً لأنها محطة وصل بين خطوط مترو الأنفاق الثلاثة، يمر من خلالها جميع الركاب من وإلى محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية. المحطة في ميدان رمسيس بوسط القاهرة، على بعد خطوات من محطة سكك حديد مصر التي تنقل المواطنين إلى جميع المحافظات، وعلى بعد بضع خطوات أيضاً من مواقف سيارات الأجرة التي تصل بين القاهرة وغالبية محافظات الجمهورية الـ27».

تابع: «نشغل أغاني في الخط الثاني لمترو الأنفاق (شبرا– المنيب) طوال اليوم، ومن باب تنوع الخدمات، قررنا تقديم خدمة الوعظ والفتوى للركاب، بإنشاء مكتب للجنة الفتوى يضم شيوخ أزهريين يقدمون النصيحة للركاب سواء مسلمين أو مسيحيين مجاناً، حتى نوفر عناء انتقال المواطنين وخاصة قاطني المحافظات البعيدة إلى مشيخة الأزهر».

تمت التجربة الأولى في شهر رمضان الماضي، ببث الإذاعة الداخلية لمترو الأنفاق طوال الشهر موعظة دينية عقب صلاة العصر، مدتها ربع ساعة. وتعاقب شيوخ من مجمع البحوث الإسلامية على الخطبة القصيرة طوال أيام شهر رمضان. «وجدنا استحساناً للأمر من الركاب، حتى أن كثيرين كانوا يتوقفون للاستماع، ويركبن القطارات بعد انتهاء الخطبة، ولهذا بدأنا بإنشاء مكتب للفتوى بمحطة الشهداء، كمرحلة أولية يسبقها تأسيس مكتبين آخرين في محطة حلوان، جنوب القاهرة، وأخرى في محطة المرج، شمال شرق القاهرة، للتسهيل على المواطنين»، وفق «عبدالهادي».

وتقدم دار الإفتاء المصرية على موقعها على الإنترنت خدمة طلب الفتوى إما عن طريق تسجيل طالب الفتوى لبيانات الشكوى محل الطلب عبر الموقع، وانتظار تلقي الرد عبر البريد الشخصي لطالب الفتوى أو عن طريق تسجيل الطلب بكود ثم البحث عن الفتوى بهذا الكود.

كما توفر دار الإفتاء خدمة «هاتف الإفتاء» للرد على اتصالات المواطنين داخل مصر وخارجها، من الساعة التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء كل أيام الأسبوع عدا الجمعة والسبت وأيام العطلات الرسمية.

  كلمات مفتاحية

مصر دار الإفتاء أكشاك الفتوى مترو الأنفاق تجديد الخطاب الديني

قانون مصري يحصر الإفتاء في 4 جهات.. تعرف عليها